أعلن معالي المستشار تركي بن عبدالمحسن آل الشيخ، رئيس الهيئة العامة للترفيه، عبر حسابه الرسمي في منصة X (تويتر سابقًا)، عن حدث تاريخي بارز سيُقام يوم غد الأربعاء، الموافق 16 أكتوبر 2024م. ويتعلق الحدث بتدشين المجموعة الكاملة لأعمال المؤرخ الكبير إبراهيم بن عيسى، أحد أعلام التاريخ في الجزيرة العربية. وأكد معاليه في تغريدته أن هذا اليوم سيكون “يوم التاريخ ويوم المؤرخين”، مشيرًا إلى أن نخبة من المؤرخين والباحثين وعشاق التاريخ ينتظرون هذا التدشين في دارة الملك عبدالعزيز، وسط احتفاء يضم أبرز الشخصيات المهتمة بالتاريخ.

وقال آل الشيخ عبر حسابه في منصة X: “يوم غد الاربعاء أستطيع اسميه يوم التاريخ ويوم المؤرخين ،، خبراء هذا الفن وعشاقه وسائر المهتمين به ينتظرون المجموعة الكاملة لواحد من اشهر وأبرز المؤرخين وهو العلامة المؤرخ الشهير إبراهيم بن عيسى والتي ستدشن في دارة الملك عبدالعزيز وسط احتفائية نخبوية تضم فرسان التاريخ”.

نبذة عن المؤرخ إبراهيم بن عيسى

وُلد إبراهيم بن صالح بن عيسى في بلدة أشيقر عام 1270هـ (1854م) في زمن اتسم بعدم الاستقرار وكثرة الحروب، مما دفعه إلى البحث عن العلم والمعرفة. بدأ اهتمامه بعشيرته آل عيسى مبكرًا، حيث كان يتواصل مع أفراد عشيرته ويوثق أخبارهم. علاقته بالدولة السعودية كانت وثيقة، حيث كلّفه الملك عبدالعزيز رحمه الله بتدوين تاريخ الدولة السعودية من حيث انتهى المؤرخ عثمان بن بشر. وقد عمل ابن عيسى على هذا المشروع بكل تفانٍ ودقة رغم الظروف الصعبة التي كانت سائدة في تلك الفترة، بما في ذلك ضعف وسائل الاتصال والإعلام.

كان ابن عيسى عالمًا موسوعيًا، فقد تتلمذ على يد عدد من العلماء البارزين مثل قاضي شقراء الشيخ عبدالله بن علي بن عيسى، وأمير بهوبال الهند الشيخ صديق حسن خان، وأمير الأحساء الشيخ عيسى بن عكاس. ورغم عروض متعددة لتولي منصب قاضي عنيزة، إلا أنه رفض مرتين، مفضلًا التفرغ للعلم والتأليف. كان ابن عيسى مشهورًا بحب العلم ونسخ الكتب والمخطوطات، كما كان يحرص على اقتناء الكتب النادرة.

أبرز مؤلفاته:

  • عقد الدرر فيما وقع في نجد من الحوادث: الذي يُعد من أهم أعماله، ويتناول فيه توثيقًا للأحداث التاريخية في نجد خلال القرن الثالث عشر الهجري.

  • تاريخ بعض الحوادث الواقعة في نجد: يوثق فيه أبرز الحوادث التي شهدتها المنطقة.

وله أيضًا عدد كبير من المجاميع التي دوّن فيها ما شاهده وسمعه في مواضيع متنوعة كالتاريخ والجغرافيا والأنساب.

انتقل ابن عيسى إلى عنيزة عام 1342هـ، حيث واصل نشاطه العلمي إلى أن توفي فيها عام 1343هـ. بعد وفاته، تفرقت مخطوطاته بين عدة مكتبات، لكن دارة الملك عبدالعزيز بذلت جهودًا كبيرة لجمع ما يمكن جمعه من إرثه العلمي، وحققت إنجازًا فريدًا عبر ضم عدد كبير من مخطوطاته إلى مكتبتها. وتخطط الدارة لإصدار موسوعة شاملة عن حياته وأعماله، تعكس تأثيره العميق في توثيق تاريخ الجزيرة العربية.

هذا الحدث الهام يعكس تقدير المملكة لجهود ابن عيسى، ويُعد فرصة للباحثين والمهتمين بالتاريخ للاطلاع على هذا الإرث القيم الذي تركه لنا.

شاركها.
اترك تعليقاً

2024 © الإمارات اليوم. جميع حقوق النشر محفوظة.
Exit mobile version