• السفيرة البريطانية لـ «الأنباء»: 5 مليارات جنيه إسترليني حجم التبادل التجاري مع الكويت سنوياً ونتوقع زيادة معدلاته
  • الاستثمارات الكويتية في المملكة المتحدة ضخمة جداً ومن أقدم الاستثمارات في العالم حيث بدأت في لندن خلال فبراير عام 1953
  • «ETA» سهّل من الإجراءات وجعلها أكثر يسراً وانعكس ذلك على زيادة أعداد المتقدمين وأضاف مرونة لخطط السفر
  • التعاون الدفاعي بين البلدين قديم و30 فريق تدريب قصير المدى جاؤوا إلى الكويت في 2024
  • المرأة الكويتية أكثر تعليماً من غيرها من نساء المنطقة ولديها العديد من النجاحات ولها حضور مميز
  • الكويت بديبلوماسيتها ووساطاتها الرائدة تحافظ على تقاليدها بعدم التدخل في شؤون الدول
  • التعاون الأكاديمي بين البلدين تاريخي وبريطانيا من الوجهات المفضلة للطلاب الكويتيين

 

أجرى اللقاء: أسامة دياب

أكدت سفيرة المملكة المتحدة لدى البلاد بليندا لويس عمق ومتانة العلاقات البريطانية – الكويتية، التي وصفتها بالتاريخية والمتطورة على كل الأصعدة ومختلف مجالات التعاون، مشيرة إلى أن العام الحالي يعتبر عاما شديد الخصوصية حيث يصادف حدثا تاريخيا نظرا لاحتفال البلدين بالذكرى الـ 125 للشراكة بينهما بعدد من الأنشطة المتنوعة والتي تعكس جوهر العلاقات الثنائية. ولفتت لويس، في لقاء خاص مع «الأنباء»، إلى أن إجمالي حجم التبادل التجاري بين البلدين يبلغ 5 مليارات جنيه إسترليني سنويا، واصفة الاستثمارات الكويتية في المملكة المتحدة بالضخمة جدا، حيث إنها من أقدم الاستثمارات في العالم، إذ بدأت في لندن فبراير من عام 1953 وهذا ما يعكس الثقة المتبادلة بين البلدين. وأوضحت السفيرة لويس أن التعاون الدفاعي بين البلدين قديم وعريق، كاشفة عن زيارة 30 فريق تدريب قصير المدى إلى الكويت عام 2024، مؤكدة أن الكويت بديبلوماسيتها الهادئة ووساطاتها الرائدة تحافظ على تقاليدها العريقة في عدم التدخل في شؤون الدول الأخرى وتهتم بمختلف شؤون المنطقة، مشيدة بالدور الذي تلعبه المرأة الكويتية في رفعة وتقدم بلدها، حيث إنها أكثر تعليما من غيرها من نساء المنطقة ولديها العديد من النجاحات ولها حضور مميز على مستوى المناصب القيادية، فإلى التفاصيل:

يعتبر شهر رمضان مناسبة عظيمة للمسلمين في مختلف أنحاء العالم، حدثينا عن الأجواء الرمضانية وكيف قضيتيها ومدى استمتاعك بالعادات الاجتماعية الخاصة بالشهر الفضيل؟

٭ حـقـيـقـة استـمتعـت بالأجواء الرمضانية شديدة الخصوصية في الكويت، فهو شهر استثنائي يعكس التكاتف والتراحم والتسامح والتقارب والتواصل بين مختلف أطياف المجتمع. وللعلم أنا لست غريبة على أجواء رمضان في الكويت فهذا ثالث شهر رمضان أقضيه في الكويت منذ أن توليت مهام عملي كسفيرة لبلادي.

وخلال شهر رمضان أتذوق الكثير من الطعام والحلويات وأستمتع بكرم الضيافة الكويتية في حفلات الإفطار والغبقات، ولقد حرصت هذا العام على أن أزين منزلي بزينة رمضان ووضع الإضاءات المختلفة والفوانيس لنعيش الأجواء أنا وأطفالي الذين تعجبهم فكرة «القرقيعان» ويفرحون بها كثيرا، وكنت أضطر أحيانا لأن أخفي الحلوى بعيدا عنهم حتى لا يفرطون في تناولها. كما أن أجواء رمضان في الكويت مختلفة وتحمل حالة من الدفء الفريدة والمميزة سواء على مستوى الأسر والجيران والأصدقاء، فضلا عن الجانب الروحي والديني الذي يحمل رسالة واضحة وتوجيها إلهيا بالتراحم والتماسك والتكافل.

