بينما دخلت حرب إسرائيل على غزة شهرها العاشر، أُدرج دير القديس هيلاريون “تل أم عامر” -الذي يعد أقدم المعالم التاريخية في قطاع غزة والواقع في مخيم النصيرات للاجئين- على قائمة منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) للتراث العالمي المعرض للخطر.

ودير سانت هيلاريون البيزنطي -الذي يمتد على مساحة هكتارين (20 ألف متر مربع) في تل أم عامر جنوب قطاع غزة- بني عام 329م، وجاء إدراجه -قبل أيام- على لائحة اليونسكو للمواقع المهددة بالخطر التي تحتاج إلى حماية خلال اجتماع خاص باتفاقية حماية الممتلكات الثقافية في حالة النزاع المسلح والاحتلال (اتفاقية لاهاي لعام 1954) التي تتعامل مع حماية التراث الثقافي والآثار من التلف والدمار، وجميع أشكال الاختلاس.

وعام 1993، اكتشف الموقع المفتوح للجمهور منذ بضع سنوات، وأخذ اسمه من راهب ناسك عاش خلال القرن الرابع الميلادي في غزة. ويتضمن الدير ردهة وحمامات إضافة إلى 4 كنائس متراكبة، وعمدت سلطات الاحتلال -التي كانت تسيطر على قطاع غزة قبل عام 2005- إلى نهب وسرقة القطع الأثرية من الموقع، حسب وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا).

ويضم الموقع أنقاض كنيستين ومكانا للدفن وقاعات للعمّاد والطعام، ومرافق صحية وصهاريج مياه، إضافة إلى الأرضيات المصنوعة من الحجر الكلسي والفسيفساء الملونة والمزينة بالرسوم والنقوش المختلفة والبلاط الرخامي، وكذلك حمامات بخارية كبيرة ونافورة، إضافة إلى الديماس (غرفة تحت الأرض) والمصلى وغرف الرهبان والساقية.

آثار غزة في أتون الحرب

وتعرضت مساجد وكنائس ومبان تاريخية ومؤسسات تعليمية وثقافية ومواقع تراثية لأضرار بالغة خلال الحرب الإسرائيلية الحالية على غزة.

ويرى مراقبون أن إسرائيل تسعى بهذا الاستهداف إلى “كي الوعي الثقافي” للشعب الفلسطيني، وقطع الصلة بينه وبين تراثه وتاريخه.

وتطرق الناطق الرسمي باسم بلدية غزة حسني مهنا -في حديث سابق للجزيرة نت- إلى أهم المواقع التي استهدفتها آلة الحرب الإسرائيلية. وقال إن “إسرائيل تتعمد استهداف المعالم التاريخية والرموز الخاصة بالشعب الفلسطيني بغرض استكمال مسلسل جرائمها ضد الأطفال والمدنيين والمرافق المدنية”.

وتتمتع فلسطين بعضوية كاملة في منظمة الأمم المتحدة للتربية والتعليم والثقافة (اليونسكو) منذ عام 2011.

وجاءت اتفاقية لاهاي لعام 1954 في رد فعل على الدمار الذي سببته الحرب العالمية الثانية لمواقع التراث الإنساني، إذ دمر طرفا الحرب عدة كنوز ثقافية.

وعبرت الاتفاقية عن رغبة المجتمع الدولي في تجنيب التراث الثقافي العالمي ويلات الحرب، والاعتراف بأن فقدان هذا التراث يمثل خسارة للبلد المستهدف وكذلك الإنسانية.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

شاركها.
اترك تعليقاً

2024 © الإمارات اليوم. جميع حقوق النشر محفوظة.
Exit mobile version