وقد ظهر إجماع بين خبراء الاقتصاد على أن ضعف الاستثمار هو السبب الرئيسي وراء الأداء الاقتصادي الضعيف للمملكة المتحدة في الآونة الأخيرة، وهو جذر العديد من المشاكل التي نواجهها الآن كدولة (“ريفز يواجه ثورة تخفيضات وايت هول”، تقرير، 6 سبتمبر/أيلول).

وقد أدى هذا النقص في الاستثمار إلى حلقة مفرغة من الركود والانحدار، حيث يؤدي انخفاض الاستثمار إلى إضعاف الاقتصاد وتفاقم المشاكل الاجتماعية والبيئية.

من الصحيح أن الحكومة الجديدة تقول إن هناك حاجة إلى تغيير في الاتجاه، وهو ما يضع البلاد على المسار نحو مزيد من الرخاء والاستدامة المالية على المدى الأطول.

إن التحدي المتمثل في تجديد بريطانيا يتطلب إعادة بناء الخدمات العامة المتهالكة مع الاستثمار في البنية الأساسية النظيفة اللازمة لتحقيق أهدافنا المناخية وخلق اقتصاد أكثر مرونة في المستقبل. ولا يمكن مواجهة هذا التحدي من خلال القطاع الخاص وحده، بل يتطلب تغييرًا جذريًا في مستويات الاستثمار العام.

ولكن الحكومة ورثت خطط إنفاق تتضمن تخفيضات كبيرة في الاستثمار العام مقارنة بالبرلمان الحالي. ولا نرى كيف يمكن تنفيذ “عقد التجديد الوطني” المخطط له إذا تم تنفيذ هذه التخفيضات. إن تنفيذ هذه الخطط يعني تكرار أخطاء الماضي، حيث أدت تخفيضات الاستثمار التي تم إجراؤها باسم الحصافة المالية إلى إلحاق الضرر بأسس الاقتصاد وتقويض الاستدامة المالية للمملكة المتحدة في الأمد البعيد.

لقد ساعد الإطار المالي الحالي في تعزيز هذا التفكير قصير الأجل وخلق تحيزًا داخليًا ضد الاستثمار. وسوف يتطلب النهج الأكثر مسؤولية، والذي يعكس بشكل أفضل الفوائد الطويلة الأجل الكبيرة المترتبة على زيادة الاستثمار العام، إجراء تغييرات على قواعدنا المالية وعلى تفويض مكتب مسؤولية الميزانية.

وفي الموازنة المقبلة، من الضروري أن تدرك الحكومة الدور المهم الذي يجب أن يلعبه الاستثمار العام في عقد التجديد الوطني. ولابد من تجنب المزيد من التخفيضات في الاستثمار العام، وتبني استراتيجية لزيادة الاستثمار العام بشكل كبير، وبدء عملية لتنفيذ إطار مالي داعم للاستثمار يركز على الاستدامة المالية في الأمد البعيد.

وبفضل هذه الخطوات، ستتاح للحكومة فرصة حقيقية لإصلاح أسس الاقتصاد البريطاني بشكل حقيقي وبدء فترة التجديد الوطني التي تشتد الحاجة إليها.

اللورد جوس أودونيل
وزير مجلس الوزراء السابق

اللورد جيم أونيل
السكرتير التجاري السابق لوزارة الخزانة

الاستاذة ماريانا مازوكاتو
كلية لندن الجامعية

محمد العريان
الرئيس التنفيذي السابق لشركة بيمكو

السير أنطون موسكاتيلي
رئيس الجمعية الاقتصادية الملكية

البروفيسور سيمون رين لويس
أستاذ فخري للاقتصاد، جامعة أكسفورد

البروفيسور جوناثان بورتيس
أستاذ الاقتصاد والسياسة العامة، كلية كينجز لندن

الاستاذة سوزان نيومان
رئيس قسم الاقتصاد، الجامعة المفتوحة

شاركها.
اترك تعليقاً

2024 © الإمارات اليوم. جميع حقوق النشر محفوظة.
Exit mobile version