حذرت مدارس خاصة وحضانات من عدم التزام كثير من الأهالي بجلوس أطفالهم في مقاعدهم المخصصة داخل المركبات أثناء اصطحابهم من المدرسة وإليها، فيما أطلقت هيئة أبوظبي للطفولة المبكرة استبانة تقييم حول الأدلة الخاصة بسلامة الأطفال في المنزل والمركبة، مشيرة إلى أن تعزيز الوعي بأهمية التأكد من جلوس الرضع والأطفال الصغار في المقاعد المخصصة لهم، يُعد أولوية كبرى، حيث يقلل وفيات وإصابات الرضع بنسبة تصل إلى 75%.
وتفصيلاً، أرسلت مدارس خاصة وحضانات رسائل إلى ذوي الطلبة، حذرت فيها من إهمال ذوي طلبة التزام إجراءات سلامة أطفالهم داخل المركبات خلال إيصالهم من المدرسة أو الحضانة وإليهما، وعدم التزام إجراءات السلامة والأمان التي تتطلب وضع الطفل في المقعد الخاص به وربط حزام الأمان، وتفعيل خاصية إغلاق الأبواب من الداخل.
وشددت الرسائل، التي تسلمها ذوو طلبة، على أن تأمين سلامة الطفل وحمايته يتطلبان معرفة الآباء والأمهات بأهمية مقاعد الأطفال للحد من خطر وقوع الحوادث، وكيفية جلوسهم بالطريقة الصحيحة في المركبة، وربط حزام الأمان، مشيرين إلى أن معظم الحوادث التي تقع تكون نتيجة سوء تقدير من الوالدين أو مصطحبي الأبناء.
وأكد مشرفو أمن وسلامة مدرسية: محمود ندا، ونزار حفيظ، ومنال عبود، أن الدولة وضعت التشريعات والقوانين التي تدعم سلامة الأطفال في المركبات، حيث توضح التشريعات مسؤولية الوالدين عن الحفاظ على سلامة الأطفال في المركبات، من خلال إلزام جميع الركاب بارتداء حزام الأمان طوال الرحلة، وإلزامية توفير مقاعد مخصصة للأطفال، ومنع الأطفال من الجلوس في المقعد الأمامي.
وشددوا على أهمية التزام ذوي الطلبة، بعدم السماح لأطفالهم بالجلوس في المقاعد الأمامية، والتوقف بعيداً عن بوابات المدارس لتفادي الازدحام ووقوع الحوادث المرورية، واتباع قوانين السير والمرور، وتوخي الحيطة والحذر أثناء القيادة، لضمان سلامة الطلاب، وعدم تعريضهم للحوادث المرورية، واتباع إرشادات السلامة اللازمة والمتمثلة في التأكد من إغلاق باب المركبة بإحكام قبل تحركها، وتجنب السرعة الزائدة، خصوصاً في الطرق القريبة أو المحيطة بالمدارس، إلى جانب عدم فتح أبواب المركبة إلا بعد التوقف التام، إضافةً إلى تنظيم عمليتَي صعود أطفالهم ونزولهم من السيارة.
فيما أشارت هيئة أبوظبي للطفولة المبكرة إلى أن القانون الإماراتي منذ عام 2017 يلزم جميع الركاب بارتداء أحزمة الأمان طوال الرحلة، ويلزم السائقين بالتأكد من جلوس الأطفال دون سن الرابعة في المقاعد المخصصة لهم، وعدم السماح لمن هم دون الـ10 بالجلوس في المقعد الأمامي للمركبة.
