عبدالهادي العجمي

34 عاما مرت على ذكرى الغزو العراقي الغاشم على بلادنا الحبيبة الكويت، وعلى الرغم من مرور أكثر من 3 عقود عليه، لكن ما زالت هناك مضغة في القلب تتألم لما مرّ به وطننا الغالي، وما زال العقل يذكر مدى قوة وبسالة رجالنا الأحرار خصوصا أفراد الجيش بجميع قواته البرية والبحرية والجوية، وما زالت الذاكرة تفيض بتضحيات أبناء الكويت الذين قدموا أغلى ما لديهم حتى يستعيد الوطن كرامته وحريته، فتضحياتهم أورثتنا الكثير من الفخر والعزة، وكتبوا لنا كتابا مضيئا لا تختفي كلماته ولا يمكن أن يخفت بريقه، ورسموا لنا الطريق أمام المستقبل وجعلوا العزة والكرامة رفيقا لنا بين أجيال الكويت المتعاقبة.

الشرارة الأولى

ومع استحضار المشهد الملحمي للحظات الأولى التي غزت فيها القوات العراقية أرض الكويت، نلاحظ تسابق أبطالنا البواسل في الدفاع عنها والحفاظ عليها من هذا الاعتداء، ففي الثاني من أغسطس عام 1990 اندلعت الشرارة الأولى لحرب كتب الله لنا فيها الانتصار، فحينما اجتاحت القوات العراقية أرض الكويت وبدأ الاشتباك بين رجال الجيش وقوات العدو والذي كان يفوق عدد جيشنا بأعداد كثيرة، فبلغ عدد الجيش وقتها نحو 16 ألفا بينما كان عدد جيش العدو 100 ألف مسلحين بنحو 300 دبابة، وبالرغم من التفاوت بين قوى الجيش، إلا أن رجال الكويت دافعوا بكل بسالة وجسارة عن وطنهم، لتكون منطقة وسط مدينة الكويت شاهدة على عظمة هؤلاء الرجال الأحرار وما قدموه من تضحيات.

المطامع العراقية

وقد سبقت نفير الحرب محاولات قوية وشجاعة من الجانب الكويتي للحفاظ على مكتسباته الاقتصادية وحماية أرضه وحقوق شعبه خاصة حينما اتهم العراق الكويت بحفر آبار النفط على أراضيه، هذا إلى جانب الاتهامات الباطلة التي وجهها لنا العراق بأن الكويت تحاول إغراق السوق بالنفط، وبالإضافة إلى استخراج النفط من حقل الرميلة، وهذا ما نفته الكويت جملة وتفصيلا، وبالرغم من أن المساعي الديبلوماسية الكويتية كان لا يستهان بها، إلا أن المطامع العراقية توصلت إلى إشعال فتيل الحرب لتصنع نقطة سوداء في تاريخه، فلن ينسى التاريخ حينما غدرت قيادة العراق بجارتها الكويت، ولم تراع الروابط العربية والقومية والإسلامية التي تربط بين البلدين، فتخلى الطاغية صدام حسين عن وعوده بعدم اجتياح الكويت، وغدر بالجميع ولم يتمسك بالأعراف أو الأخلاقيات، فقتل الرجال والنساء والأطفال، وحرق الآبار وأعدم وأسر الكثيرين من أبناء وبنات الكويت من دون أي شفقة أو هوادة.

دور حاسم وقوي

والحقيقة أنه بالرغم من الدعم الدولي الذي تلقته الكويت في هذه الحرب، إلا أنه كان لرجال جيش الكويت دور حاسم وقوي منذ الساعات الأولى للغزو، فمنذ بداية الحرب كان هناك ثبات على الأمر وعزيمة في المضي قدما نحو الانتصار وتحرير الكويت، ولما لا يحدث هذا، فالجيش الكويتي يمتلك تاريخا مشرفا من البطولات الكبرى فقد شارك رجاله في حرب السادس من أكتوبر من عام 1973، حيث أرسل الجيش الكويتي عددا من طائرات الهوكر هنتر إلى مصر، وأرسلت لواء الجهراء إلى الجبهة السورية، ومازالت قبور أجدادنا الشهداء في مصر شاهدا على عظمة جيشنا، وكان أبطال جيشنا في مقدمة القوات العربية والدولية المشاركة بحرب تحرير الكويت من براثن الغزاة وكانوا أول من دخلوا البلاد لتطهيرها من المحتلين الذين تركوا آثارا من الدمار طالت معظم المرافق والأماكن المدنية والعسكرية.

شهداؤنا وسيرة مشرفة

وبعد أن انتهت الحرب ورحلت ويلاتها، فزنا بـ 1342 شهيدا سبقونا إلى الجنة، وتركوا لنا سيرة مشرفة وسراجا منيرا يضيء لنا الطريق حتى تمضي الأجيال الجديدة على أثرهم محافظين على أمانة الوطن وصون حريته، ولتبقى الكويت حرة عزيزة في ظل قيادتها الحكيمة وعلى رأسها صاحب السمو الأمير الشيخ مشعل الأحمد وسمو ولي العهد الشيخ صباح الخالد وسمو رئيس الوزراء الشيخ أحمد العبدالله، وبتضحيات وإخلاص جميع أبنائها من رجال الجيش بجميع تخصصاتهم ومجالاتهم العسكرية.

شاركها.
اترك تعليقاً

2024 © الإمارات اليوم. جميع حقوق النشر محفوظة.
Exit mobile version