مستشفى الجزيرة للكلى وهي المستشفى الأكبر بالسودان لتخصص الكلى، تعمل بالطاقة القصوى لها، وتعاني لتوفير الرعاية المطلوبة لكل من يحتاجها من مرضى الكلى، وسط الظروف الصعبة في البلاد.
هذه المستشفيات تعمل بواقع 5 ورديات باليوم، وتستقبل 50 مريضا من نازحي الخرطوم يوميا.
قصص من المستشفيات
من بين القصص التي اطلعت عليها “سكاي نيوز عربية”، قصة الشابة نهى، التي تنتظر ساعات طويلة قبل جلسة غسيل الكلى، وساعات أخرى تحت رحمة ماكينات الغسيل.
بحثا عن العلاج نزحت نهى من الخرطوم نحو مدينة ود مدني، التي تملك 4 مراكز غسيل كلى.
كان القرار متأخرا بمغادرة الخرطوم بعد أن أغلقت العديد من المشافي أبوابها، وتعذر الحصول على علاج يبعد السموم عن جسدها النحيل.
وقالت نهى لـ”سكاي نيوز عربية”: “عانينا معاناة شديدة حتى في المواصلات وفي المراكز، لم نجد فرصة نغسل فيها حتى وصلنا مدينة مدينة ود مدني”.
“أغسل كليتي في الأسبوع مرتين، وهو رقم قليل جدا، حتى من قلة الغسيل صعبت علي عملية المشي.. كنت أتحرك بحرية ولكن زادت السموم الآن”.
“فاتتني 4 غسلات لأنني لم أجد مركزا مختصا، تعبنا وعانينا حتى في السفر، حتى وصلنا هنا”.
ما يزيد عن 900 مريض كلى نزحوا من الخرطوم إلى ولاية الجزيرة.
مستشفى الجزيرة للكلى تعمل بالطاقة القصوى وتستقبل 125 مريضا في اليوم الواحد، 50 منهم نزحوا من الخرطوم.
وقال أسامة عبد الرحمن، وزير الصحة المكلف بولاية الجزيرة: “الذين يغسلون الكلى واجهتهم مصاعب كثيرة في الوصول الى أماكن الغسيل في الخرطوم، ولاية الجزيرة فيها 17 مركز لغسيل الكلى. قدرنا نمتص عدد كبير جداً من المرضى ونقدم لهم الخدمات اللازمة”.
وأضاف: “أكبر مشكلة تواجهنا هي صعوبة وصول الإمدادات من ولاية الخرطوم، لكن نحن مع الولايات الأخرى نتعاون ونحمل الخدمات مع بعضنا البعض”.
ومع ارتفاع وتيرة عمل آلات غسيل الكلى إلى 24 ساعة، تحرص الجهات المسؤولة على تأمين الصيانة المستمرة، حفاظا على المرضى وحياتهم.
ولكن المخاوف تزداد من ارتفاع الضغط على الخدمات الصحية بالولاية، فيما تتجه الأنظار نحو دعم المنظمات الطبية والجهات الدولية، في حال استمرت الاشتباكات المسلحة بالخرطوم وتواصلت عملية النزوح.