وهذه واحدة من بين 8 ورش لصناعة الأواني الفخارية في قطاع غزة، وهي الإرث المتبقي من أصل 200 ورشة كانت تحتضنها غزة، التي تشتهر بصناعة الفخار منذ آلاف السنين.

وفي هذه الورشة يعمل أشقاء وأبناء عمومة من عائلة عطاللـه، التي تشتهر بصناعة الأواني الفخارية في غزة وتمتلك 4 ورش لجدٍ 8 توارث عن أسلافه هذه الحرفة التراثية التي تقاوم الاندثار.

ويقول أحد صانع فخار مصطفى عطالله: “نحن نحافظ عليها كتراث فلسطيني ونشجع أولادنا على تعلمها، لكن في ظل الظروف الصعبة التي تمر بها مصانع الفخار، سنة بعد سنه يتناقص عددهم بسبب دخول الأواني الزجاجية والبلاستيكة للأسواق في مقابل ضعف تشجيع وتصدير الأواني الفخارية”.

ويتكبد الحرفيون في هذه المهنة عناء جهد طويل ملطخ بالطين الأحمر الذي يمر بمراحل عديدة من التذويب بالماء لفرز الشوائب مروراً بالتصفية والعجن لتشكيل الصلصال الذي يخضع أيضاً للتهوية والحرق وصولاً لصناعة أنواع مختلفة من الأواني الفخارية المستخدمة في الطهي والشرب والزينة والزراعة ولها جمهورها الخاص من الزبائن.

ويوضح صانع وبائع فخار عيسى عطالله: “في ناس صارت ترجع للماضي وتعود للفخار وهناك إقبال من المواطنين عليه نظراً لمميزاته الصحية من ناحية الأكل والشرب”.

ويضيف مواطن من غزة محمد أبو شاويش: “هذه القِرَبْ بكل أمانة حينما توضع في البيت يشعر بانتعاش حين يشرب منها ماءً بارداً يشعر أنه مفلتر”.

وفي زمن ازدهار هذه الحرفة قبل نحو 20 عاماً كانت هذه الأواني الفخارية تشق طريقها للتصدير للدول العربية إلى جانب إسرائيل قبل أن يضعف الحصار على غزة رواج هذه الصناعة.

فالإناء الواحد يحتاجُ من الفخار لنحو أسبوعين حتى يجف ويكونَ جاهزا للبيعِ والاستخدام، ورغم مراحل الإعداد غير اليسيرة بين الطين والتنور، فإن الأواني الفخارية تباع بأثمان زهيدة تعكس محدودية أرباح هذه الصناعة التقليدية العريقة التي تقاوم من أجل البقاء.

شاركها.
اترك تعليقاً

2024 © الإمارات اليوم. جميع حقوق النشر محفوظة.
Exit mobile version