قالت “غرفة طوارئ أحياء البراري” بوسط العاصمة السودانية الخرطوم يوم الثلاثاء إن الأحياء تعاني انتشار الأمراض ونقصا حادا في الأدوية والمحاليل الوريدية، أدى إلى وفيات شبه يومية وسط السكان.
وأظهر مقطع فيديو التقط في “العيادة المركزية الموحدة” رفوف أدوية شبه فارغة، ومرضى في العيادة، وعاملين في المجال الطبي يقدمون لهم العلاج، ويجرون عمليات جراحية باستخدام إضاءة الهاتف.
ومنطقة “البراري” هي مجموعة أحياء تقع بالقرب من القيادة العامة للجيش بالعاصمة الخرطوم، وذلك ما جعلها مسرحا للاشتباكات بين الجيش وقوات الدعم السريع.
وقال أحد المتحدثين “المرض أصاب كل منطقة بري، ففي المنزل الواحد تجد 3 إلى 5 أشخاص مرضى أو كل الأسرة مريضة، وكلفة الفحص الطبي مرتفعة جدا جدا، ولا نستطيع توفيرها بسبب ظروف الحرب، ونسمع يوميا عن وفيات كثيرة جدا في الأحياء بسبب المرض”.
وقال مواطن آخر “العيادة المركزية تعاني نقصا حقيقيا في الأدوية بالعيادة الطبية، ولا نستطيع الحصول عليها، مثل الأدوية المهمة لمرضى ضغط الدم والسكر”.
وأضاف “العيادة تستقبل يوميا 15 إلى 20 مريضا في حالة يرثى لها”.
مريض آخر يتلقى العلاج في العيادة الطبية قال “خلال سنة ونصف في فترة الحرب ذقنا آلاما كثيرة، لكن الشباب لم يقصروا معنا، وبمجازفات أقاموا العيادة، ولكنها ينقصها الكثير”.
أما عباس الطيب، الذي قالت الغرفة إنه طبيب مسؤول عن “العيادة المركزية الموحدة بالبراري”، فأوضح قائلا “عندنا أوبئة بالمنطقة، وانتشار لمرض الملاريا، ومنذ الأول من ديسمبر/كانون الأول حتى الآن هنا أكثر من 200 إصابة، حتى أصبحت شيئا طبيعيا، وأدويتها معدومة”.
وفي أواخر شهر مايو/أيار الماضي حذرت منظمة الصحة العالمية من انهيار نظام الرعاية الصحية في السودان، خاصة في المناطق التي يصعب الوصول إليها بسبب الحرب، وقالت إن المرافق الصحية تتعرض للنهب وتعاني من نقص حاد في الموظفين والأدوية واللقاحات والمعدات والإمدادات.