التين تلك الفاكهة الفريدة التي تشبه دمعة العين، اسمها العلمي هو “فيكوس كاريكا”، ولها قشرة أرجوانية أو خضراء صالحة للأكل، وقلب وردي اللون له طعم حلو، وعندما تقسم حبة منها إلى نصفين تجد في انتظارك ما يشبه باقة من الأزهار الصغيرة.

ولا يزال التين يكتسب مزيدا من الشعبية باعتباره فاكهة صحية تتمتع بمجموعة متنوعة من الفوائد “كتعزيز الهضم، وتقليل خطر الإصابة بأمراض القلب، والمساعدة في ضبط مستويات السكر في الدم”.

ويُنظر إلى التين باعتباره “وجبة حلوة بالنسبة لعشاق التغذية والعافية” كما تقول اختصاصية التغذية إيمي بتلر لمجلة “نيوزويك” الأميركية، مضيفة أنها “تحب التين لحلاوته الفريدة وقوامه الطري، وانسجامه الخاص مع الجبن أو مع القرفة عند خبزه في الفرن”.

وهو ما أكدته خبيرة التغذية شارلوت واتس بقولها “أنا أحب التين كفاكهة لذيذة للغاية تساعد على الهضم”، وشاركت اختصاصية التغذية ميلينا ماستروياني تقديرها للتين، قائلة “إنه فاكهة خريفية جميلة”.

لكن الأمر لا يتعلق بالطعم اللذيذ للتين فقط، فقد قدم خبراء التغذية أسبابا تجعله إضافة قيمة لنظامنا الغذائي.

التين الطازج والمجفف

على الرغم من تحذيرات الخبيرة شارلوت واتس من أن التين المجفف يمكن أن يرفع نسبة السكر في الدم “لأن السكر فيه يكون أكثر تركيزا، ومن السهل تناول المزيد منه” فإن الدكتور كريستوفر غاردنر عالم التغذية في جامعة ستانفورد يفضل التين المجفف على الطازج، ويحتفظ ببرطمان منه في متناول اليد عندما يحتاج إلى القليل من السكر “بدلا من تناول قطعة حلوى”، ويعلل تفضيله التين المجفف بقصر عمر التين الطازج “إذ لا يستمر إلا من 5 إلى 7 أيام بعد قطفه”.

ووفقا لوزارة الزراعة الأميركية، تحتوي حبة التين الطازجة على نحو 37 سعرا حراريا وتغطي نحو 2.5% من الاحتياجات اليومية الموصى بها من البوتاسيوم و2% من المغنيسيوم و1% من كل من الحديد والكالسيوم.

في المقابل، تمنح 6 حبات من التين المجفف نحو 125 سعرا حراريا وكميات أعلى من المغنيسيوم (8%) والبوتاسيوم (7%) والكالسيوم (6%) والحديد (6%).

كما تحتوي الكمية نفسها من التين المجفف على نحو 24 غراما من السكر و5 غرامات من الألياف، وتلبي أكثر من 17% من الكمية اليومية الموصى بها من الألياف التي تساعد على إبطاء امتصاص السكر في الدم.

وفي النهاية، يقول غاردنر إن التين يقدم الكثير من الفوائد، فهو -سواء كان مجففا أو طازجا- جزء من النظام الغذائي المتوسطي “الصحي للقلب”، لذا يضيفه كاملا إلى السلطات الدسمة أو يُقطّعه إلى مكعبات فوق سلطة التوت أو إلى أنصاف مرصعة بالجوز “تشكل وجبة خفيفة رائعة”.

التين والسكر

غالبا ما يكون التخوف الرئيسي الشائع من التين هو محتواه العالي من السكر، إذ تقول ماستروياني “إن التين يحتوي على نسبة عالية من السكر مقارنة بفواكه أخرى مثل التوت، لكنه يصبح أكثر توازنا عند دمجه في أطباق أو وصفات فيها مزيد من الألياف والبروتين”.

وتنبه بتلر إلى أن بعض الأفراد الذين لديهم حساسية للسكر “قد يعانون من ارتفاع السكر في الدم بعد تناول التين بسبب محتواه العالي منه”.

ومع ذلك، تؤكد واتس أنه “في حين أن التين يعد مصدرا للسكر لكن محتواه من الألياف القابلة للذوبان يجعله يطلق السكر ببطء، مما يساعد على موازنة نسبة السكر في الدم”.

