عبد الكريم احمد

في حديث عن ذكرى الغزو العراقي الغاشم للكويت في 2 أغسطس 1990، كشف الفريق متقاعد فهد سالم الشويع عن أنه كان آنذاك ضابطا برتبة نقيب في الإدارة العامة للمرور وتحديدا في قسم المواكب الرسمية، مشيرا إلى أنه كان في منزله صباح يوم الغزو باعتباره كان يوم خميس وهو يوم إجازة، وسمع كحال غيره من المواطنين والمقيمين صوت ضربة قوية في السادسة صباحا ولما حاول استطلاع الأمر فوجئ بانقطاع إرسال التلفاز، وبعدها انتشرت معلومات حول غزو العراقيين لمناطق عدة في الكويت.

وأضاف الشويع انه بعدما تأكد من وقوع الغزو انضم إلى جهة عمله واتجه إلى إدارة مرور محافظة حولي وخرج مع زملائه في دوريات حتى الثانية عشرة ظهرا، وبعدما شعروا بقرب الخطر عليهم نتيجة قيام الغزاة بالانتشار، اضطروا للعودة إلى مقر عملهم، إلى أن تلقوا أمرا في الخامسة عصرا بالذهاب إلى منازلهم.

وأشار إلى أن الغزو كان بمنزلة صدمة مفاجئة جعلته وغيره من العسكريين في حيرة من أمرهم لا يعرفون أين يتجهون، إلا أنه كانت هناك اجتهادات مقدرة بذلت من بعض القطاعات في وزارتي الداخلية والدفاع والحرس الوطني، ما قاد إلى أسر الكثير من منتسبيها يومي 2 و3 أغسطس 1990 غالبيتهم تم أخذهم من نقاط تفتيش.

وأضاف ان العسكريين باتوا يشعرون بالخطر على حياتهم نتيجة حرص العراقيين على أسرهم، فاضطر الكثير منهم إلى تغيير بطاقاتهم وهوياتهم التي كانت آنذاك ورقية لحسن الحظ، وقام غالبيتهم بتغيير المهنة إلى موظف بلدية أو معلم، حتى ان الغزاة كانوا يستغربون في نقاط التفتيش من أن الكثير من المواطنين كانوا موظفين في البلدية ووزارة التربية.

وأكمل الفريق م.الشويع: «باعتباري ضابطا تركت منزل العائلة في منطقة الرميثية الذي كنت أقطن فيه مع والدي ووالدتي، رحمهما الله، ومع زوجتي وابني (نواف) وابنتي (ألطاف) اللذين كانا حينها طفلين، حيث تنقلت ما بين منزل عمي ومنزل ذوي زوجتي في منطقتي السرة والخالدية».

وتابع: «بعد 15 يوما من الغزو، قامت قوة من الغزاة باقتحام منزل والدي بحثا عني إثر وشاية من أحدهم، وبعدما سألوا عني أجابهم والدي بأني سافرت خارج البلاد، كما سألوه عن مكان عملي فأجابهم بأني أعمل موظفا في البلدية فلم يصدقوه واقتادوه معهم إلى مخفر شرطة سلوى وهناك جلس لمدة 10 ساعات رغم أنه كبير في السن، حتى اضطروا للإفراج عنه».

ولفت الشويع إلى أن شقيق زوجته عبدالعزيز البحوه، رحمه الله كان مريضا بمرض السرطان، وكان يبلغ حينها 15 عاما ومقررا له السفر للعلاج في الخارج يوم 2 أغسطس 1990، ولم يتمكن من ذلك نتيجة السيطرة على مطار الكويت، وبعد مرور شهرين ونصف الشهر على الغزو، شعر بأن الخطر يزيد على العسكريين الكويتيين، لدرجة أن الغزاة اكتشفوا وجود دورية كويتية مغطاة أمام أحد منازل جيرانه، فحرصوا على ضبط صاحبها العسكري فاستدعوا جميع قاطني البيوت المجاورة لمعرفته.

وأفاد بأنه نتيجة لهذه الضغوط بدأ بالتفكير بالسفر، حيث غادر البلاد برفقة ذويه وصهره المريض عبر منفذ النويصيب، مستذكرا أحد الضباط العراقيين الذي سأله في طريق سفره إن كان أحد أفراد الأسرة الحاكمة بعدما أمعن الاسم في هويته فهد سالم فهد.

وزاد الشويع: «سافر صهري المريض من المملكة العربية السعودية الشقيقة إلى لندن للعلاج هناك إلا أنه توفي بعد التحرير، فيما بقيت وأسرتي في الرياض، وهناك التحقت أنا ومجموعة من العسكريين الكويتيين بدورة تدريبية مدتها شهر ونصف الشهر في أحد المباني العسكرية التابعة لوزارة الداخلية السعودية، وتم إبلاغنا خلال هذه الدورة بالاستعداد ليوم الضربة الجوية، وبعدها تم نقلنا إلى الكويت عبر 20 حافلة كل واحدة منها تحوي 20 إلى 24 عسكريا مسلحا».

وأشار إلى أنه بعدما وصل وزملاؤه إلى الكويت، وجدوها ظلماء ليل نهار نتيجة انقطاع التيار الكهربائي واحتراق آبار النفط، حيث جلسوا في مقر الإدارة العامة للنجدة على الدائري السادس، وبعدها تم فرز كل واحد منهم إلى جهة عمله، وتم عمل نقاط تفتيش لمدة 5 أيام في مختلف مناطق البلاد.

وتحدث الشويع عن يوم التحرير، مبينا أنه كان واحدا من أجمل الأيام، خاصة عندما عاد الوطن الى أبنائه وعاد الأبناء إلى وطنهم، والتقى الآباء والأمهات بأبنائهم، لافتا إلى أن والده ووالدته لم يصدقا حينما رأوه، لاسيما أن الاعتقالات كانت تحدث آخر الأيام بطريقة عشوائية، لدرجة أن الغزاة كانوا يدخلون المساجد ويقتادون منها الشباب ويأسرونهم.

كما تحدث عن تجربة الغزو، مبينا أنها تجربة مريرة لم يصدقها لدرجة أنه وزملاءه كانوا يمازحون بعضهم البعض قبل وقوع الغزو بأيام وساعات ويقولون «بكرة تفتح باب بيتك تلقى جندي عراقي في الشارع»، وقد حدث هذا بالفعل.

وأنهى الشويع حديثه قائلا: إن الكويتيين يأخذون من ذكرى الغزو الغاشم عبرة تكاتفهم وصمود شبابهم وبناتهم الذين برهنوا على أنهم مخلصون ويفدون وطنهم بأرواحهم من مختلف المواقع، وفي شتى المجلات، ليدحضوا بذلك الاتهامات الباطلة الموجهة إليهم من البعض.

شاركها.
اترك تعليقاً

2024 © الإمارات اليوم. جميع حقوق النشر محفوظة.
Exit mobile version