07:30 م
السبت 18 يناير 2025
كتبت- داليا الظنيني:
أكد الدكتور شوقي علام، مفتي الديار المصرية السابق، أن إجابة السؤال الجوهري كيف نضبط الخطاب الدينى لمواجهة الإلحاد تطرح سؤال أخر هو: “من الذي سيتحدث باسم الإسلام؟”.
وأضاف مفتي الديار المصرية السابق، خلال حلقة برنامج “بيان للناس”، المذاع على قناة الناس، اليوم السبت، أن هذا سؤال حاسم في عملية التخصص وفي تشكيل الخطاب الديني الحقيقي، مشيرا إلى أن هناك عدة مؤسسات تعليمية قد تكون هي المصدر الرئيس لتمثيل الخطاب الديني، مثل الأزهر الشريف، وجامعة القرويين، وجامعة الزيتونة في تونس، وكذلك الجامعات العتيقة في السودان، لافتا إلى أن هذه الجامعات تشترك في قاسم مشترك مهم وهو الاهتمام بمراحل الإسناد المختلفة في التعليم، وهو ما يعد من أبرز معالم هذه المؤسسات.
وأشار إلى أنه من الضروري أن نتساءل: “من الذي درس هذا العلم؟” وعندما نبحث عن الإجابة سنجد أن من درس هذه العلوم كان شخصًا ضليعًا في مجاله، قد لا يكون مشهورًا بالقدر الذي يشتهر به البعض، لكنه كان ركنًا ركينًا في العملية التعليمية في وقته، مضيفا أن هؤلاء العلماء لم يقتصروا على تدريس القواعد العلمية فحسب، بل قدموا أيضًا درسًا في الأخلاق والتربية.
وأكد أن بعض المشايخ كانوا يربون تلاميذهم ليس فقط من خلال العلم، بل من خلال أفعالهم الصامتة، مشيرًا إلى أن التربية يمكن أن تكون أيضًا في النظرة أو في اللقاءات التي تتم بين الشيخ والتلميذ، وهي جزء أساسي في عملية نقل الميراث النبوي، وهذا النقل ليس مجرد نقل للمعرفة، بل نقل لنور إلهي يمر عبر مسارات مختلفة من جيل إلى جيل.
أشار إلى أن هذا النور الذي بدأ مع رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يمكن لأي مسلم أن يحوزه بشكل كامل كما كان عند النبي صلى الله عليه وسلم، وأن الإنسان يحصل على هذا النور بقدر تهذيبه وتربيته الذاتية، مؤكدًا أن الصحابة كانوا على مستويات مختلفة في تلقي هذا النور، وهذا ما يفسر التفاوت بينهم في فهم الأمور الدينية، مثلما كان الحال مع معاذ بن جبل وزيد بن ثابت رضي الله عنهما.
وأكد أن هذا النور الذي بدأ مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتم نقله عبر الأجيال، يظهر بوضوح في طريقة تلقي العلم والتعلم، مشيرا إلى أن الشيخ الشعراوي رحمه الله هو مثال حي على هذا النوع من النقل المعنوي، حيث يمكن للمرء أن يشعر بهذا النور ويستفيد منه أكثر عند الاستماع إليه مباشرة، مقارنة بقراءة كتبه، لافتا إلى أن هذا المعنى النوراني، المرتبط بالتعلم الديني، لا يظهر بوضوح عند قراءة الصحف أو الكتب المجردة، لأنه لا يمكن استشعار المعاني الحقيقية للنصوص إلا من خلال مجالس العلماء التي ورثها العلماء عن أئمة الأزهر والجامعات العلمية الأخرى. وأكد أن هذه المعاهد العلمية تمثل الركائز الأساسية في نقل الإسلام النوراني والمتوازن إلى العالم.
وأوضح أن اتباع المنهج العلمي الصحيح هو السبيل لضبط الخطاب الديني، وإذا تم ضبط الخطاب الديني بشكل صحيح، فإننا نكون قد استبعدنا أحد الأسباب التي تؤدي إلى ظاهرة الإلحاد أو التشويش الفكري في المجتمعات.
اقرأ أيضا..
السياحة تعلن رسميًا مواعيد الفتح الرسمية الجديدة للمتحف المصري الكبير
خناقة طالبات التجمع.. فصل 3 طالبات نهائيًا وقرارات جديدة من إدارة المدرسة