الدوحة- انطلقت مساء أول أمس الثلاثاء في الدوحة فعاليات الأسبوع الثقافي المصري، في مقر درب الساعي الدائم بأم صلال، بالتعاون بين وزارتي الثقافة القطرية والمصرية وذلك خلال الفترة من 28 إلى 31 يناير/كانون الثاني الجاري، الذي يعد تجربة ثقافية متميزة تتيح للجمهور فرصة التفاعل مع التراث المصري عبر مجموعة من العروض الفنية والمسرحية اليومية، إلى جانب معارض للفنون التشكيلية والحرف التقليدية.

وافتتح وزير الثقافة القطري الشيخ عبد الرحمن بن حمد آل ثاني ونظيره المصري أحمد فؤاد هنو فعاليات الأسبوع الثقافي المصري وذلك في إطار تعزيز التعاون الثقافي الثنائي المشترك بين قطر ومصر، وذلك بحضور عدد من السفراء والمسؤولين من البلدين وجمع غفير من الجمهور.

ويهدف الحدث إلى تعريف الجمهور القطري بالثقافات المصرية المختلفة وتعزيز الحوار بين الثقافات، وتشجيع التواصل الثقافي والفني بين المبدعين من مختلف الدول، وإبراز التراث الثقافي والفني المحلي والدولي، وكذلك دعم المواهب المحلية والعالمية في المجالات الثقافية والفنية.

ويمتد تاريخ تنظيم الأسبوع الثقافي المصري في الدوحة إلى سنوات ماضية، إذ كان يُعقد بشكل دوري ليكون جسرا يربط بين الشعبين الشقيقين، كما يأتي تزامنا مع اختيار دولة قطر ضيفا للشرف في معرض القاهرة الدولي للكتاب في نسخة عام 2027، مما يشير للتعاون الثقافي الوثيق بين البلدين والرغبة في تعزيز هذا التعاون.

تطوير التعاون الثقافي

وتعليقا على الحدث، أعرب وزير الثقافة المصري أحمد فؤاد هنو عن سعادته بتنظيم هذه الفعالية الثقافية التي تعبّر عن مدى الترابط والصلة الوثيقة الثقافية بين البلدين، موضحا أن الفعالية تتضمن عرضا لكافة الروافد والوسائط الفنية والثقافية لوزارة الثقافة المصرية، في مجالات عدة مثل الفنون التشكيلية وفن النحت والعروض والأنشطة والفعاليات الموسيقية وأداء الحركة وغيرها.

وقال في تصريحات صحفية إن تنظيم هذه الفعالية تأتي في إطار حرص البلدين على توسيع التعاون الوثيق في المجال الثقافي وتبادل الأفكار والخبرات والوصول بالعلاقات بين البلدين إلى آفاق أرحب وأوسع.

كما أكد الوكيل المساعد للشؤون الثقافية بوزارة الثقافة القطرية غانم بن مبارك العلي المعاضيد إن الأسبوع الثقافي المصري سوف يمتد إلى 4 أيام وستقوم وزارة الثقافة القطرية بتنظيم أسابيع ثقافية متعددة خلال الفترة المقبلة، كما أن هذا الحدث سيكون متجددا بشكل سنوي من خلال برنامج الأسابيع الثقافية الذي سيستضيف مجموعة من الدول بشكل متتابع.

وأشار في تصريحات صحفية إلى أنه خلال فبراير/شباط المقبل سوف يتم تنظيم 3 أسابيع ثقافية تشمل الأسبوع الثقافي العراقي والسعودي والإيراني على التوالي.

علاقات تاريخية وتراث كبير

من جهته، قال السفير القطري لدى القاهرة طارق فرج الأنصاري -في تصريحات صحفية- إن الثقافة عامل مهم لربط الشعوب بعضها ببعض، موضحا أن هناك من العوامل المشتركة الكثير التي تربط بين الدول العربية، ومن بينها قطر ومصر، إذ تربطهما علاقات تاريخية وتراث كبير.

ولفت إلى أن الأسبوع الثقافي المصري في الدوحة جاء نتيجة لاجتماعات اللجنة العليا المشتركة بين البلدين الشقيقين مؤخرا، التي أكدت أهمية الدفع قدما للتعاون الثقافي بين البلدين، مشيدا بالفعاليات التي يتضمنها الأسبوع المصري والتي تشمل الحرف اليدوية والرسم والأداء الموسيقي والتراث والفن الأطعمة المصرية، لافتا للإقبال الكبير على الفعاليات من الجالية المصرية في قطر.

وتابع أن تعزيز التعاون بين البلدين يمضى بخطي ثابتة ومبشرة حيث ستكون دولة قطر ضيف الشرف في معرض القاهرة الدولي للكتاب سنة 2027، وهو دلالة على مدى الرغبة من الجانبين نحو تعميق التعاون الثقافي.

وأكد السفير المصري بالدوحة عمرو الشربيني -في تصريحات صحفية- أن الحدث يعبر عن مدى التقارب الثقافي والعلاقات الوثيقة بين البلدين الشقيقين، موضحا أن الحدث يضم مجموعة من نخبة من الفنانين المصريين في مختلف المجالات الثقافية والسينما والمسرح والفن التشكيلي والموسيقى والحرف والتراث وغيرها.

وأكد أن هذا الحضور المميز من جانب الطرفين يعبر عن مدى الرغبة في توثيق العلاقات ومدى الدعم السياسي لهذا التقارب الثقافي بين البلدين والشعبين الشقيقين.

حراك ثقافي متبادل

وقالت مي عبد القادر مشرف بصندوق التنمية الثقافية بوزارة الثقافة المصرية -في تصريح للجزيرة نت- إن الحدث يرمز إلى مدى العلاقات الوثيقة بين البلدين والرغبة في تطويرها من خلال هذا الحراك الثقافي بين البلدين، موضحة أنه سيتم تنظيم الأسبوع الثقافي المصري بشكل سنوي.

وأضافت أن “هذا الحدث لا يقتصر على تقديم جوانب من التراث المصري الأصيل والفنون المتنوعة، بل هو منصة لتعريف الجمهور القطري والمقيمين في الدوحة بالهوية الثقافية المصرية الغنية من خلال الفنون، والأدب، والحرف التقليدية، والموسيقى، إذ نؤكد أن الثقافة هي جسر التواصل الأقوى بين الشعوب”، مشيرة إلى أن هذا الحدث سيكون بداية لمزيد من الأنشطة التي تعزز الصداقة والتعاون بين البلدين.

وحول اختيار وزارة الثقافة المصرية دولة قطر ضيف شرف لمعرض الكتاب في دورته 2027، أكدت أن هذه الخطوة تعكس التقدير المصري للثقافة القطرية والحرص على استكشاف أوجه التعاون الثقافي الجديدة، موضحة أن هذه الخطوة تنبع من الإيمان المشترك بأن الثقافة تمثل جسرا حيويا للتواصل والتقارب بين الشعوب، وتفتح آفاقا أوسع للتعاون في المستقبل.

روابط ثقافية ودبلوماسية

وفى تصريح للجزيرة نت، قال مدير إدارة الثقافة بوزارة الثقافة القطرية عبد العزيز الدليمي إن الأسبوع الثقافي المصري يعد حدثا استثنائيا يُسلّط الضوء على عمق الروابط الثقافية والدبلوماسية بين البلدين الشقيقين، موضحا أن الحدث يمثل منصة ثقافية مميزة تعكس غنى وتنوع الموروث المصري.

وأضاف أن الأسبوع الثقافي المصري لا يقتصر على العروض الفنية فقط، بل يشمل أيضا معارض للحرف التراثية والفنون التشكيلية، بالإضافة إلى جلسات ثقافية وأفلام سينمائية، مما يُعزز التبادل الثقافي ويتيح للجمهور فرصة التفاعل مع التراث المصري الأصيل.

وأكد أن الحدث لا يهدف فقط إلى الاحتفاء بالثقافة المصرية، بل يلعب دورا جوهريا في تعزيز العلاقات الدبلوماسية بين قطر ومصر، عبر بناء جسور من التفاهم والتقارب بين الشعبين، فالثقافة لطالما كانت أداة فعالة لتوطيد العلاقات بين الدول، ومن خلال هذه الفعاليات، تتجدد الأواصر وتتعمق الروابط المشتركة في سياق رؤية مستقبلية تُعزز من التعاون الثقافي بين البلدين.

رغبة مشتركة

وقال مدير إدارة المكتبات بوزارة الثقافة القطرية جاسم أحمد البوعينين إن العلاقات الثقافية بين البلدين قديمة وممتدة، وهناك رغبة في تعزيزها خلال الفترة المقبلة، مشيرا إلى أن القاهرة اليوم في الدوحة من خلال هذا الأسبوع الثقافي وغدا ستكون قطر ضيف شرف معرض القاهرة الدولي للكتاب في نسخته عام 2027، وهو ما يعد انعكاسا واضحا لعمق أواصر التعاون الثقافي بين البلدين، ويؤكد الرغبة المشتركة في تعزيز العلاقات الثقافية والفكرية بين الشعبين الشقيقين.

وأوضح أن اختيار قطر ضيفا للشرف في معرض القاهرة للكتاب هو فرصة ثمينة لتسليط الضوء على المشهد الثقافي القطري بما يحمله من تنوع وإبداع، ولعرض التجربة الثقافية القطرية التي تجمع بين الأصالة والتجديد، كما أنه يُبرز حرص قطر على مد جسور الحوار والتواصل مع الشعوب العربية وفي مقدمتها مصر التي تُعد إحدى القلاع الثقافية الكبرى في العالم العربي.

وتابع أن المشاركة كضيف شرف ستتيح لنا تقديم رؤية شاملة عن إنجازات قطر الثقافية، سواء من خلال الأدب، والفنون، والمسرح، أو عبر المبادرات التي تعكس جهودنا في دعم الثقافة العربية على المستويين المحلي والدولي، وستكون منصة لتعزيز الحوار بين المثقفين القطريين ونظرائهم من مصر وباقي الدول المشاركة، مما يسهم في تبادل الأفكار والتجارب.

شاركها.
اترك تعليقاً

2025 © الإمارات اليوم. جميع حقوق النشر محفوظة.
Exit mobile version