شهدت تجارة “الشطاف” طفرة هائلة في الولايات المتحدة خلال جائحة “كوفيد-19″، مع النقص الحاد في ورق المرحاض الذي شهدته الأسواق الأميركية.
وبينما شهدت منتجات وصناعات أخرى طفرات مماثلة ثم عادت إلى معدل استهلاكها القديم مثل الكمامات يبدو أن الشطافات نجحت في الحفاظ على النمو الذي حققه سوقها خلال الجائحة، فلماذا رفض الأميركيون “الشطاف” في البداية؟ ولماذا غيروا رأيهم فيما بعد؟
نقص حاد أنعش السوق
لم يمكن للمقيم أو الزائر إلى الولايات المتحدة أن يعثر على “الشطاف” في حمام عام ولا حتى في المنازل، إذ لم يتوفر ذلك “الاختراع” منذ القرن الـ18، باستثناء أقليات من دول آسيا والشرق الأوسط والمسلمين ممن استخدموه لأسباب دينية أو ثقافية.
لكن مع فقدان ورق التواليت الذي شهدته أسواق الولايات المتحدة إبان إجراءات الإغلاق للحد من انتشار وباء كورونا عام 2020 مثّل الشطاف أحد الحلول الناجعة.
قبل ذلك بسنوات أسس ميكي أغراوال شركة “توشي” لمنتجات المراحيض، دون أن يحقق مكاسب كبيرة حتى عام الجائحة.
لكن أغراوال قال لشبكة “سي إن إن” الأميركية إن شركته حققت إيرادات بقيمة 40 مليون دولار في عام 2020، مقابل 8 ملايين دولار في عام 2019.
وبينما أشار أغراوال إلى أن مبيعات “الشطاف” نمت بنسبة لا تقل عن 20% كل عام منذ بداية الجائحة واقتربت في عام 2023 من 30% توقعت شركة أبحاث السوق والاستشارات “داتا إم إنتليجنس” أن ينمو سوقه في أميركا بمعدل سنوي مركب قدره 5.2% بين عامي 2024 و2031.
إضافة ضرورية
وقبل هذا النمو الكبير في سوق الشطاف اعتمد الأميركيون على ورق التواليت الذي يعود تاريخ “اختراعه” إلى العام 1891 حين حصل مالك شركة ألباني لورق التغليف سيث ويلر على براءة اختراع ورق التواليت الحديث الذي تميز بالثقوب وبتصميمه على شكل لفافة.
لكن في الواقع لم يكن “اختراع” ويلر جديدا بالكلية، إذ يعود استخدام أوراق المرحاض إلى القرن السادس الميلادي، وقبل اختراع الورق استخدم الناس أوراق الشجر والأصداف البحرية والجلود والفراء وأكواز الذرة والإسفنج لتنظيف أنفسهم.
وكانت فرنسا من أوائل الدول التي نشأ فيها “البيديه” (حوض الاستنجاء) كقطعة أثاث منفصلة، وخلال الحرب العالمية الثانية رأى الجنود الأميركيون “الشطاف” لأول مرة.
وفضّل الأميركيون استخدام ورق التواليت، متصدرين العالم من حيث نصيب الفرد في استخدامه، لكن مع النقص الحاد في أوراق المرحاض أثناء وباء كورونا حاولوا البحث عن بدائل أخرى.
وبينما قال 37% من الأميركيين في استطلاع رأي أجرته شركة “بيو بيديه” المتخصصة في هذه الصناعة إنهم لا يعرفون كيف يبدو شكل “البيديه” قال 45% من المشاركين إنهم أجروا بحثا أوليا لاستكشاف الأنواع المتاحة، واعتبر 44% ممن شملهم الاستطلاع أن “البيديه” يمثل إضافة ضرورية ومهمة للحمام.
وكانت الفكرة الأكثر إثارة للاهتمام هي رغبة جزء كبير من المشاركين في الاستطلاع في رؤية المزيد من “الشطافات” بالأماكن العامة كالفنادق والمطاعم ومحطات الاستراحة على الطريق السريع.
وبالفعل قام جيمس لين مؤسس شركة “بيديه كينغ” عبر الإنترنت لتجارة البيديه ومرفقاته ببيع جزء كبير من بضاعته إلى فنادق أميركية وحتى إلى محطات استراحة على الطرق السريعة.
وقال لين في تصريحات على موقع “واشنطن بوست” إنه لاحظ اختلافا كبيرا في مواقف الأميركيين تجاه “الشطاف”.
وأشار إلى أن موقعه الإلكتروني قبل الوباء كان يتلقى تعليقات مثل “يا إلهي، هذا منتج غريب جدا، لماذا يمكن لأي شخص أن يستخدمه؟”، لكن هذا النوع من التعليقات بات يتناقص بشكل ملحوظ.
كما قال لين إن مبيعات شركته تضاعفت منذ الوباء “فقد بعنا كل ما لدينا، وهناك تدافع كبير للحصول على المزيد”.
مزايا الشطاف
وينصح موقع “ويب ميد” الأميركيين باستخدام الشطاف بدلا من ورق الحمام لفوائده الكثيرة، ومنها:
- صحي أكثر من ورق التواليت: فاستخدامه بشكل صحيح يمكن أن يقلل كمية البكتيريا في البول، مما يشير إلى تنظيف أكثر شمولا، ويعد استخدام الماء للتنظيف بعد الذهاب إلى المرحاض أكثر نظافة من مجرد المسح بالورق.
- التقليل من خطر الإصابة بالبواسير: يساعد استخدام “الشطاف” ذي ضغط ماء متوسط إلى منخفض في تخفيف الضغط على فتحة الشرج، وبالتالي تقليل خطر الإصابة بالبواسير.
- أفضل للبيئة: استخدام “الشطاف” يعني التحول من ورق التواليت أو مجرد استخدام أقل، علما بأن إنتاج ورق التواليت يتسبب في إزالة الغابات وله بصمة كربونية كبيرة، ومن خلال تقليل استخدام الورق تقل تلك التأثيرات.
- توفير المال: يتوجب عليك دفع المال لتركيب “الشطاف” مرة واحدة، في حين أن الاعتماد الكلي على ورق التواليت للتنظيف يستهلك الكثير من الأموال، خاصة مع زيادة أفراد الأسرة.