بأطباق تراثية تعكس أصالة المنطقة وارتباط أهلها بموروثها الثقافي، تتزين موائد الإفطار في منطقة الباحة خلال شهر رمضان، وتبرز “الخبزة المقناة” نجمة للسفرة لا غنى عنها في هذا الشهر الفضيل، واختارتها هيئة الطهي طبقًا رئيسيًا يمثل الباحة، يحمل في طياته قصة تراثية ونكهة فريدة تجمع بين البساطة والكرم.
وتُعد “الخبزة المقناة” من أشهر الأكلات الشعبية في الباحة، وتبدأ رحلتها من عجينة بسيطة تُصنع من دقيق القمح الممزوج بالماء، ويتم تُشكل العجينة بعناية، وتُوضع على صخرة رقيقة تُسخن بنار الحطب، وتُغطى بعد ذلك بـ”المشهف”، وهو إناء مصنوع من الفخار أو الحديد الرقيق، وتُدفن تحت الرماد والجمر، وتُترك على نار هادئة حتى تنضج، وتخرج بقوامها المميز ورائحتها الشهية التي تملأ الأجواء، وفي تقليد يعكس كرم الضيافة، يتنافس أهالي الباحة في إعداد أكبر خبزة تُقدم للضيوف كرمز للسخاء والترحيب.
ومع شهر رمضان، تتحول “الخبزة المقناة” إلى عنصر أساسي على سفرة الإفطار، إلى جانب أطباق شعبية أخرى مثل العصيدة والحنيذ، وهذه الأطباق لا تُقدم فقط لإشباع الجوع، بل تحمل معها ذكريات الأجداد وروح المجتمع الذي يحرص على الحفاظ على عاداته، مما يضفي تنوعًا يرضي جميع الأذواق.
وقال رمضان بن محمد الزهراني، إن “الخبزة المقناة” ليست مجرد طعام، بل جزء لا يتجزأ من هويتنا وذاكرتنا، واُختِيرت بصفتها طبقًا رئيسيًا للمنطقة ليعكس تمسكنا بتراثنا، ويعتمد إعدادها على المحاصيل الزراعية المحلية، كون المنطقة تُعد من المناطق الزراعية الخصبة، المشهورة بكثرة مدرجاتها الخضراء، التي تجعلها من أهم سلال الغذاء في المملكة، والمصدر الأساسي لغذاء سكانها.
