هل أنت محروم من النوم؟ إذا كنت قد قضيت ليلة في التقلب في الفراش، فأنت تعلم بالفعل كيف ستشعر في اليوم التالي: التعب والانزعاج وتقلب المزاج. لكن عدم الحصول على 7 إلى 9 ساعات من النوم الموصى بها كل ليلة لا يجعلك خاملا وعصبيا فحسب، بل له أضرار خطيرة.

ووفقا لتقرير في موقع برس سانتي الفرنسي، فإن التأثيرات الطويلة المدى للحرمان من النوم حقيقية.

فقلة النوم تستنزف قدراتك العقلية وتعرض صحتك الجسدية للخطر. وتربط الدراسات العلمية قلة النوم بعدد من المشاكل الصحية، من زيادة الوزن إلى ضعف جهاز المناعة.

وتحدث قلة النوم بسبب نقصان عدد الساعات التي يقضيها الشخص وهو نائم، أو انخفاض جودة النوم، أي أن النوم ليس مريحا والشخص يستمر بالاستيقاظ.

إن الحصول على أقل من 7 ساعات من النوم يمكن أن يكون له عواقب صحية على جسمك بالكامل. قد يكون ذلك أيضا بسبب اضطراب النوم الأساسي، مثل انقطاع التنفس أثناء النوم.

يحتاج جسمك إلى النوم، تماما كما يحتاج إلى الهواء والطعام ليعمل بأفضل حالاته. أثناء النوم، يشفي جسمك نفسه ويستعيد توازنه الكيميائي. يشكل دماغك روابط فكرية جديدة ويعزز الاحتفاظ بالذاكرة. بدون نوم كاف لن تعمل أنظمة دماغك وجسمك بشكل طبيعي. يمكن أن يقلل أيضا من جودة حياتك بشكل كبير.

إليك بالضبط كيف يؤثر قلة النوم على وظائف وأجهزة الجسم المحددة.

6 أنظمة في الجسم تتضرر بسبب قلة النوم

1- الجهاز العصبي المركزي

الجهاز العصبي المركزي هو الطريق السريع الرئيسي للمعلومات في جسمك. النوم ضروري لعمل الجسم بشكل صحيح، ولكن الأرق المزمن يمكن أن يعطل الطريقة التي يرسل بها الجسم المعلومات ويعالجها عادة.

أثناء النوم، تتشكل مسارات بين الخلايا العصبية (العصبونات) في دماغك، مما يساعدك على تذكر المعلومات الجديدة التي تعلمتها. يؤدي قلة النوم إلى إرهاق دماغك، لذلك لا يمكنه أداء وظائفه بشكل جيد.

قد تواجه أيضا صعوبة في التركيز أو تعلم أشياء جديدة. قد تتأخر إشارات جسمك أيضا، مما يقلل من تنسيقك ويزيد من خطر وقوع الحوادث. يؤثر قلة النوم أيضا سلبا على قدراتك العقلية وحالتك العاطفية. قد تشعر بمزيد من نفاد الصبر أو عرضة لتقلبات المزاج. يمكن أن يعرض أيضا عملية اتخاذ القرار والإبداع للخطر.

يمكن أن تؤدي قلة النوم أيضا إلى إثارة الهوس لدى الأشخاص المصابين بالاضطراب الثنائي القطب. وحالات الهوس (Mania) هي حالة من تعدد الأفكار فوق السرعة المعهودة، لكن ذلك التنقل السريع من فكرة لأخرى يجعل الشخص فاقدًا لما يعنيه بحديثه أو أفعاله، ويدفع ذلك لسلوكيات ربما تكون غير مقبولة في الحالة الطبيعية.

والاضطراب الثنائي القطب هو مرض يتألف من نوبات هوس واكتئاب تفصلها مُدد من المزاج الطبيعي. وتنطوي نوبات الهوس على الروح المعنوية العالية أو المزاج العصبي، والنشاط الزائد، والتحدث بسرعة، وتضخم تقدير الذات، وقلة الحاجة إلى النوم.

تشمل المخاطر النفسية الأخرى:

  • السلوك الاندفاعي
  • القلق
  • الاكتئاب
  •  الأفكار الانتحارية

قد تعاني أيضا من النوم القصير أثناء النهار. خلال هذه النوبات، تغفو لبضع ثوان أو عدة ثوان دون أن تدرك ذلك، ويكون ذلك خارجا عن سيطرتك ويمكن أن يكون خطيرا للغاية إذا كنت تقود السيارة. يمكن أن يجعلك أيضا أكثر عرضة للإصابة إذا كنت تشغل آلات ثقيلة في العمل وتعاني من نوبة نوم قصيرة.

2- الجهاز المناعي

أثناء نومك، ينتج نظام المناعة لديك مواد تحمي من العدوى، مثل الأجسام المضادة والسيتوكينات. يتم استخدام هذه المواد لمحاربة المتسللين الغرباء مثل البكتيريا والفيروسات. تساعد بعض السيتوكينات أيضا على النوم، وتمنح نظام المناعة الخاص بك المزيد من الفعالية للدفاع عن جسدك ضد الأمراض.

إذا كنت لا تنام بشكل كاف، فقد لا يكون جسدك قادرا على التخلص من العدوى، وقد تحتاج إلى المزيد من الوقت لتتخلص من المرض. إن الإخفاق في الحصول على نوم مريح على المدى الطويل يزيد أيضا من خطر الإصابة بالأمراض المزمنة، مثل مرض السكري وأمراض القلب.

