أفادت القناة الـ14 الإسرائيلية بأن إسرائيل وجهت تحذيرا للرئيس الفلسطيني محمود عباس بقرب “انتهاء المهلة” للعملية التي تنفذها الأجهزة الأمنية الفلسطينية في مخيم جنين شمالي الضفة الغربية المحتلة.
ووفقا لما أوردته هذه القناة، فإن رسالة إسرائيل لعباس هي “لديك مهلة قصيرة لإنهاء العملية في جنين، وبعدها سنعود للعمل في شمال الضفة الغربية”.
وتواصل الأجهزة الأمنية التابعة لسلطة رام الله، للأسبوع الثالث على التوالي، حملة في هذا المخيم تستهدف من تصفهم بالخارجين على القانون، بهدف “فرض الأمن وإنهاء الفلتان الأمني” بينما تؤكد الفصائل الفلسطينية أن هذه الحملة تستهدف مقاومين.
وأعلنت قوى الأمن الفلسطيني، أمس الأحد، مقتل أحد عناصرها خلال الاشتباكات في مخيم جنين، ليرتفع عدد القتلى إلى 4 فلسطينيين، بينهم قائد ميداني في كتيبة جنين. بينما أصيب آخرون، بينهم عناصر من الأجهزة الأمنية.
ووجهت كتيبة جنين التابعة لسرايا القدس -الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي– رسالة لأجهزة أمن السلطة، دعت فيها المنتسبين لهذه الأجهزة “للعودة إلى رشدهم” محذرة من “اختبار صبرها” على ما يجري بالمخيم من اشتباكات.
وأكدت أن لديها معلومات تفيد باحتجاز أجهزة السلطة 237 من عسكرييها بسبب رفضهم المشاركة في العملية التي أسمتها السلطة في رام الله “حماية الوطن”.
وأضافت كتيبة جنين أن أجهزة أمن السلطة قتلت منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول من العام الماضي 14 مواطنا خارج إطار القانون “من دون حسيب ولا رقيب”.
وتشدد كتيبة جنين على أن الهدف من هذه الحملة الأمنية هو ملاحقة المقاومين ونزع سلاحهم، بينما تقول أجهزة أمن السلطة إنها تلاحق من وصفتهم بـ”الخارجين عن القانون” لنزع سلاحهم وبسط السيطرة على المخيم.
وقد أعربت إسرائيل عن “رضاها” من هذه العملية المستمرة في جنين، كما ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن الجيش يدرس تزويد أمن السلطة بمعدات عسكرية “لمواجهة التنظيمات وتعزيز التعاون الاستخباري”.
وقد بدأت أحداث جنين باعتقال أجهزة السلطة المواطنيْن إبراهيم طوباسي وعماد أبو الهيجا أوائل الشهر الجاري، مما أثار غضب كتيبة جنين التي احتجزت سيارتين تابعتين للسلطة رهينة للمطالبة بالإفراج عنهما.
ورفضت السلطة الفلسطينية هذا المطلب، ووجهت رسالة واضحة بأن هدفها إنهاء حالة المقاومة وتسليم السلاح، وهو ما رفضه المقاومون.
وقد تصاعدت الأحداث مع قتل السلطة الشاب ربحي الشلبي خلال عملياتها في جنين، التي شملت محاصرة مستشفى جنين وقطع الكهرباء والمياه عن المخيم. وبعد ذلك اندلعت اشتباكات أسفرت عن مقتل يزيد جعايصة القيادي في كتيبة جنين، إلى جانب شاب وطفل من أهالي المخيم، وإصابات في صفوف الطرفين.
وتندلع عادة اشتباكات بين مقاومين وعناصر أمن السلطة في مدن شمال الضفة، خاصة جنين وطولكرم، تزامنا مع الاجتياحات المتواصلة لقوات الاحتلال واعتداءات المستوطنين والإبادة الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة المحاصر.
يُشار إلى أن كتيبة جنين التابعة لحركة الجهاد، ظهرت للوجود في أعقاب استشهاد مؤسسها جميل العموري في العاشر من يونيو/حزيران 2021، وحينها نشطت للدفاع عن مدينة جنين ضد أي اقتحام لقوات الاحتلال، ثم انتشرت نشاطاتها وشملت مدنا أخرى.