استحق الممثل الأميركي جوني ديب بعض الفرح عندما صعد درجات السلم إلى قصر المهرجانات في كان، وذلك باعتباره بطل فيلم الافتتاح “جين دي باري” (Jeanne du Barry)، وهو عمل رومانسي يؤدي فيه دور الملك لويس الـ15، ولكن الفرح الأكبر جاء للعودة بعد غياب.
ديب ليس وحده، فقد حشدت إدارة مهرجان كان السينمائي الدولي -الذي افتتح اليوم الثلاثاء ويعقد في الفترة من 16 إلى 27 مايو/أيار الجاري- نجوم ورموز الصناعة السينمائية، ومنهم توم هانكس، وسكارليت جوهانسون، وليوناردو دي كابريو، وروبرت دي نيرو، وجوليان مور، وناتالي بورتمان، وهاريسون فورد، وفيبي والر بريدج، وشون بن، وتاي شيريدان، ومايك تايسون.
ومع افتتاح المهرجان تنطلق العروض السينمائية التي تثير الحيرة، ورغم وجود عمالقة هوليود بأفلامهم فإنه يمكن تحديد الاختيارات في 10 أفلام تحمل بصمات الكبار، كما تبحث في قضايا جادة وتتناولها بشكل غير مألوف.
1- “تشريح السقوط” (Anatomy Of A Fall)
من المسابقة الرسمية يتميز فيلم المخرجة والكاتبة الفرنسية جوستين تريت، حيث تقتحم مؤسسة الزواج بالتحليل عبر نموذج قاس يجمع بين صعوبة الحاضر وقلق المستقبل.
تبدأ قصة الفيلم عندما يتم العثور على صموئيل ميتا في الثلج خارج الشاليه المنعزل، حيث كان يعيش مع زوجته الكاتبة الألمانية ساندرا وابنهما دانييل البالغ من العمر 11 عاما والذي كان يعاني من ضعف البصر.
يؤدي التحقيق إلى نتيجة مؤداها أنه “موت مشبوه”، ويستحيل معرفة ما إذا كان الضحية قد انتحر أو قتل.
يتابع الفيلم محاكمة الزوجة، ويتم تفكيك العلاقة الزوجية، أما الابن فهو تائه في التجربة القاسية التي يتعرض لها وبين علاقته بأمه.
2- “بانيل وأداما” (Banel & Adama)
يأتي “بانيل وأداما” باعتباره العرض الأول والوحيد في المسابقة من المخرج الفرنسي السنغالي راماتا تولاي سي الذي شارك من قبل ككاتب سيناريو في أعمال، منها “سيدة النيل “(Our Lady Of The Nile) الذي عرض في مهرجان برلين 2020، وأيضا فيلم “سيبيل” (Sibel) الذي عرض في مهرجان لوكارنو بسويسرا عام 2018.
تدور أحداث ” بانيل وأداما” في قرية نائية شمالي السنغال من خلال زوجين شابين يتحديان توقعات أسرتيهما، وهي جريمة كبرى في القرية.
3- “الوهم” (La Chimera)
تعود المخرجة الإيطالية أليس روهرواتشر إلى مسابقة كان مع الإنتاج الدولي المشترك “الوهم”، بطولة جوش أوكونور وإيزابيلا روسيليني.
اشتهرت أليس من خلال أفلام “سعيد مثل أليعازر” (Happy as Lazzaro) 2018، و”العجائب” (The Wonders) 2014، و”الجرم السماوي” (Corpo Celeste) 2011.
تدور أحداث فيلم “الوهم” في الثمانينيات عن قصة عالم آثار إنجليزي شاب عالق في عالم لصوص القبور والاتجار غير المشروع بالاكتشافات القديمة.
4- “كلوب زيرو” (Club Zero)
الفيلم السادس للمخرجة النمساوية جيسيكا هاوسنر، والثاني باللغة الإنجليزية، “كلوب زيرو” عبارة عن دراما نفسية تتكشف في مدرسة داخلية للنخبة، حيث يشكل المعلم رابطة قوية مع 5 طلاب، ولكن العلاقة تتجه إلى منعطف خطير، يشارك في البطولة الممثل المصري أمير المصري.
5- “مايو ديسمبر” (May December)
أول فيلم للمخرج تود هينز منذ الفيلم الوثائقي “قبو المخمل” (The Velvet Underground) الذي تم عرضه خارج المنافسة قبل عامين، وهو رابع فيلم له يشارك في المنافسة على السعفة الذهبية بعد “ووندرستوك” (Wonderstruck) في عام 2017، و”كارول” (Carol) في عام 2015، و”منجم الذهب المخملي” (Velvet Goldmine) في عام 1998.
