وأمام مجلس الأمن الدولي في نيويورك يوم الخميس، حدد بلينكن ثلاث أولويات لمواجهة الأزمة السودانية، وهي: معالجة الأزمة الإنسانية، الضغط على طرفي الحرب لوقف القتال، واستعادة مسار التحول المدني.
وقال بلينكن: “يجب على مجلس الأمن الضغط على الطرفين المتحاربين لحماية المدنيين، ووقف الفظائع، وإنهاء القتال”.
فرض المزيد من العقوبات
وأشار بلينكن إلى أن مجموعة “متحدون من أجل وقف الانتهاكات في السودان” اقترحت آلية امتثال تتكون من لجنة تضم ممثلين من القوات المسلحة السودانية، وقوات الدعم السريع، والمجتمع الدولي، لضمان التزام كل جانب بالقانون الدولي والتزاماته بموجب إعلان جدة.
وشدد بلينكن على أن الولايات المتحدة ستستخدم جميع الوسائل الممكنة، بما في ذلك فرض المزيد من العقوبات، لمنع الانتهاكات ومحاسبة المسؤولين عن الجرائم المرتكبة خلال الحرب الحالية.
كما دعا بلينكن الشركاء الدوليين إلى تطبيق عقوبات مماثلة على الأفراد والمنظمات التي تؤدي أفعالها إلى تفاقم الصراع. وقال إن بلاده تشجع هذه الإجراءات على المستويين الثنائي والمتعدد الأطراف.
وفي الشهر الماضي، طرحت المملكة المتحدة وسيراليون مشروع قرار في مجلس الأمن يدعو إلى وقف إطلاق النار وحماية المدنيين في السودان، وزيادة تدفق المساعدات الإنسانية دون عوائق. لكن روسيا استخدمت حق النقض (الفيتو) لإسقاط المشروع، رغم تصويت أربعة عشر عضوا لصالحه.
تأجيج الحرب
وفي هذا السياق، وصف بلينكن اعتراض روسيا على القرار بأنه “سخيف وغير مقبول”، مضيفًا: “روسيا تدعي أنها تهتم بالدول الأفريقية بينما تستمر في تأجيج أكبر حرب في أفريقيا”.
وطالب بلينكن المجتمع الدولي بالاستمرار في دعم الشعب السوداني ومساعدته على إحياء الانتقال إلى حكم ديمقراطي شامل بقيادة مدنية. وأكد دعم الولايات المتحدة لدعوة الاتحاد الأفريقي في ديسمبر الماضي للعودة إلى النظام الدستوري بقيادة مدنية في السودان.
وفي إطار دعم التحول المدني، أعلن بلينكن أن وزارة الخارجية الأميركية ستعمل مع الكونغرس لتوفير 30 مليون دولار لتمكين المجتمع المدني السوداني ورفع أصواته في الحوار حول مستقبل البلاد.
وأضاف: “أدى الانقلاب العسكري في عام 2021 والقتال الوحشي الذي اندلع بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع في أبريل 2023 إلى إخراج الانتقال السوداني إلى الديمقراطية عن مساره، وأطلق العنان لأكبر أزمة إنسانية في العالم”.
واختتم بلينكن تحذيره من أن الفشل في معالجة الأزمة السودانية يهدد السلام الدولي، قائلاً: “لا يستطيع العالم – ولا ينبغي له – أن يتجاهل الكارثة الإنسانية التي تحدث في السودان تحت أنظارنا، وأمام أعيننا”.