عمّان- الغاية الرئيسة لأي هدية هي إظهار حبك وامتنانك واهتمامك، لذا ربما تعد النقود فكرة جيدة للهدية في بعض المناسبات مثل حفلات الزفاف أو التخرّج، لكنها في حالات أخرى قد تكون غير مناسبة تمامًا وربما يُنظر إليها على أنها عدم احترام للمتلقي، فماذا يقول الخبراء عن ذلك؟
ترى المستشارة وخبيرة الإتيكيت رامة عساف العساف أن الهدايا “عطايا من القلوب” وضمان لاستمرار العلاقات والمحافظة عليها بشكلها الصحيح. ولكل مناسبة هدية تختلف بالشكل والمضمون باختلاف المناسبات، وعادة ما يجد الأشخاص صعوبة في اختيار هدية تليق بالمتلقي والمناسبة، وتترك الأثر الطيب المقصود منها.
والمال أحد أشكال الهدايا التي من الممكن تقديمها في بعض المناسبات كالأعياد وتُعرف “بالعيدية” وعند الزفاف والتخرّج والولادة وغيرها من المناسبات التي تتطلب عادة مصاريف والتزامات مادية، لذا يُعد إهداء المال صورة من صور التكافل الاجتماعي وتخفيف عبء المرحلة الجديدة على المتلقي.
وتشرح العساف أن التهادي يبعث المحبة في قلوب الأشخاص، مشيرة إلى ضرورة تقديم الهدية بأسلوب يليق بمقدّمها ومتلقيها، مثل وضعها في ظرف أو مغلّف، مع كتابة اسم الشخص المقدّم وعبارة التهنئة.
وتقول “يُفضل عدم تقديمها بوجود أشخاص آخرين منعًا للحرج، كما يمكن تقديمها مع حلوى أو باقة ورد، مع مراعاة عدم المبالغة فيها حتى لا تكون سببا في إزعاج المتلقي”.
سلوك تشاركي اقتصادي
يقول المتخصص في علم الاجتماع الدكتور حسين محادين إن الهدية تمثل سلوكًا تشاركيا اقتصاديا وتبادلا للمنفعة بين المقدّم والمتلقي، “وتعد الهدية المالية مهمة وعملية في هذه الأيام الضاغطة اقتصاديا على الناس، كما تمنح مقدّمها المرونة والاقتصاد معًا، لأنها تُريحه من التفكير وتعفيه من التردد في حسم خيار الهدية ونوعها”.
لكن في المقابل تُعد الهدية المالية مغامرةً غير مضمونة النتائج لدى متلقيها، فالأمر يتعلّق بطبيعة الشخص المتلقي ونوع العلاقة مع مقدم الهدية.
ويشير محادين إلى أن بعض الناس يرون أن الهدية غير المالية، كالورود مثلًا، تتمتع بقيمة رمزية أكبر من الهدية المالية، ويضيف أن “المسألة تختلف باختلاف الأذواق والثقافات والعادات الاجتماعية السائدة، فنوع الهدية ومدى قبولها في المدينة، مثلا، يختلف عن ذلك في الريف أو البادية. لكن الأهم هو احترامنا لخيارات أصحابها وفي كل المناسبات”.
قواعد إهداء المال
يعتقد بعض الناس أن تقديم النقود كهدية هو طريقة غير لائقة أحيانًا. وإذا كنت لا تريد أن ينظر المتلقي إلى هديتك النقدية على أنها “لامبالاة” أو مجرد كسل وعدم رغبة في بذل الجهد والوقت في البحث عن هدية مناسبة، فأنت بحاجة إلى اتباع بعض القواعد البسيطة، وفق موقع “غيفت أيديا سبيس” (giftideaspace) المتخصص في هذا الموضوع:
- قبل كل شيء، لا تشرح للمتلقي اختيارك لتقدم المال هدية بعبارات مثل: “اشتر لنفسك شيئًا مقابل هذا المال”، أو “من الصعب العثور على هدية ترضي ذوقك… اختر ما تريده بنفسك”. حتى لو قلت ذلك بصدق ومن دون أي سخرية، فإن مثل هذه العبارات يمكن أن تسيء إلى الشخص المُهدى إليه، وخصوصًا الأصدقاء المقربين أو أفراد العائلة.
- يُعد المال هدية جيدة للمناسبات مثل حفلات الزفاف والتخرّج والولادة وأعياد الميلاد، أو إذا كنت تعلم بأن المتلقي يجمع الأموال من أجل شراء شيء باهظ الثمن، هنا تكون مشاركتك في مكانها المناسب.
- يعتمد مقدار المال على المناسبة وقدراتك المالية ونوع علاقتك بالمتلقي، لذلك يجب تحديده وفق كل حالة. أيا يكن، يجب ألا تعطي أكثر مما تستطيع أو فقط لأنك تحسب الحساب لرأي الآخرين.
- عندما تقرر تقديم مبلغ من المال هدية، تأكد من أن المعني لا ينظر إلى الأمر على أنه “غير لائق”.
- ابذل قليلًا من الجهد واجعل هديتك النقدية متميزة وأكثر خصوصية، بإضافة بطاقة شخصية مع كلمات طيبة مكتوبة بخط اليد.