نما حلم مساعدة ضيوف الرحمن مع المتطوعتين سندس الدرويش ومنة جميل منذ الطفولة.
ومنذ سن مبكرة بدأتا تقديم المساعدة لمن يحتاجها، وشبتا كل من سندس ومنة على حب الخير وتقديم ما يمكن تقديمه إلى الناس من أشياء بسيطة.
ورت سندس مشوارها مع فعل الخير قائلة: “حلم الطفولة تحول إلى حقيقة وواقع معاش بعد التحاقي بكلية صحية، تسلّحت خلالها بالمهارات الأساسية لمساعدة المرضى، وهذا مكنني من تحقيق حلمي بمساعدة الآخرين.
وبدأت سندس في المجال التطوعي مع هيئة الهلال الأحمر السعودي في عام 2021م، وتطورت في العمل حتى أصبحت قائدة فريق، نعمل جميعًا جاهدين خصوصًا لمساعدة ضيوف الرحمن الذين يأتون من كل أصقاع الدنيا، وبعضهم تواجهه بعض الأعراض الصحية، لنهب بشكل مباشر لمساعدتهم وتقديم ما يلزم للتخفيف من آلامهم”.
وتتذكر طالبة التمريض سندس حالة إسعافية لحاج أصيب بآلام في صدره، ولم يكن يستطيع وصف أعراضه من شدة الألم، فقامت مع الفريق الطبي بالتعامل مع الحالة الإسعافية، وعمل كل ما تعلمته في مثل هذه الحالات، ومن ثم نقله إلى أقرب مستشفى، حيث كان تشخيصه عبارة عن بداية جلطة، فكتب لهذا الحاج الحياة بفضل من الله أولًا، ومن ثم بالإسعافات الأولية التي أجريت له.
ولم تكن المتطوعة الصحية منة جميل بدورها، تشعر بإحساس أجمل من مساعدة الناس والتخفيف من آلامهم، فتخصصت في المجال الصحي، وتطوعت مع هيئة الهلال الأحمر السعودي قبل نحو 4 أعوام؛ لخدمة ضيوف الرحمن، مما منحها ثقة كبيرة بنفسها، وطورها حتى أصبحت قائدة فريق، وتستذكر موقفًا أثر فيها كثيرًا، موقف حاجة كفيفة في الحرم المكي كانت تعاني وتتألم، فباشرت مع الفريق تقديم المساعدة الطبية التي تحتاج إليها، والحمد لله، تم علاجها.
وتروي منة جميل قصة مشوارها مع التطوع قائلة: طلبت المريضة الكفيفة أن أجلس أمامها، فوضعت يديها على وجهي، وكأنها تريد توصيل شكرها العميق وسعادتها؛ إثر ما قدمناه لها، فكانت رسالتها عظيمة نفتخر بها، وبكل ما نقدمه في هذا المجال التطوعي، رسالة اختزلت آلاف الكلمات، وهذا الإحساس الذي شعرت به، كان لا يوصف، وغمرتني سعادة كبيرة، وأسأل الله أن يجزي المتطوعين خير الجزاء نظير ما يقدمونه من أعمال عظيمة عمومًا، وخدمة لضيوف الرحمن خصوصًا”.