أسامة دياب
أعربت ممثلة المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في الكويت نسرين الربيعان عن تقديرها العميق لوسائل الإعلام الكويتية، مؤكدة أن الجهاز الإعلامي في البلاد يعد «أحد أكثر الشركاء ثباتا وصدقا وقربا من المفوضية»، مبينة أن اللقاء السنوي مع الصحافيين ليس إلا «تعبيرا بسيطا عن الامتنان لكل من ساند المفوضية طوال السنوات الماضية».
وقالت الربيعان في تصريحات خلال اللقاء السنوي مع ممثلي الصحافة المحلية بحضور فريق مكتب المفوضية أول من أمس إن عام 2024 كان من أكثر الأعوام صعوبة على منظومة الأمم المتحدة، بفعل تزايد التحديات وارتفاع الاحتياجات الإنسانية مقابل انخفاض التمويل، الأمر الذي انعكس مباشرة على عمليات المفوضية في مناطق الأزمات وأن مكتب الكويت فقد خمسة من كوادره المتميزة بسبب ضغوط العمل والتمويل، «ورغم سعادتنا بمساراتهم الجديدة فإن غيابهم كان مؤلما».
وأكدت أن العالم يواجه ما وصفته بـ «الكوكتيل القاتل»: احتياجات إنسانية متصاعدة، ونزاعات ممتدة، وأزمات لجوء جديدة، يقابلها تراجع غير مسبوق في التمويل الدولي، ما يزيد العبء على وكالات الأمم المتحدة، مشددة على أن الكويت أثبتت في 2024 أنها «شريك ثابت ووفي للمفوضية»، لافتة إلى انعقاد أول «حوار استراتيجي» بين الجانبين بقيادة نائب المفوض السامي ونائب وزير الخارجية، بما يؤسس لشراكة طويلة المدى أكثر تنظيما وفاعلية.
وكشفت عن دعم الكويت هذا العام لبرامج المفوضية في اليمن، إضافة إلى الاستجابة الطارئة للأزمة السودانية، وتوقيع اتفاقيات جديدة لدعم اللاجئين والنازحين في السودان وتشاد، كما أسهم القطاع الخاص في الكويت في دعم حملات المفوضية لصالح الروهينغا واللاجئين السوريين في لبنان بالشراكة مع «مؤسسة تين ميديا».
وبينت أن «الكويت، بكل قطاعاتها الحكومية والأهلية والإعلامية، لم تتخل يوما عن دعم العمل الإنساني»، موضحة أنها عقدت اجتماعا مطولا مع وزير الإعلام والثقافة ووزير الدولة لشؤون الشباب عبدالرحمن المطيري، جرى خلاله تمديد وقت اللقاء لبحث آفاق تعاون إعلامي موسع في 2025، مؤكدة أن «العام المقبل سيشهد مبادرات مبتكرة لعرض قصص اللاجئين واحتياجاتهم بطرق إبداعية، وبشراكات إعلامية محلية تشمل مؤسسات وصحافيين ومؤثرين».
وأضافت أنها ستطلق في مطلع 2025 مبادرات جديدة للقطاع الخاص، منها مبادرة لتكريم «دور المرأة في العمل الخيري والإنساني»، إضافة إلى إنتاج مواد تسرد قصص العطاء الإنساني الكويتي بعيون الكويتيين أنفسهم.
وبشأن دعم الكويت للمفوضية، أكدت أن «الكويت ضاعفت مساهمتها الحكومية عبر الصندوق الكويتي للتنمية مقارنة بالسنوات السابقة»، مشيرة إلى أن عام 2025 سيشهد للمرة الأولى دعما موجها للسودان، إضافة إلى اتفاقيات جديدة في اليمن وتشاد، فيما شهد العام الماضي أول مساهمة كويتية لدعم لاجئي الروهينغا في بنغلاديش، كما وصفت مساهمات القطاع الخاص في الكويت بأنها «مشجعة ومؤثرة».
وفي ردها على سؤال حول توقعات أعداد اللاجئين العام المقبل، قالت إن الأرقام مرشحة للارتفاع إلى أكثر من 136 مليون لاجئ ونازح حول العالم، مع استمرار الأزمات في سورية والسودان وبنغلاديش وعدد من دول أفريقيا، مؤكدة التزام المفوضية بدعم «العودة الطوعية الآمنة والكريمة» للسوريين متى توافرت الظروف.

