نشرت وكالة “أنباء أوراسيا” (Eurasia Daily)، التي مقرها في موسكو، تقريرا يقول إن فوز كليجدار أوغلو في الانتخابات الرئاسية التركية ستكون له تداعيات سلبية خطيرة على علاقات تركيا مع كل من روسيا وإيران وأذربيجان.
ففي ما يتعلق بروسيا، أوضح كاتب التقرير بيتر مقدونتسيف أن كليجدار شبّه -في مارس/آذار الماضي- الرئيس التركي رجب طيب أردوغان والوفد المرافق له إلى موسكو بنظيره الروسي فلاديمير بوتين والأوليغارشيين الروس الذين يمتلكون أصولا في الغرب، وأضاف مقدونتسيف أن روسيا أدركت أن كليجدار يسعى إلى تقويض العلاقات الاقتصادية الروسية التركية.
وعد بالامتثال للعقوبات المفروضة على روسيا
وأضاف أن وسائل الإعلام التركية تداولت، قبيل الانتخابات الأخيرة، تصريح كليجدار لصحيفة “وول ستريت جورنال” (The Wall Street Journal) الأميركية الذي وعد فيه بالامتثال للعقوبات المفروضة على روسيا في حال فوزه، والذي عبر فيه أيضا عن رغبته في انضمام تركيا كليا إلى المعسكر الغربي في مواجهته ضد روسيا.
وأشار الكاتب إلى مبادرة كليجدار أوغلو بتهنئة جو بايدن على فوزه في الانتخابات الرئاسية الأميركية حتى قبل أردوغان، وهو ما يظهر أن حزب كليجدار -حزب الشعب الجمهوري- بشكل عام يُعد وكيلا لنفوذ الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، هذا إلى جانب دعوته لإيقاف بناء محطة أكويو للطاقة النووية بحجة أن هذا المشروع سيجعل تركيا تعتمد على روسيا.
ونقل التقرير أيضا تصريحا صدر عن كليجدار يوم 12 أكتوبر/تشرين الأول الماضي -ردا على سؤال طُرح عليه في أثناء وجوده في جامعة جونز هوبكنز الأميركية- إذ قال فيه إنه يتعين على تركيا دعم أوكرانيا في الصراع مع روسيا. وتوقع مقدونتسيف أن يحاول كليجدار، خلال تطبيعه العلاقات مع سوريا، جرّ تركيا إلى مواجهة مع روسيا بينما يقف في صف الغرب.
تركيا ملاذ للمعارضة الإيرانية
وفي ما يتصل بالشأن الإيراني، قال الكاتب إن رغبة زعيم حزب الشعب الجمهوري في تعزيز دور تركيا كعضو رئيسي في حلف شمال الأطلسي “ناتو” (NATO) سيؤدي حتما إلى تدهور العلاقات مع إيران، التي يعتبرها الغرب أحد خصومه، ونتيجة لذلك، يمكن لكليجدار -الذي يسعى للامتثال للعقوبات المفروضة على روسيا- تطبيق العقوبات الغربية ضد إيران أيضا.
وأضاف مقدونتسيف أن كليجدار دعم يوم 29 سبتمبر/أيلول الماضي الاحتجاجات المناهضة للحكومة في إيران، متوقعا أن تتحول تركيا تحت قيادته إلى ملاذ آمن للانفصاليين من “جنوب أذربيجان” ولجميع النشطاء الذين يسعون إلى تدمير إيران باسم “النضال من أجل الديمقراطية وحقوق الإنسان”.
طريق الحرير عبر إيران وليس أذربيجان
وعن التهديد الذي يمثله كليجدار على أذربيجان والذي لا يبدو واضحا كما هي الحال مع روسيا وإيران، أورد التقرير أن حزب كليجدار ينتقد أسلوب علييف “الاستبدادي” في الحكم، كما أن البرنامج الذي أعلنه كليجدار في السادس من مايو/أيار الجاري بشأن إحياء “طريق الحرير العظيم” ربط فيه تركيا مع الصين عبر إيران، بعيدا عن أذربيجان، وهو ما أثار انتقادات داخل تركيا وأذربيجان.