قال سام ألتمان الرئيس التنفيذي لشركة “أوبن إيه آي” (OpenAI) لشبكة “سي إن بي سي” (CNBC) الجمعة (الخامس من مايو/أيار 2023)، إن “أوبن إيه آي” توقفت عن استخدام بيانات العملاء في عمليات تدريب منتجاتها التي تستخدم الذكاء الاصطناعي -مثل “جي بي تي” (GPT)- “لفترة من الوقت”.
وقال ألتمان لمراسل “سي إن بي سي” أندرو روس سوركين، “من الواضح أن العملاء يريدون منا عدم التدرب على بياناتهم، لذلك قمنا بتغيير خططنا، ولن نفعل ذلك. منتجاتنا لا تتدرب على أي بيانات خارجية على الإطلاق، ولم نقم بذلك منذ فترة”.
وتم تحديث شروط خدمة “أوبن إيه آي” مطلع مارس/آذار الماضي، كما تظهر السجلات من موقع “واي باك ماشين” (Wayback Machine) المختص في تتبع أرشيف الإنترنت.
الجدير بالذكر أن سياسة الخصوصية وحماية البيانات الجديدة في “أوبن إيه آي” تنطبق فقط على العملاء الذين يستخدمون خدمات واجهة برمجة التطبيقات الخاصة بالشركة، وليس على الواجهات الأخرى.
وواجهة التطبيق هي برنامج يقوم المستخدم من خلاله بالتفاعل مع النظام الرئيسي لبرنامج “شات جي بي تي”، بدون الحاجة إلى طرف ثالث.
يقول ألتمان، “يجوز لنا استخدام محتوى من خدمات أخرى بخلاف واجهة برمجة التطبيقات الخاصة بنا”، كما تنص عليه مذكرة شروط الاستخدام المحدثة للشركة.
وتتزامن التغييرات مع سعي شركات التكنولوجيا المختلفة لإنتاج لغة متطورة تحل محل المواد التي يصنعها البشر، ما دفع منتسبي نقابة الكتاب الأميركية للدخول في إضراب الثلاثاء الماضي بعد انهيار المفاوضات بين النقابة وأستوديوهات الأفلام. وكانت النقابة تضغط لفرض قيود على استخدام “أوبن إيه آي” لـ”شات جي بي تي” لإنشاء النص أو إعادة كتابته.
ويهتم المديرين في كبرى الشركات الإعلامية بتأثير برنامج “شات جي بي تي” والبرامج المماثلة على ملكيتهم الفكرية، إذ اقترح قطب الترفيه ورئيس مجلس إدارة “آياك” (IAC) باري ديلر، أن الشركات الإعلامية يمكنها رفع قضاياها إلى المحاكم وربما مقاضاة شركات الذكاء الاصطناعي بشأن استخدام المحتوى الإبداعي.
تسرّب بيانات حساسة
ويرى المحللون أن قرار “أوبن إيه آي” عدم استخدام معلومات العملاء يرجع لمشكلات الخصوصية التي بدأت بالظهور، بعدما أكدت الشركة الجمعة 24 مارس/آذار الماضي، أن خطأ تقنيا تسبب، على مدار 9 ساعات في تسرّب عناوين سجلات المحادثات لبعض مستخدمي روبوت المحادثة “شات جي بي تي”.
لكن الأمر لم يتوقف عند بعض عناوين المحادثات فحسب، بل وصل إلى تسريب بعض البيانات المهمة والحساسة للمستخدمين، التي تضمنت بعض أرقام بطاقات الائتمان لمشتركي خدمة “شات جي بي تي بلس” المدفوعة التي تقدمها الشركة.
ونتيجة لذلك، قررت الشركة إيقاف خدمة الروبوت عن العمل ذلك اليوم، لتحقق في الأمر وتحاول إصلاحه، ثم كان الاكتشاف بعدها أن هناك بيانات خاصة أكثر خطورة تسرّبت، إذ ذكرت الشركة، بعد إجراء التحقيق، أنه كان بإمكان بعض المستخدمين رؤية الاسم الأول والأخير لمستخدم آخر نشط، وعنوان بريده الإلكتروني، وعنوان الدفع والأرقام الأربعة الأخيرة فقط من رقم بطاقة الائتمان، بجانب تاريخ انتهاء صلاحيتها.
لكن الشركة تؤكد أن أرقام البطاقات الكاملة لم تُكشف أو تُسرب لحُسن الحظ، وأن نسبة المستخدمين الذين تسربت بياناتهم المالية، من المشتركين في خدمتها المدفوعة، كانت 1.2% فقط. وأعلنت الشركة أنها تواصلت مع المستخدمين المتضررين لإخطارهم باحتمال تعرض بيانات بطاقات الدفع الخاصة بهم للتسريب.