• صالات الذبح تتحول إلى خلية نحل خلال أيام العيد واللجان الخيرية أكثر تنظيماً في عملها عبر الموكلين
  • يتم فحص الرأس قبل الذبح وبعده للتأكد من سلامة اللحوم ويتم تعويض صاحبها حال إتلافها

حنان عبد المعبود

تقدم رئيس قسم مسالخ المواشي في إدارة المسالخ في الهيئة العامة للغذاء والتغذية محمد السالم بالتهنئة إلى الشعب الكويتي بعيد الأضحى المبارك مؤكدا حرص الهيئة على الأمن الغذائي وتشديد الرقابة بشكل عام على الشروط المتبعة في المسلخ، ونصح المضحين بضرورة التزام قواعد الأمن والسلامة بذبح الأضاحي داخل المسالخ وعدم اللجوء للقصابين المتجولين لافتقارهم إلى الخبرة والتأهيل لفحص الأضحية والتأكد من سلامتها لتناولها، وفيما يلي تفاصيل اللقاء الذي اختص به السالم «الأنباء»:

هل تتوقع أن يكون عدد الذبائح خلال هذه الفترة أكثر من العام الماضي؟

٭ لا أعتقد أنها ستكون أكثر، حيث ميزان العمل بالكويت من خلال الشركات الحكومية، فإن كانت هناك احدى الشركات مثلا المختصة بالدواجن والتي تبلغ نسبة الحكومة فيها 40% تقريبا، فإذا ما حدث بها خلل ما فإن منظومة الدواجن بالكويت بأكملها يصبح بها خلل، ويقاس هذا الأمر على كل شيء.

وأتوقع هذا العام أن العدد سيكون أقل من العام الماضي، ويعود السبب في ذلك إلى شح الاستيراد، فعادة يتم استيراد كميات كبيرة من الأغنام والأبقار خلال موسم الأضحى، لافتا إلى أنه بالرغم من كونه ليس جهة مسؤولة عن الاستيراد وليس لديه أرقام، ولكن الملاحظ أن الشركات مقلة بشكل كبير في الذبح وقد يكون هذا بسبب قرب العيد، مؤكدا أنه من الصعب جدا اتباع هذا النمط في الإمساك في الذبح في ظل الظروف الجوية القاسية، لأن الأغنام تتعب، مؤكدا على ملاحظة شح الذبح خلال هذه الفترة، خاصة أن الأسعار مستقرة ولم تزدد، كما لاحظنا خلال الشهر الماضي أن كميات الأغنام التي يتم ذبحها في المسالخ بسيطة، ونأمل أن تزداد وقت العيد وتلبي حاجة المضحين، وعادة خلال الفترة التي تسبق العيد بأيام تشهد ركودا شديدا في الذبح، حيث إن الجميع يستعدون للأضاحي، وفي العيد تكون ذبائح الأضاحي للتضحية وأيضا للأكل.

هل هناك اختلاف في المسلخ هذا العام عن سابقه؟

٭ هذا العام لم يختلف المسلخ عن سابقه، ولكنه اختلف كثيرا عن الأسبق، حيث إن عام 2022 شهد الانفتاح بعد إغلاقات وباء «كورونا»، والآن الوضع طبيعي، وقد لاحظنا خلال عام 2023، وهذا العام أيضا أن الكثيرين يذبحون أضاحي خارج الكويت، وبعض اللجان الخيرية يحجزون مثلا 100 أضحية أول أيام العيد ويوكلون شخصا معينا للذبح، وهو تنظيميا أفضل لنا على خلاف رأس برأس وكذلك من ناحية الفحص، وهو ما حدث العام الماضي وكان بالفعل التنظيم ممتازا، وكذلك وجود التعاون من جانب اللجان الخيرية والموكلين، حيث ساهم ذلك كثيرا في ترتيب العمل الذي كان أشبه بخلية النحل، وكل شخص يقوم بدوره بدءا من وصول الأضحية حتى تسليمها لصاحبها.

