أسامة دياب

افتتحت السفارة التركية بالتعاون مع مكتبة الكويت الوطنية، صباح أمس، قسم الكتاب التركي في مكتبة الكويت الوطنية بحضور مدير عام مكتبة الكويت الوطنية سهام العازمي، وعدد من السفراء ورؤساء البعثات، وأعضاء السلك الديبلوماسي المعتمدين لدى البلاد، وشخصيات بارزة من المثقفين والأكاديميين والطلاب.

وخلال حفل الافتتاح، تبرعت السفارة التركية بـ250 كتابا للمكتبة، تغطي مجموعة متنوعة من المواضيع، بما في ذلك الأدب والتاريخ والفن والعلوم. وأعربت السفيرة طوبى نور سونمز عن تفاؤلها بأن هذا العدد سيزداد في المستقبل، وذلك بفضل المساهمات القيمة للأفراد المتحمسين الذين يشتركون في شغف تعزيز التبادل الثقافي.

واشادت سونمز في تصريحات للصحافيين على هامش حفل الافتتاح بعمق العلاقات التركية ـ الكويتية والتي وصفتها بالممتازة والتاريخية، موضحة أهمية التبادل الثقافي كجسر مهم من جسور التواصل بين الشعبين الصديقين، فضلا عن كونها اداة هامة لتعزيز الفهم المشترك.

وأكدت السفيرة سونمز على أهمية المناسبة، خاصة أنها تزامنت مع الذكرى الـ 60 لإقامة العلاقات الديبلوماسية بين تركيا والكويت، حيث يتم تعزيز التاريخ الطويل للصداقة والتعاون بين البلدين من خلال أحداث مثل هذه. وسلطت الضوء على الروابط الدائمة التي تربط تركيا والكويت، والتي تتجاوز الحدود الجغرافية، مضيفة نسعى لزيادة فعالياتنا الثقافية في الكويت وفي تركيا أيضا، واليوم نحن في المكتبة الوطنية، نحاول المساهمة في عرض مجموعة من الكتب التركية في المكتبة الوطنية التي ستضم قسما خاصا بالكتب التركية. ولهذا الغرض أحضرنا 250 كتابا معظمها باللغة التركية، وبينها كتب باللغتين العربية والانجليزية تتحدث عن تاريخ تركيا، كما توجد مجموعة كتب لخطابات رئيسنا التي تحدث فيها عن بناء السلام وعن المفاوضات، اضافة إلى كتب مترجمة من التركية إلى العربية لتعريف القارئ الكويتي على تاريخنا، وعلى ثقافتنا».

وتابعت: «لدينا كتب شعر وأدب قديمة جدا، ستعطي القارئ نظرة شاملة حول كيفية تطور تركيا، وبعض هذه الكتب يعود تاريخها إلى ما قبل الإسلام».

وأوضحت: «نظرا لإقبال بعض الكويتيين على تعلم اللغة التركية، بدأنا في المركز الثقافي التركي بإعطاء دروس في مدرسة مسائية، ولدينا دراسة عبر الأونلاين»، مشيرة إلى أنه «في جامعة الكويت، بدأوا بإعطاء دروس في اللغة التركية»، لافتة إلى أن «أعداد الكويتيين الذين يتكلمون معي باللغة التركية كبير جدا، وقالوا لي انهم تعلموا اللغة من المسلسلات والأفلام التركية».

وردا على سؤال حول أهمية مثل هذه «المكتبة التركية» لأبناء لجالية التركية في الكويت، قالت سونمز: «ستكون فرصة مميزة لهم أيضا لتمكنهم من الحصول على كتب لمطالعتها بلغتهم الأم، كما يوجد لدينا طلاب أتراك يدرسون في الكويت من الحضانة إلى الثانوية العامة، وهم بحاجة إلى مثل هذه الكتب لاعداد واجباتهم، ولتحضير أبحاثهم في المرحلة الجامعية»، لافتة إلى أن «المدرسة التركية في الكويت يدرس فيها نحو 400 طالب تركي».

واختتمت السفيرة سونمز كلمتها بالإعراب عن أملها في أن ينمي قسم الكتاب التركي الشغف، ويثير الإلهام، ويعمق أواصر الصداقة بين تركيا والكويت. وذكرت الجمهور بأن الكلمة المكتوبة لديها القدرة على تجاوز الحدود وربط القلوب.

العازمي: المكتبة الوطنية جسر نبيل بين الكويت وثقافات العالم

قالت المدير العام لمكتبة الكويت الوطنية سهام العازمي إن «مكتبة الكويت الوطنية تعتبر صرحا ثقافيا وجسرا نبيلا بين الكويت وثقافات العالم المتنوعة والمتكاملة».

وأشارت إلى افتتاح قسم خاص بالكتب التركية للمرة الأولى بالمكتبة الوطنية، ويشتمل على مجموعة كبيرة ومختارة من الكتب والإصدارات باللغة التركية يتجاوز عددها 330 كتابا في فروع المعرفة المختلفة، وهي إهداء كريم من جمهورية تركيا».

وأضافت خلال افتتاح قسم الكتاب التركي في المكتبة «أن هذه المناسبة العزيزة تؤكد إيماننا بأن التبادل والتعايش والتفاعل بين الثقافات إنما هي أقصر طريق إلى نشر الصداقة والسلام والتعاون بين شعوب العالم»، آملة «أن يكون هذا العمل فتحا لبوابة فسيحة على الثقافة التركية العريقة والغنية، وذلك من خلال التعاون مع المكتبات والمراكز الثقافية في تركيا وخطوة أولى لإبرام بروتوكولات مشابهة للتعاون الثقافي مستقبلا بين مكتبة الكويت الوطنية والجهات المناظرة لها في دول العالم الشقيقة والصديقة لاتخاذ مزيد من الخطوات التي نراها ضرورية لدعم التقارب بين الشعوب».

وتابعت العازمي: «نتطلع دائما إلى إنشاء جسور ثقافية مع الأسرة الدولية، انطلاقا من أن التعاون الثقافي بين الأمم ليس طريقا لإثراء الوعي والمعرفة فقط، بل أيضا لترسيخ العلاقات بين الدول، وتعزيز السلام العالمي».

واختتمت حديثها، مثمنة دور كل من ساهم في إرساء هذا الحدث وإنجاحه «لتصبح لدينا نواة خصبة لثقافة تركيا وتاريخها والتي ستزيد العلاقات بين شعبينا ودولتينا نموا ورسوخا».

شاركها.
اترك تعليقاً

2024 © الإمارات اليوم. جميع حقوق النشر محفوظة.
Exit mobile version