كتب : داليا الظنيني
08:27 م
22/12/2025
كتبت- داليا الظنيني :
حذر الدكتور إيهاب هيكل، نقيب أطباء الأسنان، من تفاقم من المستقبل القاتم الذي يواجه مهنة طب الأسنان في مصر، واصفًا الوضع الحالي بـ “الكارثي” نتيجة التضخم غير المنضبط في أعداد الخريجين، بما يفوق بمراحل قدرة الاستيعاب الفعلية للسوق المحلي.
وقال الدكتور إيهاب هيكل، في تصريحات لبرنامج “أهل مصر”، المذاع على فضائية “أزهري”، إن الدولة المصرية باتت تضم حاليًا نحو 85 كلية لطب الأسنان، وهو ما أدى إلى وصول عدد الأطباء المسجلين في النقابة إلى 115 ألف طبيب.
وأضاف نقيب أطباء الأسنان، أن هذه الأرقام في طريقها لقفزة مرعبة، حيث يُتوقع انضمام 80 ألف طبيب جديد خلال السنوات الخمس المقبلة، ليصل الإجمالي إلى قرابة 200 ألف طبيب، في حين أن الاحتياج الحقيقي لسوق العمل لا يتجاوز 40 ألف طبيب فقط.
أوضح “هيكل” أن الأزمة الحقيقية تكمن في غياب التنسيق وتضارب السياسات بين الجهات المعنية بالدولة، مشيراً إلى أن قرار وزارة الصحة بحصر التكليف وفقاً للاحتياج الفعلي وضع الخريجين الجدد في مأزق حقيقي، خاصة بعد تعيين أعداد محدودة جداً من دفعة 2023.
وذكر أن القطاع الخاص لم يعد ملاذاً آمناً كما يعتقد البعض، نظراً للاكتظاظ الشديد وسوء التوزيع الجغرافي؛ حيث تتركز الكتلة الأكبر من الأطباء في القاهرة التي تضم وحدها 30 ألف طبيب، بينما يعاني الخريجون في باقي المحافظات من صعوبة إيجاد موطئ قدم.
وأشار نقيب الأسنان، إلى أن الأزمة لم تتوقف عند حدود البطالة، بل امتدت لتشمل جودة الممارسة الطبية، حيث يواجه الخريجون صعوبات بالغة في إيجاد فرص تدريبية، حتى وإن كانت دون مقابل مادي.
وشدد هيكل على ضرورة التدخل السريع لتقليص أعداد القبول بالكليات وضبط الطاقة الاستيعابية، مؤكداً أن الاستمرار في ضخ هذه الأعداد الضخمة سنوياً سيؤدي حتماً إلى “بطالة مقنعة” وتراجع حاد في مستوى الخدمات الطبية المقدمة للمواطنين.

