أسامة دياب

قال السفير الاسباني لدى البلاد مانويل ارنانديث غمايو ان معرض «السواحل من الفضاء» جزء من استراتيجية أرحب للديبلوماسية العلمية التي تنفذها وزارة الخارجية الإسبانية عالميا والسفارة الإسبانية في الكويت على مدى السنوات الأخيرة لتعزيز التعاون العلمي على مستوى العالم.

ولفت غاميو ـ في مجمل كلمته خلال الحفل الختامي لمعرض «السواحل من الفضاء» ـ إلى ان هذه المبادرة تعد نتاجا للتعاون بين المجلس الوطني الإسباني للبحوث (CSIC) ووزارة العلوم والابتكار الإسباني.

وأضاف من بين الأمثلة الحديثة معرض «أوشيانيكا: رائدات علم المحيطات»، الذي أقيم في جامعة الكويت أيضا، ومعرض «عصر الزجاج»، وذلك بحضور اثنين من علماء المعهد الإسباني لعلوم المحيطات في ندوة عقدت هنا في الكويت العام الماضي، والندوات التي نظمناها بالتعاون مع مؤسسة الكويت للتقدم العلمي (KFAS) ومعهد الكويت للأبحاث العلمية (KISR) حول التقنيات الزراعية في الأراضي القاحلة، بالتعاون مع معهد تكنوفا (Tecnova) من ألميريا في جنوب إسبانيا، مضيفا: لقد أصبحنا نعتبر جامعة الكويت، ومؤسسة التقدم العلمي، ومعهد الأبحاث العلمية بمثابة بيتنا الثاني.

واشار إلى أن هذا المعرض ليس فقط رحلة فنية وعلمية لاستكشاف الجمال المذهل لسواحل كوكبنا، ولكنه أيضا تذكير قوي بمدى تقدمنا في قدرتنا على مراقبة الأرض وفهمها من منظور جديد تماما في الفضاء الخارجي.

وأضاف: كسفير لإسبانيا، أشعر بفخر خاص لتسليط الضوء على سواحل بلدنا الخلابة، حيث تمتد سواحل إسبانيا على البحر الأبيض المتوسط والمحيط الأطلسي، وهي من بين الأكثر تنوعا وغنى بيئيا في العالم من المنحدرات الخضراء الوعرة على الساحل الشمالي إلى الشواطئ الذهبية على الساحل الجنوبي، تشكل هذه المناظر الطبيعية جزءا من جغرافيا بلادنا وثقافتنا وأسلوب حياتنا.

وتابع: عبر عدسات الأقمار الصناعية التوأم «سنتينل 2A» و«سنتينل 2B»، أصبح لدينا الآن القدرة على رؤية سواحلنا من منظور لم يكن بالإمكان تصوره من قبل. وفي هذا المعرض، ستشاهدون صورا مذهلة التقطت من الفضاء، تقدم رؤى جديدة عن العلاقة الديناميكية بين الأرض والبحر والغلاف الجوي.

وأضاف لا تبرز هذه الصور فقط جمال المناطق الساحلية، لكنها تظهر أيضا التحديات المعقدة التي تواجهها، بدءا من التآكل والتغير المناخي إلى ارتفاع مستوى سطح البحر والأنشطة البشرية. كما تمكننا هذه الصور من تقييم وتقدير عواقب الكوارث الطبيعية والتغير المناخي.

واشار إلى ان الكوارث الطبيعية، سواء كانت زلازل أو أعاصير أو فيضانات، تشكل عوامل تؤثر بعمق في مجتمعاتنا. إنها تذكرنا بالتوازن الهش بين الطبيعة والحضارة البشرية، وبمسؤوليتنا المشتركة لحماية بيئتنا ومجتمعاتنا.

وتابع: في هذا اليوم، بينما نستكشف قوى الطبيعة، يجب أن أتحدث عن حدث مأساوي أثر مؤخرا على إسبانيا، في مدينة فالنثيا. قبل بضعة أسابيع فقط، شهدت فالنثيا فيضانات شديدة تسببت في أضرار واسعة النطاق للمنازل والبنية التحتية والشركات. وقد تفاقمت هذه الأمطار الغزيرة بفعل التغير المناخي، مما ترك مئات الأشخاص يكافحون لاستعادة منازلهم. لم يكن التأثير مقتصرا على الجوانب الاقتصادية فحسب، بل طال أيضا النواحي النفسية للمجتمعات المتضررة.

وبين انه حتى وسط هذا الدمار، برزت روح التضامن والصمود التي تعرف بها إسبانيا. من فرق الطوارئ والسلطات المحلية إلى المتطوعين والجيران الذين ساعدوا بعضهم البعض، كان الجهد الجماعي لإعادة البناء ودعم المتضررين استثنائيا.

ولفت إلى ان السواحل ليست فقط كنوزا وطنية، بل هي أيضا نظم بيئية حيوية تدعم التنوع البيولوجي، وتوفر الموارد للملايين، وتشكل حاجزا ضد آثار التغير المناخي. بفضل التكنولوجيا الفضائية، يمكننا مراقبة هذه البيئات بشكل أكثر كفاءة من أي وقت مضى واتخاذ قرارات مستنيرة لحماية الأجيال القادمة.

وفي الختام أعرب السفير غمايو عن تقديره لمؤسسة الكويت للتقدم العلمي (KFAS) ومعهد الأبحاث العلمية (KISR) وجامعة الكويت على تعاونهم طوال السنوات الماضية.

لقد فتح هذا التعاون آفاقا جديدة لتعاون واعد مع سفارتنا، وهو ما أنوي المحافظة عليه وتعزيزه.

شاركها.
اترك تعليقاً

2024 © الإمارات اليوم. جميع حقوق النشر محفوظة.
Exit mobile version