“مايو ديسمبر” يقترب من مؤسسة الزواج بشكل مغاير، وتدور أحداثه بعد 20 عاما من علاقة بين زوجين تحولت رمزا للرومانسية على مستوى المجتمع الذي يعيشان فيه، يتعرض الزوجان لضغوط عندما تصل ممثلة لإجراء بحث عن ماضيهما فتكشف الحقائق.
6- “قتلة قمر الزهرة” (Killers Of The Flower Moon)
يجمع الفيلم بين أساطير هوليود القديمة والجديدة، ويبدو عرض الفيلم في كان كأنه رسوم تسليم وتسلم لراية النجومية من قبل روبرت دي نيرو نجم نهايات القرن العشرين وأوائل القرن الـ21 إلى ليوناردو دي كابريو الذي انطلق عام 1997 في فيلم “تيتانيك”، وما زال يطير في سماء النجومية.
حصل مخرج الفيلم مارتن سكورسيزي على السعفة الذهبية عام 1976 عن فيلم “سائق التاكسي” (Taxi Driver)، ويعود في 2023 بدراما إجرامية مأخوذة عن كتاب ديفيد غران عام 2017 “قتلة قمر الزهرة.. جرائم القتل العسيرة وولادة مكتب التحقيقات الفدرالي” (Killers Of The Flower Moon: The Osage Murders The Birth Of The FBI).
الفيلم بطولة ليوناردو دي كابريو، وليلي جلادستون، وجيسي بليمونز، وروبرت دي نيرو.
7- “بالقرب يأتي الحب” (Along Came Love)
تركت الكاتبة والمخرجة الفرنسية كاتيل كويلفيري بصمتها في مهرجان كان عام 2010 بفيلم “حب مسموم” (Love Like Poison)، وانطلقت بعدها لتشارك في أغلب دورات المهرجان.
ويدور فيلمها الجديد خارج المسابقة “بالقرب يأتي الحب” حول مادلين النادلة في الفندق، وهي أم لطفل صغير، والتي تلتقي بالطالب الثري فرانسوا، وتنشأ بينهما علاقة قوية، ولكن مع مرور الوقت يحاول فرانسوا الهروب من هذه العلاقة نظرا لارتباط الأم بطفلها.
8- “الجانحون” (The Delinquents)
أحدث أفلام المخرج الأرجنتيني رودريغو مورينو صاحب فيلم “عالم غامض” الذي شارك في مهرجان برلين السينمائي عام 2011.
فيلم “الجانحون” تم تصويره في بوينس آيرس وقرطبة، ويحكي عن مورا ورومان اللذين يبحثان عن الحرية والمغامرة، يرتكب أحدهما عملية سطو ويكتشف بديلا لحياته المملة، فيما يخفي الآخر أموالا لا تخصه، وكما فرقتهما أفعالهما سيجمعهما مصيرهما كمجرمين.
9- “الصبي الجديد” (The New Boy)
يعود المخرج الأسترالي من السكان الأصليين وارويك ثورنتون إلى كان مع “الصبي الجديد” (The New Boy) بعد أن فاز بجائزة “السعفة الذهبية لأفضل تصوير” عام 2009.
تدور أحداث الفيلم حول مجتمع السكان الأصليين الذي يظهر في الكثير من أعمال ثورنتون، بما في ذلك فيلمه الحائز على جائزة في مهرجاني فينيسيا وتورنتو عام 2017، وقد تم عرض الفيلم في أستراليا، وتدور أحداثه في الأربعينيات من القرن الماضي، حيث تقدم كيت بلانشيت دور راهبة تحصل على 9 أطفال أيتام من السكان الأصليين لتنشئتهم.
10- “فقط نهر يتدفق” (Only The River Flows)
للمرة الثالثة يتم اختيار المخرج الصيني وي شوغون للمشاركة في المهرجان، حيث ظهر في دورة 2020 بفيلم “المشي في مهب الريح” (Striding Into The Wind) عام 2020، ثم “تموجات الحياة” (Ripples Of Life) والمقتبس من رواية يو هوا القصيرة “خطأ في النهر” بشأن تحقيق الشرطة في سلسلة من جرائم القتل في بلدة ريفية على ضفاف النهر في التسعينيات.
يدور الفيلم الجديد حول بلدة صينية تشهد سلسلة من الجرائم، ويحقق رئيس الشرطة ويعتقل الكثيرين بشكل عشوائي، لكن الأدلة تدفعه إلى الغوص بشكل أعمق في السلوك الخفي للسكان المحليين.