عندما يُستخدم العلاج بالكتابة بشكل صحيح، يمكن أن يصبح أداة فعالة في العلاج النفسي والمساعدة الذاتية، ولكن لمن يُناسب هذا النوع من العلاج وكيف يمكن البدء به؟

لا يتطلب هذا العلاج تكلفة كبيرة أو وقتا طويلا، وفي الوقت نفسه يمنح نتائج سريعة، ويمكن ممارسته في أي مكان، وقد يُحسّن الصحة النفسية.

يُقال إن العلاج بالكتابة، المعروف أيضا باسم “علاج اليوميات” أو “الكتابة العلاجية”، يساعد الناس على الوصول إلى زوايا خفية في اللاوعي من شخصياتهم يصعب التعامل معها.

تقول الدكتورة أداك بيرمورادي، أخصائية التحليل النفسي والطب النفسي الجسدي في مستشفى شاريتيه الجامعي في برلين: “إنه بداية عملية تنتهي بمعرفتك لنفسك بشكل أفضل”.

تضيف بيرمورادي، قد تؤدي هذه العملية إلى إدراك مؤلم: “لدينا جميعا جوانب من أنفسنا لا نشعر بأنها إيجابية، أو ربما تزعجنا”.

لمن يُناسب العلاج بالكتابة؟

وفقا لدوريس هونيغ، معالجة معتمدة بالكتابة، يمكن أن يكون العلاج مفيدا لأي شخص يبحث عن رؤية أوضح لنفسه. ويمكن أن يساعد الأشخاص في أزمات منتصف العمر، أو من تم تشخيصهم بمرض، أو فقدوا شخصا عزيزا.

توضح بيرمورادي أن “العلاج يناسب الأشخاص الذين يستمتعون بالتعبير عن أنفسهم، ويحبون اللغة، ولا يجدون الكتابة اليدوية صعبة”. ومع ذلك، يجب أن يتم العلاج دائما تحت إشراف دقيق، خاصة بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من اضطرابات شديدة مثل اضطراب ما بعد الصدمة، حيث يتطلب الأمر دعما نفسيا متوازيا مع العلاج الكتابي.

وتشير بيرمورادي إلى أن الكتابة العلاجية تعد وسيلة فعالة للتعامل مع الاكتئاب، كما أنها تستخدم كوسيلة مرافقة لعلاج السرطان.

كيف تبدأ؟

كل ما تحتاجه هو ورقة وقلم. تنصح هونيغ باستخدام الكتابة اليدوية، مشيرةً إلى أنها “عادة ما تكون أبطأ من الطباعة، مما يمنح العقل الباطن وقتا للعمل”. وتضيف أن الكتابة اليدوية تجنبك الإغراء لتعديل النص أو إنتاج نص نهائي.

وعلى الرغم من الدراسات حول هذا الموضوع، لا يزال سبب فعالية العلاج بالكتابة غير واضح تماما. وتستند جذوره إلى “الكتابة التعبيرية”، وهو نوع من العلاج طوّره بشكل رئيسي البروفيسور جيمس دبليو بينيبكر، أستاذ علم النفس الفخري بجامعة تكساس في أوستن.

اكتشف بينيبكر أن الكتابة عن التجارب المؤلمة تساعد في التعامل معها، وتقوي جهاز المناعة، وتجعل الكاتب أكثر استرخاء وتفاؤلا وهدوءا.

طرق العلاج بالكتابة

من أنواع العلاج الكتابي الكتابة الحرة، وأخرى أكثر تنظيما وتتناول مواضيع محددة. وفي الكتابة الحرة، يبدأ الشخص بما يدور في ذهنه ويكتب أي شيء يخطر بباله. وقد تكون رسالة لا تُرسل أبدا، إلى شخص متوفى، أو شخص متشاجر معه، أو حتى إلى نفسه.

طريقة أخرى هي كتابة كلمة معينة مثل “غضب” في وسط الورقة، ثم كتابة الكلمات المرتبطة بها حولها.

ومهما كانت الطريقة، تنصح هونيغ بعدم الحكم على ما يُكتب أو تصحيحه، وعدم القلق بشأن القواعد والإملاء. كما تشدد على ضرورة الكتابة لمدة لا تقل عن 10 دقائق، حتى تتجاوز النقطة التي يعتقد فيها الكاتب أنه لا يوجد شيء إضافي ليكتبه.

إنشاء روتين وأجواء مناسبة

قد يكون من المفيد جعل الكتابة جزءا من الروتين اليومي، كأن تُخصص لها 10 دقائق في الصباح أو المساء. تشير هونيغ إلى أن الكتابة المنتظمة تجعل العملية أسهل.

وتقترح بيرمورادي أيضا توفير بيئة مناسبة للكتابة، مثل اختيار مكان هادئ، وإطفاء الهاتف، وإعداد كوب شاي أو إشعال شمعة.

وتوضح بيرمورادي أن العلاج بالكتابة ليس بغرض تحسين الذات بقدر ما هو بغرض فهم أفضل لنفسك، واستخدام هذا الفهم للتعرف على احتياجاتك وتلبيتها بشكل أفضل.

شاركها.
اترك تعليقاً

2025 © الإمارات اليوم. جميع حقوق النشر محفوظة.
Exit mobile version