مسالخ متطورة

ماذا تتمنى أن يطبق في المسلخ مستقبلا؟

٭ بالطبع هناك تفاوت بين المسالخ في الكويت، فهناك مسالخ عادية وأخرى متطورة، ولهذا أتمنى أن تكون جميع مسالخ الكويت متطورة وأن تعمل بالنظام الآلي، والمقصود هنا ليس الذبح الآلي، لأن الذبح لا بد أن يكون على يد شخص مسلم ومقابل القبلة، والمقصود بالآلي مرحلة ما بعد الذبح، حيث توفر جهدا كبيرا من جانب الفحص، والتأكد من سلامة اللحوم الحمراء مما يوفر الكثير من الوقت إضافة للدقة، على خلاف بعض المسالخ التي تكون العملية بأكملها يدوية، حيث يضطر المفتش والطبيب البيطري للانتظار حتى ينتهي الجزار ويفحصها.هل يتم فحص الذبيحة قبل الذبح وبعد الذبح؟

٭ دورنا كهيئة الغذاء فحص الذبيحة قبل وبعد الذبح لتكون آمنة من ناحية السلامة الصحية، حيث قبل الذبح يجب التأكد من أنها سليمة وليس فيها أمراض، وأنها من الناحية الحيوية مؤهلة للذبح، حتى وإن كان يظهر عليها التعب، فطالما أن صاحب الأضحية قد سلمها وقام بفحصها تمهيدا للذبح فيجب ذبحها، لأن الفحص المبدئي قبل الذبح يعطيني مؤشرا مبدئيا على أنه قد يتم إتلافها بعد الذبح، إذ بعد الذبح يكون فحص اللحوم أكثر دقة، خاصة أن الأجواء القاسية تجعل الذبيحة التي سيتم ذبحها تبدو متعبة، وبعد الذبح يتم الفحص جيدا والتأكد من أنها لا تعاني من ديدان أو غيرها، وبالتالي يتم إتلافها.

وحاليا هناك أمراض جديدة يجهلها المستهلك، وهو دور الهيئة في إجراء الفحص اللازم سواء من حيث سلامة الذبيحة ووجود ديدان شريطية أو غيرها مما يؤثر على صحة المستهلك حال تسلمها، ولا بد أن يكون لدى المواطن الوعي الكافي، وألا يلجأ إلى الذبح العشوائي، وكلنا نعلم أن هذا من السُنة أن يذبح الشخص بنفسه، ولكن تغير الوضع في وقتنا الحاضر مع استحداث أمراض جديدة يجهلها القصاب العادي ويجهل كيفية اكتشافها، وكل ما يريده هو أن يذبح وينهي عمله، وبالتالي تؤول على المستهلك تسلم الذبيحة التي قد تكون فاسدة أو غير صالحة للاستهلاك الآدمي ومليئة بالأمراض، مما يؤثر على صحته وصحة بيته، ولهذا أتمنى أن يكون لدى المواطن هذا الوعي، فالأضاحي يمكن ذبحها لثلاثة أيام، بينما المشكلة أن المضحي يريد التحلل في أول ساعة، وهو ما يريده كل العالم.

تعاون الأهالي

هل هناك بعض الأهالي يبدون رغبتهم في النحر بأيديهم؟ وكيف تتعاطون معهم في هذا الصدد؟

٭ للأسف هذا يحدث كثيرا إلى الآن، وهو ما نواجه صعوبة معه، مما يضطرنا إلى استدعاء بعض رجال الأمن لمساعدتنا في هذا الأمر، خصوصا أول أيام العيد، لأن عملنا يكون داخل صالات الذبح، وفي بعض الأحيان بعض المواطنين يتدافعون للدخول بالقوة فنضطر إلى تدخل الأمن، لأن وجوده غير صحي له ولنا، حيث يكون معرضا لإصابات فيزيائية ومرضية، ولأن العاملين داخل الصالة مهيأون لعملهم، ويتعاطون معه بشكل دقيق بينما تدخل الأهالي يعوق العمل. وقد جهزنا القوة الأمنية ونزل تعميم إلى جميع مستثمري المسالخ والتي تعمل جميعها بنظام B.O.T وهي تحت رقابتنا، وقد وجهناهم بضرورة التنظيم لمنع الازدحام، ووضع بعض الشروط، منها أن الذبيحة لا تسلم مقطعة، حيث تقطع بحد أقصى إلى 6 قطع من أجل تسريع عملية الذبح.

