كتب- أحمد العش:
12:40 ص
19/12/2025
نشرت وزارة الأوقاف تسجيلًا للمتسابقة آية سعد إبراهيم عبد الكريم، الفائزة بالمركز الأول في المسابقة العالمية للقرآن الكريم – فرع الأسرة القرآنية – والتي توجت مع شقيقيها عبد الله ومحمود، مؤكدة أن التفوق الحقيقي لا يكون إلا بالقرآن، وأنه سبيل الصلاح والفلاح في الدنيا والآخرة.
وقالت آية، البالغة من العمر 28 عامًا، والحاصلة على ليسانس الدراسات الإسلامية قسم أصول الدين، إن الفوز جاء من بين أكثر من 70 أسرة متقدمة من داخل مصر وخارجها، وأسفر عن حصول الأسرة على جائزة قدرها مليون و50 ألف جنيه، مشيرة إلى أن هذه النتيجة لم تكن وليدة لحظة، بل ثمرة رحلة طويلة مع كتاب الله بدأت منذ الطفولة.
وأوضحت آية عبد الكريم، أنها أتمت حفظ القرآن الكريم في سن التاسعة، بينما أتم شقيقاها التوأم عبد الله ومحمود الحفظ قبل تجاوز العاشرة، لافتة إلى أن المشاركة في المسابقة لم تقتصر على الحفظ فقط، بل شملت اتقان التلاوة برواية حفص عن عاصم أو ورش عن نافع أو كلتيهما، إلى جانب فهم معاني القرآن الكريم ووجوه إعرابه، وهو ما تطلب جهدًا علميًا كبيرًا واستعدادًا استمر نحو عامين.
وأكدت أن الفضل بعد الله يعود إلى والديها، الداعمين الأكبر لمسيرتهم القرآنية، رغم أنهما لم يكونا من حفظة القرآن، إلا أنهما جعلا كتاب الله محور الحياة داخل الأسرة، بالمتابعة اليومية والتشجيع المستمر، حتى أصبح القرآن منهجًا وسلوكًا.
وأشارت إلى أنها أرملة وأم لطفلين، وأن هذا الفوز جاء بعد ابتلاءات قاسية، تمثلت في وفاة زوجها ثم والدها بفارق شهر واحد فقط، قائلة: “بعد كل محنة منحة، وفوزنا بالمسابقة كان منحة عظيمة من الله سبحانه وتعالى بعد الابتلاء”.
وتحدثت عن مراحل المسابقة، موضحة أن الأسرة خاضت عدة اختبارات متتالية في عدد من المساجد بالقاهرة، ثم في أكاديمية الأوقاف الدولية بمدينة السادس من أكتوبر، قبل أن تُختتم المنافسات العالمية لأول مرة في مسجد مصر بالعاصمة الإدارية الجديدة.
وأضافت أن أصعب التحديات تمثل في دراسة معاني القرآن الكريم ووجوه الإعراب، لكنها تحولت إلى دافع للمثابرة، خاصة مع التشجيع المتبادل بينها وبين شقيقيها، من خلال متابعة يومية وتواصل مستمر عبر مجموعة خاصة أطلقوا عليها اسم “الأسرة القرآنية”.
وأشارت “آية”، إلى أن إعلان الفوز كان مفاجئًا، إذ لم يتم إبلاغهم بالمركز مسبقًا، ووصفت لحظة التتويج بأنها جمعت بين الفرحة الغامرة والشعور العميق بالمسؤولية، مؤكدة أن هذه المكانة تفرض عليهم واجبًا أكبر في خدمة القرآن وأهله.
واختتمت حديثها بتأكيد أن طموحها، بصفتها محفظة قرآن، أن ترى طلابها أفضل منها، فيما يسعى شقيقاها لاستكمال مسيرتهما العلمية في القراءات بعد إتمام القراءة العشر، موجهة رسالة لكل أب وأم بأن غرس حب القرآن في الأبناء يحتاج إلى صبر ومتابعة، قائلة: “لا خاسر مع القرآن، لا في الدنيا ولا في الآخرة، وأعظم منزلة أن يكون الإنسان من أهل القرآن، أهل الله وخاصته”.
اقرأ أيضًا:
مصر ترسم خطوطًا حمراء في السودان.. وخبراء يعلقون: لا مساس بهذه الأمور
ضياء رشوان: بعض الأطراف الإسرائيلية تحاول تسييس صفقة الغاز