وذكرت الهيئة «في دليل سلامة الأطفال في المركبات» الذي أصدرته أخيراً، بالتعاون مع مركز أبوظبي للصحة العامة، أن اثنين من كل ثلاثة أطفال يلقون حتفهم نتيجة الإصابة بسبب حوادث المرور، وأنه «بالنظر إلى بعض الدراسات المحلية تم تحديد بعض أسباب عدم الالتزام بالمتطلبات القانونية التي تسهم في الحفاظ على سلامة الأطفال في المركبات، ومن بينها أن أكثر من نصف أولياء الأمور في دولة الإمارات لا يدركون القوانين التي تلزمهم بضمان ارتداء أطفالهم أحزمة الأمان، لافتة إلى أن 55% من أولياء الأمور في الإمارات يعتقدون أنهم غير ملزمين بموجب القانون بضمان ارتداء أطفالهم أحزمة الأمان في أي مرحلة عمرية».
ولفتت الإحصاءات إلى أن 91% من أولياء الأمور يرغبون في ارتداء أطفالهم أحزمة الأمان في المركبات، إلا أن آراءهم جاءت متباينة في ما يتعلق بالعمر الذي يجب أن يرتدي فيه الأطفال أحزمة الأمان، بالإضافة إلى أن غالباً ما يعتبر أولياء الأمور أن الالتزام بهذه المتطلبات القانونية هو أمر مجهد وغير مريح.
وبينت الإحصاءات الواردة في الدليل أن 40% من أولياء الأمور لا يقومون بتأمين أطفالهم داخل المركبات، وأن 34% فقط من أولياء الأمور يقومون بتخصيص مقاعد لأطفالهم في المركبات من إجمالي أولياء الأمور الملزمين بموجب القانون، وأن 31% منهم فقط هم الذين يطلبون دائماً من أطفالهم ربط أحزمة الأمان.
مقاعد الأمان
وأكدت الهيئة أن مقاعد أمان السيارات المخصصة للرضع والأطفال الصغار تُعد من الأدوات الرئيسة للحفاظ على سلامة الأطفال في المركبات، حيث تقلل مخاطر الإصابات البليغة والوفيات من 50% إلى 75%، حيث تعمل مقاعد الأمان على حماية الطفل في المركبات عن طريق إبقاء الأطفال في المركبة، وعدم تعرضهم للمخاطر الأخرى خارج المركبة كالتصادم والقذف لمسافات بعيدة.
وأشارت إلى أن حزام الأمان يعمل كدرع واقٍ، حيث يقوم بتثبيت الطفل من الأجزاء الأكثر قوة في الجسم وتوزيع قوة الاصطدام على منطقة واسعة من الجسم، إضافة إلى حماية الرأس والدماغ والحبل الشوكي، وذلك بتقليل حركة الرأس باتجاه الاصطدام، كما أن استخدام مقعد الأمان للأطفال في السيارة يحمي الطفل من التعرض لكثير من المخاطر التي تشمل إخراج جسمه من النافذة والعبث بأقفال الأبواب والنوافذ والشجار مع غيره وتشتيت انتباه السائق.
ولفتت إلى ضرورة فهم أولياء الأمور مخاطر عدم استخدام مقاعد الأمان المناسبة، حيث أظهرت الدراسات أن حدوث تصادم على سرعة 50 كم في الساعة، من دون استخدام نظام تثبيت للأطفال، يوازي سقوط طفل من ارتفاع 10 أمتار، وتزداد المخاطر مع زيادة سرعة المركبة، ويمكنك أن تتخيل مدى قوة اصطدام السيارات على السرعات العليا.
ترك الأطفال في المركبات
وإضافة إلى الوفيات الناجمة عن الإصابات المرورية يُعد ترك الأطفال بمفردهم في المركبات أحد الأسباب التي تؤدي إلى وفاة عدد من الأطفال كل عام، حيث بلغ عدد الأطفال الذين تم تركهم بمفردهم في مركبات ذات حرارة مرتفعة، قد تصل إلى 60 درجة مئوية، خلال 16 شهراً بين عامَي 2015 و2016، 177 طفلاً، كما يتعرض الأطفال للدهس عند اللعب بالقرب من المركبات، ويقع ذلك غالباً في المناطق السكنية، كما يتعرض الأطفال إلى الإصابة أو الوفاة أثناء اللعب في المركبات من دون رقابة، وذلك لعدم امتلاك الأطفال الإحساس والوعي الكافيين ببيئتهم، ما يجعلهم يتصرفون بشكل غير متوقع داخل المركبات وحولها.
