يتولى عدد من نجوم السينما مثل راين رينولدز الترويج بصورة غير تقليدية لإنتاجات “ديزني” بين المراهقين والشباب، منها مثلاً الظهور في أغنيات الكاي بوب المصوّرة وإعداد فطائر تشيميتشانغا مع طهاة مشهورين، بحسب رئيس قسم التسويق في المجموعة.
ويحقق الأستوديو الهوليودي العملاق نجاحًا كبيرا هذا الصيف بفضل فيلم الأبطال الخارقين الجديد “ديدبول وولفرين” (Deadpool & Wolverine) الذي يُتوقع أن تتجاوز إيراداته في مختلف أنحاء العالم مليار دولار في نهاية الأسبوع الجاري.
وعزا مدير العلامة التجارية أسد أياز جانبًا كبيرا من هذا النجاح الهائل إلى راين رينولدز وهيو جاكمان بطليْ “ديدبول وولفرين”. وأوضح خلال ملتقى “دي 23” (D23) لمعجبي ديزني أمس السبت أن النجمين يوسعان حدود التسويق متجاوزَين أساليبه التقليدية.
فالممثلان ظهرا بشخصيتيهما في الفيلم في النسخة المصوّرة لأغنية “تشك تشك بوم” (Chk Chk Boom) لفرقة البوب الكورية “ستراي كيدز”، وشاركا في مسابقة للطبخ على منصة “يوتيوب” مع الطاهي البريطاني الشهير غوردون رامزي وابنته البالغة من العمر 22 عاما.
ومن محطات جولتهما العالمية أيضا حضورهما مباراة لكرة القدم في ألمانيا، وزيارتهما أحد مطاعم “تشيكن شوب” للوجبات السريعة في لندن في إطار مسلسل كوميدي، ومشاركتهما في مهرجان لبالونات الماء.
وقال أسد أياز “نحن محظوظون جدا بوجود ممثلين يوافقان على القيام بأمور لا يرغب الممثلون عادة في القيام بها كالظهور بالشخصيتين” اللتين يجسدانهما في الفيلم.
جيل الهواتف الذكية
وتجد هوليود وأستوديوهات الإنتاج صعوبة كبيرة في استقطاب المنتمين إلى ما يعرف بـ”الجيل زد” الذين تتراوح أعمارهم بين 12 و27 عاما تقريبا.
لكنّ الإطلالات غير التقليدية تلقى فرصا كبرى على الأرجح للفوز باهتمام هؤلاء المراهقين والشباب الذين يتركز اهتمامهم أكثر على هواتفهم الذكية ووسائل التواصل الاجتماعي ونجوم يوتيوب، بحسب أياز.
ولذلك ينصبّ التركيز على إنشاء محتوى غير تقليدي ينتشر بسرعة عبر الإنترنت، فدلو الفشار، الذي اشتهر من خلال الفيلم على أساس أنّه من “تصميم” شخصية ديدبول (راين رينولدز)، أثار تفاعلاً كبيرا من الجمهور في مختلف أنحاء العالم.
كذلك ظهر راين رينولدز وهيو جاكمان بشخصيتَي البطلين الخارقين اللتين يؤديانهما في مقطع مصوّر يُعرّض قبل الفيلم يدعوان فيه المشاهدين إلى إطفاء هواتفهم المحمولة.
وفي مقطع الفيديو هذا الذي حظي بمئات الآلاف من المشاهدات على يوتيوب، يتوجه وولفرين -الذي يجسّده جاكمان- إلى الجمهور بطريقة عدوانية: “ضعوا هواتفكم على الوضعية الصامتة”.
وأشار أياز إلى أن هذا المقطع “مثال على إمكان إنتاج محتوى مميز مع راين وهيو” بشخصيتيهما.
منزل باربي حقيقي
واعتمد “ديدبول وولفرين” هذا الأسلوب غير التقليدي، إذ تخاطب شخصية ديدبول مباشرة الجمهور مرات عدة خلال الفيلم.
وكثيرا ما يسخر البطل ذو اللسان الحاد من مجموعة ديزني الأميركية، بل يلقي نكاتا عن “إنقاذ” سلسلة الأبطال الخارقين “مارفل” التي تراجعت شعبية أفلامها نسبيا لبضع سنوات.
ولا تنتهج ديزني وحدها طريقة التسويق هذه. ففي العام الماضي، بنَت أستوديوهات “وارنر” المنافسة نسخة حقيقية من “منزل الأحلام في ماليبو” (Malibu Dreamhouse) بغرض الترويج لفيلم “باربي” (Barbie)، وحققت الفكرة نجاحا كبيرا بعد عرض البيت للإيجار عبر منصة “آر بي إن بي”.
أما فيلم الرسوم المتحركة “قلبا وقالبا 2” (Inside Out 2) الذي حقق أخيرا إيرادات كبيرة، فيتطرّق إلى قضايا مثل القلق والاكتئاب، وهما من المواضيع التي غالبا ما يتناولها شباب “الجيل زي” عبر الإنترنت.
وكان الخبراء يخشون أن يعمد كثر من جمهور دور السينما إلى تصوير مقاطع بشكل غير قانوني لبثها على شبكات التواصل الاجتماعي، لكن ديزني أتاحت من تلقائها لمستخدمي “تيك توك” ويوتيوب مقاطع فيديو تصلح للاستخدام في إنشاء محتوى عن الفيلم عبر حساباتهم.
ولاحظ أياز أن “الجمهور الشاب يستهلك الوسائط بطريقة مختلفة تماما” عن الأجيال الأكبر سنا، وختم “من المهم أن نكون موجودين على المنصات التي يقضي عليها المنتمون إلى الجيل زد معظم وقتهم”.