03:07 م
الأحد 19 يناير 2025
كتب- أحمد جمعة:
كشف مسؤولان بشركة “هارت بيوتك”، الراعية للدراسة الجديدة للدكتور مجدي يعقوب بشأن صمامات القلب التي تنمو طبيعيًا داخل الجسم، عن مصادر التمويل وتكلفة المشروع البحثي حتى الآن، فضلًا عن ردود الفعل الدولية التي تلقتها مؤخرًا.
كان الدكتور مجدي يعقوب أعلن استمرار دراساته مع فريقه البحثي لتطوير صمامات قلب مصنوعة من ألياف تجذب الخلايا الجذعية في مجرى الدم، مما يتيح تراكم الخلايا في موقع الصمام وتكوين صمامات طبيعية من خلايا الجسم ذاته.
وأوضح الدكتور مجدي إسحاق، رئيس مجلس إدارة شركة “هارت بيوتك”، لمصراوي، أن الشركة البريطانية أنفقت حوالي 25 مليون دولار على المشروع، وتسعى حاليًا للحصول على موافقة هيئة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) خلال عام ونصف للبدء في التجارب الإكلينيكية.
وأضاف أن هذه التجارب من المتوقع أن تُجرى في إنجلترا أو الولايات المتحدة أو في البلدين معًا، مشددًا أن مركز مجدي يعقوب للقلب في أسوان لن يشارك في تلك التجارب السريرية، لكن في حال نجاحها، ستعود التقنية بفوائد عالمية وستُطبق في مصر أيضًا.
والدكتور مجدي إسحاق هو أيضًا رئيس مجلس إدارة مؤسسة مجدي يعقوب لأمراض وأبحاث القلب.
وفي تصريح مقتضب لـ”مصراوي”، أكد فرانسيس وايت، الرئيس التنفيذي لشركة “هارت بيوتك”، أن التفاعل الإيجابي مع أبحاث الشركة المتعلقة بصمامات القلب ذاتية التجدد كان كبيرًا، خاصة بعد نشر مقال عنها في صحيفة Sunday Times.
وأضاف: “يعمل علماؤنا حاليًا بجهد مكثف على دفع هذا المشروع الرائد قدمًا”.
وفي بيان أمدّت به “مصراوي”، أوضحت الشركة أنها بالتعاون مع شريكتها الألمانية “ITA Medical”، حصلت على تمويل جديد من وكالة الابتكار في المملكة المتحدة، ووزارة الاقتصاد وحماية المناخ الألمانية؛ لتسريع تطوير أول صمام من نوعه للأطفال والبالغين الذين يحتاجون إلى عمليات استبدال صمام القلب.
والدكتور مجدي يعقوب هو المؤسس لشركة “هارت بيوتك”، وقال إنه “بدعم هذا التمويل، سنسرّع تطوير ابتكار الصمام الحي، لضمان استفادة المرضى من هذه الابتكارات في وقت أقرب”.
وجرى تأسيس شركة “هارت بيوتك” في 21 مارس 2013، ويقع مكتبها في وينشستر بالمملكة المتحدة، وفق البيانات التي اطلع عليها مصراوي.
ما هو ابتكار مجدي يعقوب؟
يعتمد الصمام الحي على تكنولوجيا السقالات المتطورة التي تُحفز وتعزز عملية الشفاء الذاتي للجسم، لتكوين صمام قلب جديد كليًا مكان الصمامات التالفة أو المريضة أو المصابة بعيوب خلقية.
بعد زرع الصمام، يبدأ فورًا في تكوين الأنسجة الحية، بينما تذوب السقالة تدريجيًا، تاركةً خلفها صمامًا طبيعيًا بالكامل يتكون من خلايا جسم المريض نفسه.
ووفق دراسة نُشرت في مجلة Nature Communications Biology عام 2023، حقق الصمام نتائج إيجابية عند اختباره على الأغنام، حيث نمت خلاياها داخل السقالة وشكلت أنسجة الصمام المعقدة، مما يعزز الآمال بإمكان تطبيق التقنية على البشر مستقبلًا.
حاليًا، تشمل الخيارات المتاحة لاستبدال صمامات القلب صمامات ميكانيكية أو حيوانية أو مأخوذة من متبرعين متوفين، وجميعها تواجه تحديات تتعلق بالمتانة، ورفض الجهاز المناعي، وعدم القدرة على النمو، خاصة عند الأطفال.
فعلى سبيل المثال، الأطفال الذين يستبدلون صماماتهم قبل سن الثانية يحتاجون إلى حوالي خمس عمليات قلب مفتوح إضافية قبل بلوغهم سن الرشد، إلى جانب تناول أدوية مستمرة لتجنب رفض الجسم للصمام.
تُجرى حاليًا نحو 300 ألف عملية استبدال لصمامات القلب سنويًا للأطفال والبالغين، مع توقع ارتفاع هذا الرقم إلى 850 ألفًا بحلول عام 2050 بسبب زيادة الإصابة بأمراض صمامات القلب.
تتجه الخطوة التالية للحصول على موافقة FDA لإجراء تجارب إكلينيكية على 50 مريضًا كمرحلة أولى، وتتوقع الشركة أن تُستخدم الصمامات الحية لأول مرة على البشر خلال 18 شهرًا تقريبًا.
وأشارت الشركة، إلى أنه في المستقبل، سيُستخدم الصمام الحي في العمليات الجراحية المفتوحة والروبوتية، وسيكون متاحًا للاستخدام مباشرة من المخزون، بسعر مشابه للمنتجات الحالية.
ورجّح الدكتور مجدي إسحاق، أن يستغرق الأمر نحو 10 سنوات لكي يصبح “صمام مجدي يعقوب” متاحًا للبيع عبر شركات عالمية.
اقرأ أيضًا:
رئيس مؤسسة “مجدي يعقوب”: صمام القلب الطبيعي سيكون جاهزًا خلال 10 سنوات
إنجاز مجدي يعقوب الجديد.. ماذا نعرف عن صمامات القلب التي تنمو بالجسم؟
خاص| رئيس “جراحة القلب” بمركز مجدي يعقوب يكشف موعد التجارب الإكلينيكية لـ”الصمامات الطبيعية”