وأشارت إلى أن بعض الدراسات عن مرض السكري أظهرت أن “شاي أوراق التين له التأثير نفسه فيما يتعلق بالمساعدة في تنظيم الإنسولين”.

وأوضحت “بعبارة أخرى، يمكن لحلاوة التين أن ترضي رغبتنا الشديدة في تناول السكر، في الوقت الذي تساهم فيه الألياف في إبطاء إطلاق السكريات في الجسم”، لذا يوصي الباحثون بتشجيع استهلاك التين “كبديل صحي للحلويات”.

عدو الإمساك

وبحسب جمعية القلب الأميركية، “ربما كان التين أول فاكهة زرعها البشر، وكانت تستخدم في الطب التقليدي كملين، ولا تزال الأبحاث الحديثة تؤكد هذا التأثير”.

وتقول ماستروياني “بالنسبة لي، فإن أكبر ميزة للتين هي محتواه من الألياف الرائعة لتحسين صحة الأمعاء وتغذية ميكروباتها المفيدة”.

وتوضح واتس أن التين من العلاجات التقليدية للإمساك “لأن محتواه من الألياف القابلة للذوبان يمكن أن يجعل الأمعاء تتحرك”، علما بأن “التين المجفف قد يكون أكثر فعالية في علاج الإمساك من التين الطازج”.

التين فاكهة مغذية للغاية

وبحسب ماستروياني، فإن الألياف ليست الشيء الوحيد الذي يميز التين، فهو مليء بالعناصر الغذائية الدقيقة الضرورية للمساعدة في دعم وظائف الجسم، بالإضافة إلى فيتامين “إيه” الذي يدعم صحة العين وفيتامين “كيه” والكالسيوم الضروريين لعظام قوية، وكذلك الحديد المفيد للدم.

وأيضا، التين غني بشكل خاص بالنحاس “الحيوي للتمثيل الغذائي وإنتاج الطاقة، وتكوين خلايا الدم والأنسجة والناقلات العصبية”، وكذلك فيتامين “بي 6” الضروري “لإنشاء بروتينات جديدة، ولصحة الدماغ”.

كما يحتوي على مركبات نباتية تسمى البوليفينول قد تكون لها خصائص مضادة للأكسدة تلعب دورا وقائيا في الجسم “حيث يُعتقد أنها تقلل التفاعلات الكيميائية اليومية التي يمكن أن تساهم في الشيخوخة وخطر الإصابة بالأمراض” كما تقول بتلر.

ووفقا للأبحاث، يعد التين فاكهة مغذية للغاية، ويمكن تناولها إما طازجة أو مجففة، فهي غنية بالألياف والبوتاسيوم والكالسيوم والحديد بمستويات أعلى من فواكه شائعة أخرى، مثل الموز والعنب والبرتقال والفراولة والتفاح.

كذلك، التين خالٍ من الصوديوم والكوليسترول والدهون، ويعد مصدرا مهما للفيتامينات والأحماض الأمينية والمركبات ذات الخصائص المضادة للأكسدة، مثل فيتامين “سي” والكاروتينات والفينول المهم لتقليل أمراض القلب والأوعية الدموية الدماغية ومعدلات الوفيات بالسرطان.

كما أشارت الأبحاث إلى دلائل تاريخية على أهمية وتقدير التين في منطقة البحر الأبيض المتوسط، إذ تم استخدام ثماره وأوراقه وعصيره في الطب التقليدي باعتباره “فاكهة تنشط الشباب، وتحسن صحة المسنين، وتؤخر التجاعيد”، كما استخدمت ثماره ضد أمراض الجهاز التنفسي، واستخدمت أوراقه ضد فقر الدم وكمضاد للديدان.

سلبيات محتملة

قد لا يخلو التين من بعض السلبيات المحتملة، مثل:

  • نظرا لاستخدامه الشائع كملين قد يسبب التين الإسهال أو مشاكل هضمية أخرى.
  • غناه بفيتامين “كيه” يمكن أن يجعله يتداخل مع أدوية تمييع الدم، مما يجعلها أقل فعالية.
  • التين المجفف يحتوي على نسبة عالية من السكر والسعرات الحرارية، لذلك يجب تناوله باعتدال.
شاركها.
اترك تعليقاً

2024 © الإمارات اليوم. جميع حقوق النشر محفوظة.
Exit mobile version