دعت مبعوثة الأمم المتحدة الخاصة إلى العراق، جنين بلاسخارت، الخميس، إلى حل الخلافات القائمة بين الأحزاب في إقليم كردستان العراق، مشيرة في الوقت ذاته إلى أن العلاقة بين الحكومة العراقية وإقليم كردستان المتمتع بالحكم الذاتي، تسير إلى تحسن.
وخلال جلسة لمجلس الأمن الدولي حول الوضع في العراق، شددت بلاسخارت على أن العلاقة بين بغداد وأربيل “تشي بالخير لكنها ما زالت معقدة”، وأصرت على ضرورة تطبيق بنود اتفاق سنجار الذي أبرم بين الطرفين قبل ثلاثة أعوام.
تصدير النفط.. النزاع المرير
شكّل النزاع في موضوع النفط مصدر توتر أساسي بين بغداد وأربيل لسنوات، فقد وصل الأمر، العام الماضي، إلى القضاء، حيث كانت أربيل ترى أن الحكومة المركزية تسعى لوضع يدها على ثروات الإقليم.
وفي فبراير 2022، أمرت المحكمة الاتحادية في بغداد الإقليم بتسليم النفط المنتج على أراضيه إلى بغداد، وإلغاء عقود وقعها الإقليم مع شركات أجنبية.
ووصل الأمر إلى حدّ إبطال القضاء في بغداد لعقود مع شركات أجنبية عديدة لا سيما أميركية وكندية.
لكن الطرفين أعلنا، الأسبوع الماضي، التوصل إلى اتفاق بالخصوص، يسمح باستئناف تصدير نفط الإقليم عبر ميناء جيهان التركي.
وبحسب بيان لوزير النفط بالحكومة العراقية، حيان عبد الغني، فإنّ شركة تسويق النفط العراقية (سومو) “أبلغت شركة بوتاش التركية باستئناف عمليات التصدير والتحميل” اعتبارا من السبت الماضي، 13 مايو.
في سياق غير بعيد، أكدت بلاسخارت على أهمية مواصلة دعم العراق، على أكثر من صعيد، ملفتة إلى أن أولوية الأمن المائي التي تؤكد عليها الحكومة العراقية مهمة جدا.
وقالت في الصدد: “90 في المئة من الأنهار في العراق ملوثة”.
وتصنّف الأمم المتحدة العراق من بين الدول الخمس الأكثر تأثرا بالتغيّر المناخي، في حين يندّد العراق بالسدود التي تبنيها تركيا وإيران المجاورتان والتي تسبّبت بنقص ملحوظ بمنسوب الأنهار الوافدة إلى أراضيه.
مع تراجع الأمطار، استفحل الجفاف بقوّة في السنوات الأربع الأخيرة، ما دفع السلطات إلى الحدّ بشكل كبير من مساحات الأراضي المزروعة بما يتناسب مع كميات المياه المتوفرة.
شرط نجاح الإصلاحات
ونصحت بلاسخارت بأن يتم فتح المسار للموارد اللازمة لتحويل مخططات الحكومة إلى واقع، وقالت إن الإصلاحات التي تخطط لها الحكومة العراقية لن تتحق إذا ما استمرت المحسوبية والوساطة.
وتابعت “المساءلة وسيادة القانون واحترام حقوق الإنسان في العراق مهمة جدا”
إلى ذلك، شددت بلاسخارت على أن الخلافات بين الحزبين الحاكمين في إقليم كردستان العراق وصلت إلى الحافة وذكّرت الأحزاب في الإقليم بأن “الوقت يداهمنا” وتابعت “نحن محبطون من عدم تطبيق اتفاق 2020 في سنجار”.
ويقضي الاتفاق، الذي أبرم في 9 أكتوبر 2020، بين حكومة بغداد برئاسة، مصطفى الكاظمي، وحكومة أربيل، بحفظ الأمن في سنجار من قبل قوات الأمن الاتحادية، بالتنسيق مع قوات الإقليم، وإخراج كل الجماعات المسلحة غير القانونية.
يذكر أن صراعا مريرا على النفوذ يدور منذ فترة طويلة بين الحزب الديمقراطي الكردستاني الحاكم، الذي ينتمي إليه رئيس حكومة كردستان العراق، مسرور برزاني، وبين شريكه في الائتلاف، الاتحاد الوطني الكردستاني بزعامة، بافل جلال طالباني.