كتب : أحمد العش
03:38 م
28/12/2025
تعديل في 04:01 م
قال الإعلامي محمود سعد، إن الحديث عن كوكب الشرق أم كلثوم لا ينتهي، مؤكدًا أنه كلما تحدث عنها شعر أن هناك الكثير مما لم يحكى بعد وأنه في حاجة إلى الحديث عنها أكثر وأكثر.
وأوضح سعد، خلال فيديو نشره على قناته الرسمية على يوتيوب، أنه سبق أن سجل مقطعين عن أم كلثوم، لكنه شعر أن ما قدم لا يفي حقها، فقرر أن يقدم حديثًا خفيفًا وسريعًا يعكس جانبًا من عبقريتها الفنية.
وأشار إلى أن أم كلثوم كانت مثالًا للدقة الشديدة في العمل، مستشهدًا بما حدث في أغنية الأطلال، وأن النسخة المسجلة على الأسطوانة قبل الحفل بأيام تضمنت مطلعًا مختلفًا عن الذي استقر عليه النص النهائي، إذ تم تغيير المطلع من “أين أيام الهوى” إلى “لا تسل أين الهوى”، في دلالة على وعي فني عميق واختيار محسوب، رغم أن الأغنية كانت قد لحنت وسجلت بالفعل.
وأكد محمود سعد، أن هذا النوع من التغيير يعكس شخصية فنية تعمل بتركيز وانتباه بالغين، مشيرًا إلى أن إضافات أم كلثوم أثناء الغناء أمر معروف، لكن التدخل في بنية الأغنية نفسها بعد تسجيلها يكشف عن مستوى استثنائي من الحرفية.
وتطرق إلى قصة أغنية “اسأل روحك”، موضحًا أن الشاعر عبد الوهاب محمد عرضها في البداية على أم كلثوم، التي اقترحت منحها لأي ملحن، إلا أن عبد الوهاب محمد اشترط أن يلحنها محمد الموجي بنفسه، مفسرًا ذلك بارتباط الجزء الثاني من الأغنية معنويًا بأغنية “الصبر حدود”، وبالتحديد في تطور المعنى والتحول النفسي داخل النص.
وتحدث محمود سعد مطولًا عن أغنية “عودت عيني”، مستعرضًا الرواية المتداولة حول كتابتها، إذ كتبها الشاعر أحمد رامي، وقرأها في البداية لمحمد عبد الوهاب، الذي بدأ العمل عليها ثم تركها لعدة سنوات (3 سنوات تقريبًا)، وبعد ذلك قرأها رامي لأم كلثوم خلال لقاء دار بينهما مصادفةً، والتي بدورها تحمست لها وقررت تقديمها ما أدى لاحقًا إلى جدل صحفي حول أحقية غنائها لتلك الأغنية كما أنها اتهمت بسرقتها من عبد الوهاب، قبل أن يحسم الأمر باعتبار أن عبد الوهاب لم يقدم الأغنية لسنوات بعد تدخل الصحفي محمد التابعي لحل الأزمة بعد مكالمة أم كلثوم له.
وأعاد سعد، التوضيح أن أغنية “عودت عيني” تحمل خصوصية فنية ونصية مختلفة تمامًا عن غيرها من الأعمال، معتبرًا أنها الأغنية الوحيدة، بحسب معلوماته، التي تضم مذهبًا و4 كوبليهات، على عكس البناء التقليدي لأغاني أم كلثوم.
واستعرض معاني الأغنية، مشيرًا إلى أنها تصف مراحل متعددة من اللقاء، والغياب، والاشتياق، والعتاب، وصولًا إلى ذروة عاطفية تعبّر عن الرغبة في دوام القرب وعدم الفراق.
واختتم الإعلامي محمود سعد، حديثه بالتأكيد على أن عبقرية أم كلثوم لا تكمن فقط في صوتها، بل في اختياراتها الدقيقة، وفهمها العميق للنصوص، وقدرتها على تحويل الكلمات إلى تجربة إنسانية مكتملة، تجعل المستمع يشعر أن اليوم الذي يمر دون لقاء من يحب لا يحسب من العمر.
اقرأ أيضًا:
“محدش يشتريها”.. وزير الزراعة يحذر: أي لحوم تباع بأقل من 200 جنيه غير سليمة
70 طن مساعدات.. وزيرة التضامن تطلق قافلة مساعدات برية إلى السودان
استعدادًا للأمطار.. تنبيهات مشددة للمحافظات لمواجهة الطقس السيئ

