يأسر استثمار التقنية الثلاثية الأبعاد في فيلم “يوم 13” المشاهدَ وربما يغطي على ما يمكن أن يسجل من انتقادات على بعض مضامينه، فهذه أول مرة نرى فيها مثل هذه التقنية في فيلم مصري أو عربي، وهو ما اعتمد عليه صنّاع الفيلم في الترويج له ومنافسة أفلام أخرى.

“يوم 13” من بطولة عدد كبير من النجوم: أحمد داود، دينا الشربيني، شريف منير، أحمد زاهر، جومانا مراد، محمود عبد المغني، أروى جودة، نسرين أمين، محمد ثروت، فيدرا، محمد كيلاني، مجدي كامل، نهال عنبر، نهى عابدين، جيهان خليل، إيناس كامل، وهو من تأليف وإخراج وائل عبد الله.

قصة كلاسيكية

يحكي الفيلم قصة الشاب عز الدين (يجسده أحمد داود) العائد من كندا إلى قصر عائلته في القاهرة، حيث عاش طفلا مع أسرته، واليوم بعد وفاة والده يقرر أن يبيع القصر، لكن الأمر ليس بهذه السهولة. ثمة شائعات عن روح شريرة تسكن القصر، مما يهدد خططه ببيعه.

يلتقي عز الدين سائقَ سيارة الأجرة (يلعب دوره محمد ثروت)، ويطلب منه أن يقضي معه ليلته في القصر، لمواجهة شائعات الأرواح الشريرة، التي لا يؤمن عز الدين بوجودها، لكنه بالطبع يكتشف خطأه منذ الليلة الأولى، ويسمع ما يقال عن جريمة قتل وقعت قبل 20 عاما في القصر، ومن يومها ترفض “الروح” بيعه.

ثم يستعين بالدكتور قيسون (شريف منير)، ليساعده في معرفة سر الأرواح التي تسكن القصر، وترفض بيعه لأحد، يبذل قيسون قصارى جهده لمعرفة تاريخ القصر وأسرار جريمة القتل التي تسببت في هذه اللعنة، حتى إنه كاد أن يفقد حياته من أجل هذه المهمة.

إذن هي القصة الكلاسيكية لأفلام الرعب؛ قصر مسكون، جريمة قتل في الماضي، روح هائمة لا تهدأ، سر غامض سنكتشفه في النهاية، ومفاجأة غير متوقعة. الاجتهاد الوحيد ربما هو محاولة إضفاء لمسات كوميدية عبر الممثل محمد ثروت، تبعدنا قليلا عن روح الفيلم وأجواء الرعب.

كما يلعب الفيلم على الرقم 13، الرقم المشؤوم المفضل لصنّاع أفلام الرعب، حيث ترتبط مجموعة من أحداث جريمة القتل بالرقم 13، من يوم الجريمة وعدد المدعوين، إلى الوصول لليوم الحاسم لحل لغز الروح الغاضبة، وهو اليوم 13 بعد عودة البطل إلى القصر.

تقنية مميزة

ورغم الرهان على داود كبطل للفيلم، الذي يفتقد نجما من نجوم “شباك التذاكر”، استطاع الفيلم الصمود في مواجهة موسم أفلام عيد الفطر، وتظهر أرقام الإيرادات أنه يعتلي بالفعل قمة الإيرادات في الأسبوع التالي لعيد الفطر، متفوقا على أفلام “هارلي” لبطله محمد رمضان، و”بعد الشر” لعلي ربيع، و”ابن الحاج أحمد” لشيكو، مما يؤكد ازدياد إقبال الجمهور على الفيلم بعد العيد.

ولا شك أن عامل الجذب الأهم في الفيلم هو تقنيته، فهناك مجهود كبير في الصورة، واختيار لزوايا التصوير والكادرات، واستغلال للتقنية الثلاثية الأبعاد في إظهار ديكور القصر واختيار الخدع البصرية، لا سيما في مشاهد الذعر حين تقفز قطة أو أفعى في وجه المشاهد فجأة، لتثير فزع الجمهور الذي يضع نظارة ثلاثية الأبعاد.

قصة مكررة

ولا جديد على مستوى القصة، ثيمة القصر المسكون بالأشباح أو العفاريت أو الأرواح الشريرة واحدة من أشهر ثيمات أفلام الرعب التي لا يمل صنّاع السينما من تناولها، لكن المهم: كيف يمكن معالجتها؟ وهل يمكن أن تجذب الجمهور الذي شاهد عشرات الأفلام المشابهة؟

والعام الماضي فقط قدمت منصة “شاهد” فكرة مشابهة في مسلسل الرعب الكوميدي” البيت بيتك”، المنتظر عرض جزئه الثاني هذا العام، عن شاب يرث قصرا مسكونا، ويقرر بصحبة سائق سيارة أجرة أيضا أن يبيت في القصر ويكشف سره، في تشابه كبير مع فيلم “يوم 13”.

رهان على التقنية الثلاثية الأبعاد

يراهن صناع الفيلم على مجموعة من الأوراق، أبرزها التقنية الجديدة في الأفلام العربية، فلأول مرة تقدم السينما المصرية فيلما بالتقنية الثلاثية الأبعاد، والتي تم تقديمها بحرفية عالية، وباستغلال جيد لما تتيحه من خيارات.

كما حشد العمل مجموعة من الفنانين، ليس بينهم نجم من نجوم الصف الأول، لكنهم مجموعة متباينة من فناني الجيل الحالي مثل داود ودينا الشربيني ومحمد ثروت وينضم من جيل التسعينيات شريف منير.

وتأتي الخدع البصرية في الفيلم جيدة إلى حد كبير، لا سيما في مشاهد الرعب حينما تنقض قوى غامضة على البطلة (دينا الشربيني)، وتنتزعها من فراشها لتلصقها بالسقف والجدران.

كما كان استخدام الأبيض والأسود في مشاهد “الفلاش باك” مناسبا، وهناك جهد كبير في إظهار الممثلين وملابسهم قبل 20 عاما، باستثناء أحمد زاهر الذي لا يختلف مظهره في الماضي عن الزمن المعاصر في الفيلم.

ورغم كل شيء، يُحسَب لصنّاع الفيلم هذه المغامرة الجريئة بتقديم تقنية الأفلام الثلاثية الأبعاد للسينما المصرية، والتي سيشجع نجاحها المنتجين لتقديم المزيد، مما يفتح الباب أمام مثل هذه الأفلام وتجربة تقنيات حديثة اعتاد الجمهور على رؤيتها في الأفلام الأجنبية فقط.

وائل عبد الله منتجا ومخرجا

يعرف الجمهور وائل عبد الله منتجا لكثير من الأفلام التجارية الشهيرة، مثل “نادي الرجال السري” و”بدل فاقد” و”الرهينة” و”ملاكي إسكندرية”.

كما أخرج عبد الله عددا من المسلسلات التلفزيونية، أولها مسلسل “حياة الجوهري” (1997) من بطولة يسرى، تلاه مسلسل “السيرة العاشورية” (1998) عن رواية “الحرافيش” للأديب الكبير نجيب محفوظ، قبل أن يغيب طويلا عن الإخراج ويعود في العقد الأخير بمسلسلات “الإكسلانس” و”الزيبق”، ويقدم تجربته السينمائية الأولى في “يوم 13″، وهي تجربة ناجحة وجديدة قد تشجعه على المغامرة منتجا ومؤلفا ومخرجا بأفكار جديدة.

شاركها.
اترك تعليقاً

2024 © الإمارات اليوم. جميع حقوق النشر محفوظة.
Exit mobile version