قالت خبيرة علم الحشرات والأستاذة المساعدة بقسم العلوم في الهيئة العامة للتعليم التطبيقي د.جنان الحربي إن فاعلية العلاج ببول الإبل مشروطة بظروف معينة قد لا تكون متاحة في الوقت الراهن.

وأوضحت الحربي، في تصريح لـ «الأنباء»، أن العلاج بالبول، الذي يعرف أيضا باسم «يوروثيرابي»، يعتبر أحد أشكال الطب البديل التقليدي، مشيرة إلى أن استخدام بول الإبل كعلاج للأمراض أثار نقاشات واسعة في الأوساط العلمية والشعبية على مستوى العالم، وقد اختلفت الآراء والمعتقدات بشأن فاعليته في مواجهة الأمراض المستعصية والمزمنة، خاصة أنه يستند إلى حديث نبوي، حيث يعتقد العديد من الناس أن لهذا السائل فوائد طبية متعددة، تشمل معالجة مشاكل الجهاز الهضمي والسكري والأمراض الجلدية وبعض أنواع السرطانات، ويستهلك بعض الأفراد نحو 100 مل من مزيج البول مع الحليب يوميا كإجراء وقائي ضد الأمراض، وفي بعض الحالات كشامبو لتعزيز نمو الشعر أو تتم إضافة الزيوت الطبيعية والأعشاب إلى هذا الخليط لإنتاج زيت بول الإبل، الذي يستخدم كمرهم لتخفيف آلام المفاصل.

وأضافت: أكد الباحثون أن الرواية المذكورة في الحديث لم تحدد نوع المرض الذي سبب ألم البطن، كما لم تتم الإشارة إلى نوع الإبل. وبالتالي، فإن فاعلية هذا العلاج تظل مشروطة بظروف معينة قد لا تكون متاحة في الوقت الراهن، وعلى الرغم من وجود العديد من الدراسات العلمية التي تشير إلى أن بول الإبل يحتوي على مجموعة من المضادات البكتيرية والفيروسية التي قد تكون ذات فائدة في معالجة الأمراض الفطرية الجلدية لدى الإنسان والنبات، إلا أن الأبحاث المتعلقة بالخصائص العلاجية لبول الإبل لا تزال غير كافية لتأكيد هذه الفوائد بشكل قاطع، حيث تظل هذه النتائج في إطار التجارب المخبرية وأغلبها استهدفت الخلايا الحيوانية.

وتابعت الحربي: فيما يتعلق بعلاج السرطان، توصلت إحدى الباحثات في دولة خليجية عام 2013 إلى أن استخدام مركب بول الجمل المجفف بالتجميد، عند تناوله بجرعات محددة داخل كبسولات، قد يسهم في إبطاء نمو خلايا السرطان. ومع ذلك، لم يتم اعتماد هذا العلاج من قبل هيئة الغذاء والدواء وشركات الأدوية، كما أظهرت دراسة أخرى أن جميع مرضى السرطان الذين تناولوا 60 مل يوميا من مزيج بول الإبل وحليبه، لفترات تتراوح بين عدة أيام وستة أشهر، لم يلاحظوا أي فوائد سريرية، بينما أصيب مريضان بحمى المالطية.

وبينت أن شرب بول الإبل قد يسفر عن إدخال بكتيريا وسموم ومواد ضارة أخرى إلى مجرى الدم، حيث إنه يعتبر من الفضلات وبقايا عمليات الأيض، مما قد يسبب أضرارا لوظائف الكلى والكبد لدى الإنسان بدلا من أن يكون علاجا لهما. علاوة على ذلك، نظرا لارتفاع مستويات التلوث في السنوات الأخيرة، فإن هناك احتمالا كبيرا أن تتغذى الإبل على نباتات صحراوية سامة وملوثة، مما قد تنتقل تلك السموم إلى الإنسان، مشيرة إلى تحذير عدد من الأطباء الكويتيين العاملين في مراكز علاج الأورام من استهلاك هذا المزيج، خصوصا لمرضى السرطان، حيث إنه يعتبر ضارا ولا يسهم في علاج هذا المرض، بل قد يسهم في تفاقم مشاكل صحية أخرى. وأكدوا على ضرورة الالتزام بالعلاجات التي يصفها المتخصصون.

واستطردت: من جهة أخرى، أصدرت منظمة الصحة العالمية عدة تحذيرات بشأن استخدام بول الإبل وحليبه ولحمه، حيث كان للإبل دور كبير في تفشي متلازمة الشرق الأوسط التنفسية فيروس كورونا MERS-CoV، لذا نصحت المنظمة باستخدام اللحوم والحليب المعالجين بشكل جيد ومن مصادر موثوقة فقط. وأضافت: لا شك أن بول الإبل يحتوي على مكونات عضوية وكيميائية معروفة، إلا أن هناك أنواعا أخرى من الأبوال، مثل بول البقر، التي قد تمتلك خصائص حيوية تفوق تلك الموجودة في بول الإبل. ولتأكيد فاعلية وسلامة استخدام بول الجمل أو بول الحيوانات الأخرى في العلاجات، يتطلب الأمر إجراء المزيد من الأبحاث والدراسات السريرية. فحتى الآن، لا توجد جرعة علمية موحدة ومعترف بها عالميا لبول الإبل في معالجة الأمراض، كما أن طرق تحضيره واستخدامه تختلف من بلد إلى آخر.

وختمت الحربي تصريحها بالقول: لذلك، من الضروري وصف التركيب الكيميائي للمادة الفعالة في البول واستخلاصها، والحصول على التوثيق الدوائي كعلاج بدلا من الاعتماد على استهلاك البول الخام، لما قد يترتب على ذلك من آثار سلبية على صحة الأفراد.

شاركها.
اترك تعليقاً

2024 © الإمارات اليوم. جميع حقوق النشر محفوظة.
Exit mobile version