مازال “سوق القيصرية” بتاريخه وتصميمه المعماري القديم، وممراته الضيقة المسقوفة، وصفوف محاله، تأسر قلوب المتسوقين وعشاق التراث، حتى أصبح واحدًا من أشهر الأسواق الشعبية على مستوى الجزيرة العربية، وأبرز المعالم والوجهات السياحية.

ويحظى السوق الذي يقع في محافظة الأحساء وتحديدًا في وسط مدينة الهفوف بالجهة الغربية لحي الرفعة، بشعبية واسعة لدى سكان المنطقة ودول الخليج العربي، للتبضع وشراء المنتجات المتنوعة، خصوصًا السواح الأجانب الذين يمثلون مختلف جنسيات دول العالم، الذين يرون فيه معلمًا تراثيًا وسياحيًا، يقضون فيه أوقاتًا بين أجوائه وأزقته الرائعة، وكانت منظمة اليونسكو قد أدرجت السوق في قائمة مواقع التراث العالمي عام 2018، مما يدل على أهميته التاريخية والثقافية.

ويعود بناء سوق القيصرية التاريخي، لعام 1238هـ/1822م، بحسب ما ترويه بعض المصادر، فيما تبلغ مساحته 7 آلاف م2، ويحوي 14 بوابة دخول، ويضم ما يربو على 422 محلًا تجاريًا متوازية ضمن ممرات غير مسقوفة للاستفادة من إضاءة الشمس ودخول الهواء بشكل طبيعي، إذ يزين دكاكينه الخشب المنقوش بأبواب محاله، وممراته المضاءة بالفوانيس الكهربائية، وسقفه المغطى بالخشب المصبوغ، وجلوس الباعة في الزاوية الخارجية للمحل وإلى جوارهم بعض عينات البضائع الموجودة بداخل الدكان الصغير.

ويجد المتسوق بالقيصرية، حاجاته المتنوعة، من خلال دكاكين الملابس سواء كانت صيفية أو شتوية، والأقمشة بألوانها المتعددة، والعباءات والبشوت بتفاصيلها، والمستلزمات الرجالية والنسائية، والحقائب، إضافة إلى المواد الغذائية، والأواني، والذهب، فيما توجد ساحة للحرف اليدوية التي تشتهر بها المحافظة، والمشغولات اليدوية، وغيرها، كما يمزج الباعة في أدواتهم ومشغولاتهم المعروضة بين الحاضر والماضي.

ولسوق القيصرية بعدًا اقتصاديًا حيويًا، لما تحمله الأحساء من دور تاريخي وتراثي وثقافي وحراك اقتصادي في مختلف المجالات والصناعات والمنتجات المتنوعة، حيث تزخر الأحساء بالمواقع التراثية والتاريخية، التي شيدت منذ آلاف السنين، وأبرز المواقع تشتهر بها الأحساء الأحياء القديمة، والقصور، والأبراج، والمساجد، والأسواق الشعبية.

شاركها.
اترك تعليقاً

2025 © الإمارات اليوم. جميع حقوق النشر محفوظة.
Exit mobile version