عدم الرغبة في ربط الأحزمة
وأرجعت السبب الشائع وراء هذه النتائج هو عدم رغبة الأطفال في أن يكونوا مقيدين، في حين تشمل الأسباب الأخرى عدم استخدام نظام تقييد الأطفال في المركبات لاعتقاد سائق المركبة بأنه متمرس، ولن يتعرض للحوادث، وعدم الحاجة إلى استخدام تلك الأنظمة في الرحلات القصيرة، حيث تخلق هذه النقاط إحساساً بالإجهاد لدى الوالدين وتوضح النهج المتبع في تربية الأطفال القائم على قلة المعارضة عندما يتعلق الأمر بطلب أمور غير مريحة أو مرغوبة للطفل، فالطفل الذي لا يحب أن يكون مقيداً يدخل في حلقة مُفرغة من السلوك السلبي، لأنه إذا لم يعتد ارتداء الحزام في السيارة، بغض النظر عن طول مدة الرحلة، فإن الشعور بالتقيد يمكن أن يظل مصدراً طويل الأمد لشعوره بعدم الرضا.
القانون
وشددت الهيئة على أنه وفقاً لقوانين دولة الإمارات يجب على جميع الركاب، سواء في المقاعد الأمامية أو الخلفية من المركبات، ربط حزام الأمان، في حين سيتحمل السائق غرامة قدرها 400 درهم، وأربع نقاط مرورية عند مخالفة ذلك، ويفضّل الحرص دائماً على وضع الطفل في المقعد الخلفي للسيارة، لأنه أكثر أماناً، وبالنظر إلى النتائج الوخيمة لعدم الامتثال لهذه القوانين، تبدو العقوبات متواضعة نسبياً، لاسيما الغرامات المالية.
نصائح لسلامة الأطفال
قدّمت هيئة أبوظبي للطفولة المبكرة نصائح للحفاظ على سلامة الأطفال في جميع الأعمار داخل المركبات، شملت التأكد من إبقاء الطفل ذراعيه وساقيه ورأسه داخل السيارة أثناء تحركها أو وقوفها، والقيام بتفعيل أقفال الأبواب حتى لا يتمكنوا من الخروج من السيارة، سواء في حالة تحرك السيارة أو وقوفها، ووضع الأشياء المتدلية في صندوق التابلوه أو صندوق السيارة أو في مؤخرة صندوق الحمولة في المركبات الكبيرة وسيارات الدفع الرباعي، حتى لا تتطاير هذه الأشياء حول السيارة في حالة وقوع حادث تصادم، وتتسبب في إصابة الركاب، إضافة إلى تدريب مقدمي الرعاية للأطفال كالوالدين والمدرسين على كيفية اختيار المقاعد المناسبة للطفل، وعدم استخدام المقاعد المستعملة إلا بعد الرجوع إلى تاريخ استخدام مقعد الأمان وعدم تعرضه للحرارة أو للحوادث سابقاً.
• «أبوظبي للطفولة المبكرة»: حزام الأمان درع واقية للطفل لحماية الجسم والرأس في حال الاصطدام.
• تصادم على سرعة 50 كم في الساعة من دون استخدام نظام تثبيت للأطفال، يوازي سقوط طفل من ارتفاع 10 أمتار.
• %34 من أولياء الأمور يخصصون مقاعد لأطفالهم بالمركبات.
• %55 من أولياء الأمور يعتقدون أنهم غير ملزمين قانوناً بضمان ارتداء أطفالهم أحزمة الأمان.