كيف تستعدون لحلول عيد الأضحى؟ وما تجهيزاتكم له؟

٭ كإدارة مسالخ المواشي قمنا بدمج النوبات الثلاث التي تعمل على مدار 24 ساعة لسد أكبر عدد ممكن من فحص الأضاحي، وسيبدأ العمل من بعد صلاة العيد حتى المساء وبعدها تعقم الصالات، وإن كان هناك ذبح تجاري فسيتم بعد ذلك، وفي هذا الحالة فإن دمج النوبات يوفر أكبر عدد ممكن من المفتشين والأطباء البيطريين.

صالات متعددة

وماذا عن الماكينات المختصة بتجهيز الأضاحي من حيث العدد والأحجام؟

٭ إذا ما تحدثنا عن مسلخ «الري» الذي نتواجد به حاليا، فإنه يضم ثلاث صالات للذبح، واحدة مخصصة للأهالي، وصالة للذبح الآلي التجاري والثالثة لذبح المواشي الكبيرة، وكلها ستعمل باستمرار خلال أيام العيد، والأهالي لهم صالتهم لذبح أضاحيهم، واللجان الخيرية ستكون في صالة الذبح التجاري، لأن كمياتها كبيرة، والعجول والجمال في صالة الماشية الكبيرة.

هل الأجهزة في الصالات واحدة، أم تختلف من صالة لأخرى؟

٭ الأجهزة ثابتة، ولكن في صالة الأهالي أغلب التجهيزات تكون يدوية، بينما في الصالات الأخرى التجارية فنضطر بعد عملية النحر لأن يتم السلخ وتفريغ الأحشاء آليا بسبب ارتفاع أعداد الذبائح بها، ويأتي دورنا بالفحص من جانب الأطباء للتأكد من سلامة اللحوم.

كم يبلغ العدد التقريبي للذبائح خلال أيام العيد؟

٭ عادة تتفاوت الأعداد من مسلخ إلى آخر، ولكن إجمالي المسالخ عادة تصل تقريبا إلى 40 ألف أضحية، وطاقة المسلخ الذي نتواجد به حاليا تصل إلى 18 ألف رأس في اليوم، والمتوقع أن يتراوح عدد الأضاحي في اليوم بين 8 و10 آلاف رأس خلال أيام العيد.

سلخ آلي و3 مواسم

ماذا تتمنى أن يطبق بالمسالخ مستقبلا؟ وما أهم المواسم لديكم؟

٭ أتمنى أن تكون جميع مسالخ الكويت والتي تعمل بنظام B.O.T متطورة، وأن تعمل بنظام «السلخ الآلي» لتسهيل عملية الفحص مما يؤثر على جودة اللحوم، وأيضا على سرعة العمل والتسهيل على المواطنين وتحقيق أكبر نسب من الإنجاز.

ولدينا 3 مواسم أساسية هي عيد الأضحى، واستقبال شهر رمضان، وموسم «المحرم»، حيث تكثر الذبائح بكميات كبيرة، بينما باقي الشهور تشهد ركودا بعض الشيء، خاصة شهور الصيف مع موسم السفر، وصادف خلال السنوات الخمس الأخيرة أن عيد الأضحى يأتي بالصيف الذي عادة تكون الذبائح به قليلة، ولكن أيام العيد رفعتها بعض الشيء، وبعد انقضاء أيام عيد الأضحى يعود الركود الصيفي مرة أخرى حتى يبدأ موسم العودة للمدارس حيث ينتهي موسم السفر.

كلمة أخيرة للمضحين خلال أيام العيد.

٭ أنصحهم بالتوجه إلى المسالخ وعدم اللجوء إلى الذبح العشوائي أو الجزارين الجائلين، مما يؤثر سلبا على صحتهم وسلامتهم، لأن الجزار الجائل يفتقر إلى أهم نقطة، وهي عملية التزكية الصحيحة تحت إشراف الجهات الرقابية، بالإضافة إلى فحص الذبيحة والتأكد من خلوها من أي أمراض، حيث انتشرت في هذا الزمان العديد من الأمراض، ولابد من فحصها من قبل شخص مختص.

وتم إعداد كراتين مخصصة للأضاحي استعدادا للعيد، وتم اشتراط أن تغلف، وألا تكون مكشوفة حتى لا تتلوث قبل بلوغ العيد.

شاركها.
اترك تعليقاً

2024 © الإمارات اليوم. جميع حقوق النشر محفوظة.
Exit mobile version