بقلم مارسيلا أيريس
برازيليا (رويترز) – ستعلن الحكومة البرازيلية يوم الاثنين عن إجراءات جديدة لمساعدة الأجانب الذين لديهم تحوطات في النقد الأجنبي على استثماراتهم في التنمية المستدامة، مع تجنب مخاطر العملة والمالية العامة للخزانة، حسبما قال شخصان مطلعان على الخطة.
وقالت المصادر، التي طلبت عدم الكشف عن هويتها لمناقشة الخطط السرية، إن الخطة تتضمن قناة جديدة لنحو ملياري دولار من مشتقات النقد الأجنبي، التي تعاقد عليها بنك التنمية للبلدان الأمريكية (IDB) ويوزعها البنك المركزي في البرازيل.
ومن المتوقع أن تتضمن هذه المبادرة، التي تستفيد من التصنيف الائتماني الممتاز للبنك الإسلامي للتنمية لتسهيل مشتقات العملة الأطول أجلا والأقل تكلفة لتشجيع الاستثمار الأجنبي في مبادرات التنمية “الخضراء” في البرازيل، قرارا تنفيذيا.
وامتنعت وزارة المالية البرازيلية والبنك المركزي والبنك الإسلامي للتنمية عن التعليق.
وقالت المصادر إنه من المتوقع أن يوقع البنك المركزي البرازيلي عقد مشتقات شامل مع البنك الإسلامي للتنمية لتفعيل البرنامج.
وقال أحد المصادر إنه في نفس الأمر التنفيذي، ستأذن الحكومة أيضًا للبنك المركزي بتجديد مخزونه من المقايضة البالغة 100 مليار دولار لآجال أطول، بهدف تعزيز السيولة والحد من تقلبات العملة.
وقال المصدر إن الضوء الأخضر للبنك المركزي لتجديد مقايضات السندات لآجل أطول يعتبر “هيكليا” و”مهما للغاية”، نظرا لمحدودية السيولة في السوق لآجال تتجاوز خمس سنوات.
وأضاف المصدر أنه مع هذه التعديلات، يمكن أن يكون سوق المقايضة في البرازيل أكثر ديناميكية بكثير، مع آفاق تمتد حتى 15 عامًا، مما قد يكون له تأثير كبير على تمويل مشاريع البنية التحتية.
وقال المصدران إن حزمة النقد الأجنبي المقررة يوم الاثنين ستتضمن إجراءات أخرى لحماية العملة، بما في ذلك خط سيولة لتمويل المشروعات المنظمة للاستثمارات الخضراء، بدعم من البنك الإسلامي للتنمية.
والهدف هو مساعدة المشاريع التي تحتاج إلى الحفاظ على نسبة تغطية خدمة الديون بعملة قوية، مثل محطة للطاقة الشمسية بإيرادات بالريال البرازيلي، بتمويل بالدولار الأمريكي. ومن شأن خط السيولة الجديد أن يساعد مثل هذا المشروع على الوفاء بالتزاماته المالية وسط تقلبات مفاجئة في العملة.
وقال المصدر الثاني: “بهذه الطريقة، يمكنك إنقاذ المشروع، وتسمح لمزيد من رأس المال الصبور بتحمل مخاطر أكبر”.
ويمثل التحوط طويل الأجل للعملة تحديا في البرازيل منذ فترة طويلة، مما أدى إلى إبعاد بعض المستثمرين الأجانب عن أكبر اقتصاد في أمريكا اللاتينية.
وقد عالجت حكومة الرئيس لويس إيناسيو لولا دا سيلفا هذه القضية في محاولة لتعزيز الاستثمار الأجنبي في مجالات مثل الطاقة المتجددة والبنية التحتية المستدامة، بهدف وضع البرازيل كلاعب رئيسي في تغير المناخ.
وجمعت البرازيل ملياري دولار في نوفمبر/تشرين الثاني بإصدار أول سنداتها السيادية “الخضراء” في السوق الدولية، باستخدام إطار عمل حظي بناؤه أيضاً بدعم من البنك الإسلامي للتنمية.
وكشف وزير المالية فرناندو حداد لأول مرة عن الخطوط العريضة لجهود التحوط في العملة في مقابلة أجريت معه في أكتوبر/تشرين الأول مع رويترز.
وفي عام 2023، انخفضت الاستثمارات الأجنبية المباشرة في البلاد بنسبة 17% إلى 62 مليار دولار.