06:31 م
الجمعة 27 ديسمبر 2024
كتب- حسن مرسي:
كشف الخبير السياسي المهتم بالشأن السوري محمد الأخضر، عن أهم التحديات في الشرق الأوسط والتي تشهد تحولات جيوستراتيجية ضخمة بعد سقوط نظام بشار الأسد وإنهاء حقبة كاملة من المعادلات السياسية والخطط التي كانت مرسومة من قبل الأطراف الإقليمية والدولية المتصارعة.
وقال “الأخضر”، إنه في إطار هذه التحولات تختلف أدوار واستراتيجيات كل من الدول المعنية بالملف السوري، وتتقاطع مصالحها وتتضارب، والأهم من ذلك هو طريقة تعامل السلطات السورية وقيادات فصائل المعارضة مع كل هذه المتغيرات علمًا بأنها حذرة وتواكب المشهد.
وأضاف الخبير السياسي في مداخلة هاتفية مع فضائية الحدث، أن الإدارة السياسية للمعارضة السورية تحتاج لإبداء حسن النية والرغبة بالتعاون ومد قنوات اتصال مع كل الجهات الدولية الفاعلة في سوريا بشكل حذر، خاصة في ظل مواجهة المعارضة السورية لكثير من التحديات لإضفاء الشرعية من قبل المجتمع الدولي عليها نظراً لأنه يُنظر إليها على أنها “جهادية وإرهابية”.
وأكد أنه لتحقيق ذلك، تعمل القيادة السياسية لهيئة تحرير الشام الفصيل الأبرز بالمعارضة، على الحفاظ على الأمن العام وعدم السماح بعمليات الأنتقام أو القتل بدوافع طائفية أو سياسية، وضمان حماية المواطنين الأجانب والبعثات الدبلوماسية وممثلي جميع الدول في سوريا، وكذلك الالتزام بالقوانين الدولية.
وأوضح الأخضر، أن المعضلة تكمن في تحقيق توازن قوي في سوريا، مع تداخل الأطراف الدولية في هذا الملف، وابتداءً بالمجتمع الغربي، خاصة وأن الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها الأوروبيين يسعون لترسيخ نفوذهم في سوريا وفرض هيمنتهم على سياسات الإدارة السورية الجديدة، من خلال جملة من الشروط والمطالب، قبل البدء بمحادثات “إضفاء الشرعية” ورفع العقوبات.
وأشار إلى أن مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي كايا كالاس، أكدت أن التكتل لن يرفع العقوبات المفروضة على سوريا في الوقت الحالي، قائلة: “هذا الأمر ليس ضمن جدول الأعمال في الوقت الراهن، وإنما قد يصبح محط نقاش في وقت لاحق عندما نرى خطوات إيجابية”، وذكرت أن موضوع التواجد الروسي على الساحل السوري نوقش خلال الاجتماع الوزاري، وأن بعض الوزراء تحدثوا عن ضرورة طرح شرط إنهاء النفوذ الروسي في سوريا للحوار مع السلطات السورية الجديدة.
ونوه إلى أن هذه الخطوات “الإيجابية” ليست إلا شروطا لبدء الحوار فقط، وهم على يقين بأن هيئة تحرير الشام وحكومة الإنقاذ لن تقبل بمثل هذا الابتزاز السياسي، خصوصًا وأن العقوبات الغربية كانت مفروضة على كيان النظام السابق، والقانون الدولي سوف يلزم الغرب عاجلاً أم آجلاً برفع العقوبات وانهاء هذا الحصار الاقتصادي.
وأكد أنه في سياق متصل تسعى تركيا للانفراد بغنيمة سقوط نظام الأسد بعيدًا عن الخطط الأوروبية والأمريكية المستقبلية لسوريا، فتارة يصرح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عن أمجاد وامتداد الإمبراطورية العثمانية الذي يشمل معظم المحافظات السورية، وتارة يحشد قواته على الحدود مع سوريا، لشن عملية عسكرية على مناطق سيطرة الفصائل الكردية المسلحة، المدعومة من قبل واشنطن، مهددًا البلاد بخوض حرب جديدة لا طائل لها.
وأشار إلى عدة نقاط محورية، أهمها أن الدور الغربي انتهازي في تعامله مع السلطات السورية الجديدة، مؤكدًا أن هذا الأمر تدركه المعارضة السورية بشكل جيد، ولهذا السبب تحديدًا أعطى زعيم هيئة تحرير الشام، أحمد الشرع، فرصة لروسيا لإعادة النظر في علاقتها بسوريا، ويواصل التعاون مع الأتراك الطامعين بسوريا بشكل كبير، ويمتنع عن القيام بأي تحرك ضد إسرائيل أو رفض التصريحات الأوروبية لمنع التصعيد من قبلهم، فهو يحاول الاحتفاظ بجميع الأوراق التي تضمن توازن القوى، وتمنع سقوط سوريا تحت هيمنة دولة معينة.
وألقى الضوء على مسألة التعاون مع روسيا، مشيرًا إلى أن موسكو منفتحة على مسألة إضفاء الشرعية على السلطات السورية الجديدة والتعاون معها، خصوصًا وأن الإدارة السورية الجديدة تعتبر بأمس الحاجة إليها في هذه المرحلة الحساسة، مضيفًا أنه من المهم للمعارضة أن تقطع علاقتها مع إيران، وتتعاون مع موسكو، الأمر الذي تسير وفقه بالفعل، وذلك لعدة أسباب، أولها: وجود قرار دولي غربي وعربي وإسرائيلي بإنهاء النفوذ الإيراني في المنطقة بشكل كامل، بعد حربي غزة والضربات التي تلقتها طهران في سوريا.
وتابع أن ثاني تلك الأسباب هو أن موسكو تعتبر حليف موثوق يمكن التعاون معه والاستفادة منه، فهي لم تحتل أراضي سورية وليس لها مطامع توسعية، كما أنها لم تسرق ثروات الشعب السوري من نفط وقمح كما فعلت واشنطن، ولم تحتل أراضي سورية وتدّمر قدرات الجيش السوري كما فعلت تركيا وإسرائيل.
واستطرد أن ثالث تلك الأسباب هو اعتبار روسيا دولة عظمى متقدمة ولديها أكثر من 100 موقع ونقطة عسكرية في سوريا ويمكن للحكومة المؤقتة الاستفادة من خبرات الروس في إعادة بناء الجيش السوري وفي صفقات السلاح خاصة بدل عدائها، وخاصة بعد أن دمّرت إسرائيل حليفة تركيا كل إمكانيات الجيش السوري، واحتلت أراضي سورية، كما يمكن الاستفادة من النفوذ الروسي استراتيجياً بالحفاظ على التوازن الدولي في سوريا خاصة بوجود دول ذات وزن كبير كواشنطن وتركيا وغيرهم.
اقرأ أيضا:
قريبًا.. أسامة كمال يعود لتقديم “مساء dmc”
توقعات حالة الطقس غدا السبت – بيان بالدرجات
خلال ساعات.. قطع المياه عن مناطق بالجيزة