ماتيو أليفي
(رويترز) – قالت منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية (OECD) يوم الخميس إنها تتوقع أن يرتفع إجمالي ديون سندات حكوماتها إلى 56 تريليون دولار هذا العام من 54 تريليون دولار في عام 2023 في بيئة من الظروف المالية التقييدية.
وقالت منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية إن الولايات المتحدة ستمثل ما يقرب من نصف هذا الدين، أي ضعف حصتها في عام 2008، في حين سيمثل الاتحاد الأوروبي 20% واليابان 16% وبريطانيا 6%.
وقد مكنت ظروف التمويل المواتية بين عامي 2008 و2022 العديد من الحكومات والشركات من الاقتراض بتكلفة منخفضة وتمديد آجال استحقاق الديون.
ومع ذلك، فإن حوالي 40% من السندات السيادية و37% من سندات الشركات على مستوى العالم سوف تستحق بحلول عام 2026، مما يتطلب المزيد من الاقتراض من الأسواق في ظل أسعار فائدة أعلى، حسبما أشارت منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية في تقريرها عن الديون العالمية لعام 2024.
ومن المرجح أن تكون متطلبات إعادة التمويل هي المحرك الرئيسي لارتفاع إجمالي الاقتراض في عام 2024، ومن المتوقع أن يصل إلى مستوى تاريخي قدره 15.8 تريليون دولار.
وسيتجاوز ذلك الذروة التي تم الوصول إليها خلال الوباء ويمثل زيادة بنسبة 45٪ عن عام 2019.
وقالت “الضغوط على مدفوعات الفائدة المستقبلية ستنشأ إلى حد كبير من القروض الجديدة وإعادة تمويل الديون ذات السعر الثابت، ومن المتوقع أن تؤدي إلى زيادة في مدفوعات الفائدة تصل إلى 0.5% من الناتج المحلي الإجمالي في منطقة منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية بحلول عام 2026”.
كما سلطت المنظمة التي تتخذ من باريس مقرا لها الضوء على أن البنوك المركزية بدأت في الانسحاب من أسواق السندات، مع تزايد حصة السندات التي يتم شراؤها من قبل مستثمرين أكثر حساسية للأسعار مثل الأسر والقطاع المالي غير المصرفي.
وقال ماتياس كورمان الأمين العام لمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية في بيان إن “مشهد الاقتصاد الكلي الجديد الذي يتسم بارتفاع التضخم والسياسات النقدية الأكثر تقييدا يؤدي إلى تحويل أسواق السندات على مستوى العالم بوتيرة لم نشهدها منذ عقود”.
وأضاف أن “هذا له آثار عميقة على الإنفاق الحكومي والاستقرار المالي في وقت تتجدد فيه احتياجات التمويل”.
ومن المتوقع أن ترتفع نسبة ديون حكومات دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية إلى ناتجها الاقتصادي بشكل طفيف إلى 84% في عام 2024 بعد أن كانت مستقرة إلى حد كبير العام الماضي عند 83%.
ويخفي الارتفاع المتواضع في نسبة الدين إلى الناتج المحلي الإجمالي في المنظمة الاختلافات ذات الصلة بين البلدان، حيث من المرجح أن تواجه الولايات المتحدة زيادة بنسبة 3٪، في حين ستشهد إسبانيا والبرتغال واليابان انخفاضًا، وفقًا لتوقعات منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية.