رغم الرهان المُسبق لقطاع عريض من الجمهور على فيلم “ابن الحاج أحمد” باعتباره الأكثر جدارة بالمشاهدة ضمن أفلام موسم عيد الفطر المبارك، فإن إيراداته لم تتجاوز 9.7 ملايين جنيه مُحتلا المرتبة الخامسة  في الأسبوع الثاني بعد فيلم الرعب والإثارة “يوم 13″، وفيلم التشويق “هارلي” وفيلم “جون ويك: الفصل الرابع” (John Wick: Chapter4) والفيلم الكوميدي “بعد الشر” على الترتيب.

فهل تسرّع شيكو بانفصاله عن هشام ماجد فنيا؟

مجازفة مزدوجة

فيلم “ابن الحاج أحمد” من بطولة شيكو ورحمة أحمد ومصطفى غريب بالمشاركة مع سيد رجب وصبري فواز وعايدة رياض، وهو فكرة عمرو سلامة، وتأليف أحمد محيي وسيناريو وحوار محمد المحمدي، وإخراج معتز التوني.

تتمحور الأحداث حول “أحمد” ابن البقال، الذي يعيش حياته بشكل عادي، وإن كان يضع نفسه بمواقف كوميدية بسبب سذاجته، إلا أن سرا غير متوقع عن ماضي والده يقلب حياته رأسا على عقب ويُعرضهما للخطر بل ويضطره لمواجهة عصابة شريرة، وخلال تلك الرحلة وبينما يحاول إنقاذ والده ورفاقه يتقاطع طريقه مع آخرين يضطرون لخوض المغامرة نفسها معه.

بدأ شيكو مسيرته الفنية عام 2002 بفيلم “رجال لا تعرف المستحيل” شاركه بطولته كل من أحمد فهمي وهشام ماجد، قبل أن يشكلوا ثلاثيا استمر بالعمل معا حتى العام 2015 في برنامج “الفرنجة” وبعدها انفصل عنهم فهمي للعمل بمفرده، في حين ظل شيكو وهشام ثنائيّا.

ورغم أن هشام ماجد صنع لنفسه طريقا موازيا يمكنه من العمل بمفرده تارة، سواء بالتلفزيون في 2019 أو بالسينما في 2022، بجانب تعاونه مع شيكو تارة أخرى، فإن الأخير لم يسلك الدرب نفسه سوى الآن.

ويبدو أن شيكو لم يقرر الرهان على قدرته الفردية بالبطولة المطلقة وحده، وإنما اختار الرهان كذلك على رحمة أحمد ومصطفى غريب من طاقم مسلسل “الكبير”، وهي المجازفة المزدوجة خاصة بعد التقييمات السلبية التي نالتها رحمة بسبب أدائها المُبالغ بدراميته خلال الموسم الثامن من “الكبير” الذي عُرض رمضان الماضي.

محاولة غير مكتملة

آخر ظهور لشيكو في السينما كان فيلم “قلب أمه” قبل 5 سنوات، بعدها قدم 3 أجزاء من مسلسل “اللعبة”، وخلال التجربتين أظهر نضجا واستعرض جزءا أكبر من إمكانياته الكوميدية، مما جعل الجمهور يتوقع مستوى فنيا أفضل من النتيجة التي خرج عليها فيلمه الأخير، خاصة أنه يملك من الموهبة والمواصفات الجسمانية ما يساعد على منحه مساحة كبيرة من الكوميديا عبر الكتابة.

وبمحاولة استعراض السلبيات التي جعلت “ابن الحاج أحمد” لا يرتقي لمستوى التوقعات، يمكن إرجاع السبب الأول إلى الكتابة شديدة التواضع والفقر، فمن جهة جاءت الحبكة مكررة حتى إنها تتشابه مع فيلم “تسليم أهالي” الذي قدمه هشام ماجد ودنيا سمير غانم العام الماضي، أما على مستوى السيناريو والمواقف الكوميدية فجاء أغلبها ساذجا، كما لو أن صانعي العمل قدموا العمل على عجل، إذ كانت المواقف تحتمل كتابة أفضل وكوميديا أكثر إضحاكا.

شعار “التمثيل المتواضع”

أما السبب الثاني فيعود إلى تواضع الأداء التمثيلي من الجميع حتى شيكو البطل الأساسي الذي منح المتفرج انطباعا بالاستسهال والتعامل باستخفاف مع ما يفعل، بينما استكملت رحمة أحمد نوبات الصراخ التي اشتهرت بها في مسلسل “الكبير”.

وبالنظر إلى أدوار سيد رجب وصبري فواز وإسماعيل فرغلي الذي ذاع صيته بعد دوره بمسلسل “مكتوب عليا”، فقد جاءت خطوطهم الدرامية سطحية ولا تليق بمشاركتهم بالعمل، وهو ما توّج بمستوى ضعيف من التمثيل خلاف المُنتظر منهم.

الأمر الذي جعل النقاد يقارنون بين الاختيار الذكي الذي قام به هشام ماجد حين اختار نجوما من العيار الثقيل بالكوميديا لمشاركته البطولة الفردية مثل دنيا سمير غانم ومحمد سلام ودلال عبد العزيز، واختيار شيكو لرحمة أحمد التي لم تُصقل موهبتها بعد وما زالت محل تشكك الجمهور.

أما الإخراج، فرغم أن هذا هو التعاون السادس بين معتز التوني وشيكو، لكن يمكن تصنيف “ابن الحاج أحمد” باعتباره الحلقة الأضعف خلال تلك المسيرة القصيرة والمشتركة بينهما.

وإن كان ذلك لا ينفي وجود بعض المشاهد القليلة الجيدة بالفيلم سواء على مستوى الكوميديا أو الإخراج، الأمر الذي جعل العمل يحمل تقييما جماهيريا قارب 5 نقاط، في ما يعني أنه وإن كان ليس جيدا بما يكفي فنيا كي يُخلده التاريخ، إلا أنه يمكن مشاهدته والاستمتاع به ولو بقدر من باب التسلية.

فيلم “ابن الحاج أحمد” هو عمل كوميدي خفيف مناسب للمشاهدة العائلية أو لهؤلاء الراغبين بقضاء وقت جيد بصحبة فيلم لطيف لا يعد بالكثير.

وإن كان الجمهور قد يغفر لشيكو المستوى الذي خرج عليه العمل، من جهة لأنه بطولته الفردية الأولى ومن جهة أخرى لأن شيكو نفسه لديه رصيد من المحبة بقلوبهم يسمح له بذلك، فدون أي شك هذا الكرم الجماهيري لن يدوم طويلا، وبالتالي عليه التفكير جيدا والتريث قبل اختيار خطوته القادمة.

جدير بالذكر أن الجمهور من الكبار والصغار ينتظر عرض الجزء الرابع من مسلسل “اللعبة” والذي يحمل اسم “دوري الأبطال” خلال أيام، إذ من المفترض بدء عرضه 14 مايو/أيار الجاري على منصة “شاهد” ومن الأفضل أن يأت العمل على مستوى أفضل من الموسم الثالث الذي جمع بين الملل وخيبة الأمل، كي لا يزداد الجمهور إحباطا.

شاركها.
اترك تعليقاً

2024 © الإمارات اليوم. جميع حقوق النشر محفوظة.
Exit mobile version