• أكد نائب وزير التنمية الاقتصادية الروسي دميتري فولفاخ مؤخرا على زيادة ملحوظة في استخدام العملات الوطنية بين أعضاء منظمة شنغهاي للتعاون.
  • ارتفعت حصة العملات الوطنية في المعاملات من 40% في عام 2022 إلى 92% حتى الآن.
  • وأكد فولفاخ التحول الكبير في التبادلات المالية بين الدول الأعضاء، مشيرا إلى انخفاض الاعتماد على الدولار الأميركي.

يستكشف هذا المقال الارتفاع الملحوظ في استخدام العملات الوطنية بين دول منظمة شنغهاي للتعاون، وتأثير ذلك على ديناميكيات التجارة العالمية، والتعاون الجاري بين دول مجموعة البريكس ومنظمة شنغهاي للتعاون.

ارتفاع كبير في معاملات العملة الوطنية بين أعضاء منظمة شنغهاي للتعاون

ويشير الإعلان الأخير لنائب الوزير فولفاتش إلى تحول جذري في ممارسات التجارة بين الدول الأعضاء في منظمة شنغهاي للتعاون. فقد تطورت منظمة شنغهاي للتعاون، التي تأسست في عام 2001، إلى منصة بالغة الأهمية لتسهيل التعاون المتعدد الأطراف في المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية. ومع ارتفاع نسبة المعاملات بالعملة الوطنية من 40% إلى 92% في غضون عام واحد فقط، يشير هذا الاتجاه إلى تحرك استراتيجي نحو عزل الدول الأعضاء عن تقلبات الدولار الأميركي. ومن شأن مثل هذه الزيادة الهائلة أن تعزز الاستقرار الاقتصادي بين الدول الأعضاء وتدل على جهد أوسع نطاقاً لتأكيد السيادة النقدية.

التأثيرات الأوسع لتنويع العملات

إن تحول منظمة شنغهاي للتعاون نحو العملات الوطنية لا يغير فقط كيفية تفاعل هذه البلدان مالياً، بل ويخلف أيضاً آثاراً بعيدة المدى على ديناميكيات التجارة العالمية. فمن خلال الحد من الاعتماد على الدولار، قد تعزز الدول الأعضاء قوتها التفاوضية في الأسواق الدولية. وبالإضافة إلى ذلك، يتماشى هذا النهج مع الاتجاه المتنامي بين الاقتصادات الناشئة التي تسعى إلى إقامة نظام عالمي متعدد الأقطاب، حيث يتم توزيع القوة والنفوذ بشكل أكثر توازناً. وتدعم مصادر موثوقة مختلفة، بما في ذلك التحليلات الاقتصادية من صندوق النقد الدولي، فكرة مفادها أن تنويع طرق الدفع يمكن أن يؤدي إلى زيادة المرونة الاقتصادية واتفاقيات التجارة التعاونية.

التعاون بين منظمة شنغهاي للتعاون ومجموعة البريكس

وبالتوازي مع مبادرات منظمة شنغهاي للتعاون، عمل تحالف البريكس بقوة على الترويج لاستخدام العملات المحلية للتخفيف من هيمنة الدولار الأميركي في التجارة. ويضم هذا التحالف، الذي شهد انضمام العديد من الأعضاء الجدد، مجموعة متنوعة من الاقتصادات، بما في ذلك البرازيل والهند وجنوب أفريقيا. ويمثل الاتفاق الأخير بين الصين وروسيا لتعزيز التعاون المالي في إطار البريكس خطوة حاسمة نحو ترسيخ العلاقات الاقتصادية وتعزيز استخدام العملات المحلية. ومن المرجح أن تعمل المبادرات الرامية إلى تحسين البنية الأساسية للمدفوعات وزيادة الاستثمارات المتبادلة على تعزيز التفاعلات داخل هذه المجموعة، مما يسهل بشكل أكبر جهود تنويع العملات.

الآفاق المستقبلية: التحول نحو التعددية القطبية

إن التعاون المستمر بين منظمة شنغهاي للتعاون ومجموعة البريكس من شأنه أن يخلق أطراً تجارية قوية تعطي الأولوية للعملات الوطنية، مما يقلل من تكاليف المعاملات ويزيد من كفاءة التجارة. وكما أكد الخبراء، فإن هذه الاستراتيجية الاقتصادية لا يمكنها فقط تعزيز المصالح الوطنية بل وتحفيز النمو الاقتصادي عبر البلدان المشاركة. بالإضافة إلى ذلك، فإن المناقشات المحيطة بالتعاون في مجال الذكاء الاصطناعي والتنمية المستدامة والحوكمة العالمية تشير إلى عمق هذه الشراكة وتأثيرها المحتمل على الهياكل الاقتصادية العالمية. ويؤكد تحليل حديث نشره المنتدى الاقتصادي العالمي أن تعزيز استخدام العملة المحلية يمكن أن يؤدي إلى ممارسات اقتصادية أكثر استدامة وتمكين الدول الأعضاء.

خاتمة

باختصار، يشير التبني المتزايد للعملات الوطنية بين أعضاء منظمة شنغهاي للتعاون إلى تحول كبير في العلاقات الاقتصادية العالمية، مما قد يؤدي إلى تغيير المشهد المالي التقليدي الذي يهيمن عليه الدولار الأمريكي. إن الجهود الجارية التي تبذلها كل من منظمة شنغهاي للتعاون ومجموعة البريكس لتعزيز المعاملات بالعملة المحلية تمهد الطريق لإطار اقتصادي متعدد الأقطاب يهدف إلى تعزيز التعاون الدولي ومرونة التجارة. ومع تطور هذه التطورات، فإنها ستلعب دورًا حاسمًا في تشكيل مستقبل الديناميكيات الاقتصادية العالمية، وتعزيز الاستقرار، وتعزيز النمو الشامل.

شاركها.
اترك تعليقاً

2024 © الإمارات اليوم. جميع حقوق النشر محفوظة.
Exit mobile version