3- الجهاز التنفسي

قد تؤدي قلة النوم إلى جعلك أكثر عرضة للإصابة بالتهابات الجهاز التنفسي مثل السعال. كما أن مرض اختناق النوم هو مرض خطير أيضا قد يكون هو سبب قلة النوم.

وفي اختناق النوم يحدث انقطاع للتنفس خلال النوم، نتيجة حدوث استرخاء في جدران الحلق، مما يؤدي إلى ضيقه وتوقف التنفس الطبيعي، وقد يؤدي هذا إلى انقطاع النوم. كما أن لانقطاع التنفس خلال النوم آثارا سلبية على صحة الشخص، قد تصل للسكتة الدماغية.

وفي انقطاع التنفس خلال النوم (apnoea) قد يحدث انسداد كلي في مجرى الهواء، وهذا عندما ينقطع التنفس لمدة عشر ثوان أو أكثر.

وأيضا قد يحدث انسداد جزئي لمجرى الهواء (hypopnea) يؤدي إلى انخفاض تدفق الهواء أكثر من 50% لمدة عشر ثوان أو أكثر.

والأشخاص المصابون بانقطاع التنفس خلال النوم قد يعانون من نوبات الانقطاع بشكل متكرر، وقد تصل إلى نوبة مرة واحدة كل دقيقة أو دقيقتين في الحالات الشديدة.

4- نظام الأيض

إن قلة النوم هي عامل خطر للسمنة. يؤثر النوم على مستويات اثنين من الهرمونات، اللبتين والغريلين، التي تتحكم في أحاسيس الجوع والشبع.

اللبتين هو هرمون يعمل على تنظيم توازن الطاقة في الجسم، وتثبيط تناول الطعام وبالتالي تحفيز فقدان الوزن. ويعتقد حاليا أن بعض البدناء قد يكون لديهم مقاومة لهرمون اللبتين.

ويعرف هرمون اللبتين أيضا باسم هرمون الشبع، وهو يعاكس عمل هرمون الغريلين.

تؤدي قلة النوم إلى اضطراب مستويات هذه الهرمونات، والنتيجة أن شهيتك ستصبح أقوى وستأكل أكثر.

5- نظام القلب والأوعية الدموية

تؤثر قلة النوم على العمليات التي تحافظ على قلبك ودمك بصحة جيدة، ويشمل ذلك نسبة السكر في الدم، والضغط الشرياني، ومستويات الالتهاب. الأشخاص الذين لا ينامون هم أكثر عرضة للإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية. يمكن إجراء تحليل بين الأرق وخطر حدوث أزمة قلبية وسكتة دماغية.

6- نظام الغدد الصماء

النوم يؤثر على إنتاج الهرمونات الذي تقوم به الغدد الصماء في الجسم. قلة النوم تؤثر سلبا على إنتاج هرمون الذكورة “التستوستيرون”، وهرمون النمو، خاصة عند الأطفال والمراهقين.

تساعد هذه الهرمونات الجسم على تطوير الكتلة العضلية وإصلاح الخلايا والأنسجة.

طرق قد تساعدك على اتباع جدول نوم صحي:

  • الحد من القيلولة أثناء النهار (أو تجنبها تماما)
  • تجنب الكافيين بعد الظهر أو على الأقل بضع ساعات قبل النوم
  • الذهاب إلى السرير في نفس الوقت كل ليلة
  • الاستيقاظ في نفس الوقت كل صباح
  • الالتزام بجدول منتظم للنوم في عطلات نهاية الأسبوع والعطلات الرسمية
  • قضاء ساعة قبل النوم في القيام بأنشطة استرخاء، مثل القراءة أو التأمل أو الاستحمام
  • تجنب الوجبات الثقيلة في الساعات التي تسبق وقت النوم
  • تجنب استخدام الأجهزة الإلكترونية قبل النوم مباشرة
  • ممارسة الرياضة بانتظام، ولكن ليس في المساء قبل وقت النوم

إذا استمررت في مواجهة مشاكل في النوم ليلا وتعاني من التعب أثناء النهار، فتحدث إلى طبيبك. يمكنك التحقق من المشكلات الصحية التي قد تؤدي إلى اضطراب نومك.

الحذر من الكافيين

المنبهات، مثل الكافيين، يمكن أن تجعل الحرمان من النوم أسوأ من خلال جعل النوم ليلا أكثر صعوبة. يمكن أن يؤدي هذا إلى دورة من الأرق الليلي تليها استخدام الكافيين أثناء النهار لمكافحة التعب من قلة النوم.

ووفقا للجمعية الألمانية لأبحاث النوم وطب النوم فتشمل أسباب اضطرابات النوم:

  • أمراضا عضوية مثل الألم المزمن وأمراض القلب والرئة والشخير وانقطاع النفس في أثناء النوم ومتلازمة تململ الساقين
  • أمراضا نفسية مثل اضطراب الخوف والقلق والاكتئاب والمشي في أثناء النوم والكوابيس
  • أدوية معينة مثل المسكنات والأدوية المعالجة لارتفاع ضغط الدم ومضادات الاكتئاب، بالإضافة إلى “الجلايكورتيكويدات”، والتي تستخدم لعلاج الالتهابات والحساسية والربو وأمراض المناعة الذاتية والتهاب الجلد العصبي والتهاب الأمعاء المزمن.
شاركها.
اترك تعليقاً

2024 © الإمارات اليوم. جميع حقوق النشر محفوظة.
Exit mobile version