فأسواق بغداد القديمة عبق من تاريخ بلاد الرافدين لا تزال تحمل بين ثناياها قصصا وحكايات أزمنة مختلفة. هنا نقف عند واحد منها.. إنه سوق “هرج” في قلب بغداد القديمة، الذي يعود تاريخ إنشائه إلى 150 عاما خلت.

ويشير أحد المواطنين خلال حديثه لـ”سكاي نيوز عربية”، نحو هذا السوق قائلا: “نقف اليوم أمام معلم حضاري عراقي تمتد جذوره إلى فترة العثمانيين.. ويشتهر هذا السوق بيع الأنتيكات والأشياء النادرة من المسابح والخواتم، كما يُعد هذا السوق واجهة للجزء القديم من بغداد يرتاده الناس خصيصا يوم الجمعة إلى جانب سوق المتنبي والشورجة”.

كل ما يخطر ببالك تجده في هذا السوق، لكن صناعة السبح والخواتم بأحجارها المختلفة تحتل ركنا بارزا من أركانه، وهنا يقول أحد الصانعين في السوق: “يختص هذا السوق بصناعة المسابيح والخواتم بالدرجة الأولى ثم الساعات، حيث نقوم باقتناء وشراء الأحجار الكبيرة ونقطعها حسب قيمتها كالزمرد والعقيق اليماني وحجر الدر العقيق بمختلف ألوانه”.

يضم السوق أقدم جامع للصور والصحف القديمة، ففي هذا المحل الصغير تؤرخ الأحداث والشخصيات البارزة التي كان لها شأن في تاريخ العراق الحديث.

ويصف محمد البغدادي، وهو صاحب محل، هوايته في حديثه لـ”سكاي نيوز عربية” قائلا: “بدأت هذه الهواية منذ صغري، حيث قمت بجمع الأفلام والمجلات والصور بكميات كبيرة، على الرغم من صعوبة تجميع وتصنيف أرشيف الصور للملوك والحكام الذين حكموا العراق، وتجميع التاريخ الفني والأدبي والسياسي العراقي الهام في مكان صغير..”.

سمي بسوق الهرج نسبة إلى التوصيف العثماني ويعني الصخب، وهو كذلك بالفعل خصوصا في أيام الجمعة.

ورغم اندثار أغلب الأسواق التاريخية في العراق إلا ان سوق الهرج لا زال يقاوم تقلبات العصر ويحافظ على وجوده باعتباره شاهدا حيا على العديد من الأحداث.

شاركها.
اترك تعليقاً

2024 © الإمارات اليوم. جميع حقوق النشر محفوظة.
Exit mobile version