حدث تاريخي

يعتبر عام 2024 عاما محوريا في تاريخ العلاقات الثنائية الكويتية- البريطانية، كيف تقيمين هذه العلاقات ماضيها وحاضرها وآفاقها المستقبلية؟ وما أبرز ملامح الاحتفالات هذا العام؟

٭ بالفعل، يعتبر عام 2024 عاما شديد الخصوصية وحدثا تاريخيا، حيث أطلقنا احتفالاتنا الثنائية بالذكرى الـ 125 للشراكة بين البلدين بحفل كبير سواء في وزارة الخارجية أو في حديقة السفارة، حضره نائب رئيس الوزراء البريطاني ووزير الديوان الأميري الشيخ محمد العبدالله، ونائب وزير الخارجية وعدد من مساعدي الوزير، كما نظمنا حفلا وتجمعا آخر في حديقة السفارة ضم العسكريين الذين درسوا وتخرجوا في الكليات العسكرية بالمملكة المتحدة.

ولدينا أيضا لجنة التوجيه المشترك والتي تعتبر مظلة شاملة للتعاون الثنائي في كل مجالات التعاون الثنائي بغية دعمها وتعزيزها واستشراف آفاق جديدة لها. وعلاقتنا مع الكويت تاريخية وتتسم بالقوة والمتانة عبر إرث كبير من الإنجازات والتعاون الثنائي المشترك.

إلى أي مدى يعتبر التبادل الثقافي جسرا من جسور التواصل بين البلدين؟

٭ نولي أهمية كبيرة للتبادل الثقافي بين البلدين لتوفير أرضية أفضل للفهم المشترك، وهو بالفعل جسر مهم من جسور التواصل بين البلدين الصديقين، والمملكة المتحدة لها ثقافة غنية ومتنوعة وكذلك الكويت، ومن هنا نجد أن الشراكة بين البلدين نتج عنها ثقافة بريطانية- كويتية مشتركة فالبضائع البريطانية موجودة في الأسواق الكويتية والعديد من الطلاب الكويتيين يدرسون في الجامعات والمؤسسات الأكاديمية البريطانية والعلاقات متميزة في كثير من المجالات.

تعاون أكاديمي

ما عدد الطلاب الكويتيين الذين يدرسون في المملكة المتحدة؟

٭ التعاون الأكاديمي بين البلدين تاريخي، والمملكة المتحدة تعتبر من الوجهات الــدراسيـة والأكـاديميــة المفضلة للطلاب الكويتيين، ولقد رأيت بنفسي عددا من الكويتيين الذين يبلغون نحو الثمانين من عمرهم وحدثوني عن أنهم حصلوا على درجات البكالوريوس والماجستير والدكتوراه من جامعات بريطانية في مختلف التخصصات مثل الطب والهندسة والاقتصاد والأمن السيبراني.

وهناك الآلاف من الطلاب الكويتيين الذين يدرسون حاليا في المملكة المتحدة في العديد من المجالات الأكاديمية والعلمية، ونحن سعداء بهذا الإقبال ونحرص على زيادة أعدادهم.

ما إجمالي حجم التبادل التجاري بين البلدين؟

٭ الـتــبـادل الـتـجــاري والاستثمارات تحظى بأهمية كبرى بالنسبة لنا ويعود التبادل التجاري التاريخي بين البلدين إلى عام 1775، حينما وقعنا أول عقد تجاري بين البلدين.

وحجم التبادل التجاري بين البلدين في الوقت الحالي يبلغ 5 مليارات جنية إسترليني سنويا، ونتوقع زيادة معدلاته بمجرد توقيع اتفاقية التجارة الحرة بين المملكة المتحدة ودول الخليج، ويأتي وقود الطائرات على رأس وارداتنا من الكويت ونصدر لها العديد من المنتجات المختلفة والخدمات المتنوعة.

استثمارات مميزة

ماذا عن الاستثمارات الكويتية في المملكة المتحدة؟

٭ الاستثمارات الكويتية في المملكة المتحدة ضخمة جدا ومميزة واستثنائية بما يعكس أواصر الشراكة الاقتصادية بين الجانبين وتعود بالنفع على البلدين الصديقين، وهي من أقدم الاستثمارات في العالم، حيث بدأت في لندن في فبراير عام 1953، كما لدينا عدد كبير من الشركات البريطانية التي تعمل في الكويت بمختلف القطاعات.

ما رسالتك إلى المستثمرين الكويتيين المهتمين بالاستثمار في المملكة المتحدة؟

٭ نرحب بالاستثمارات الكويتية في بلادنا ونشجعهم على الاستفادة من المناخ والاستثمار المميز والآمن والتسهيلات الكبيرة، ولكن أنصحهم بأن ينظروا للفرص الاستثمارية خارج لندن والتي تحتوي على العديد من الفرص الاستثمارية خصوصا في قطاع العقارات، ويجب عليهم أن يذهبوا إلى المملكة المتحدة وأن يطلعوا على الوضع على الطبيعة ويقابلوا الشركاء المحتملين.

تصريح «ETA»

تحمس الكثيرون في الكويت لإطلاق تصريح السفر الإلكتروني «ETA» الشهر الماضي للمواطنين الكويتيين وغيرهم من مواطني مجلس التعاون الخليجي والأردنيين، ما أبرز ردود الأفعال التي تلقيتموها من الذين استخدموا التصريح للسفر إلى بلادكم؟

٭ أنا سعيدة جدا بردود الأفعال المميزة التي تلقيتها بخصوص تصريح السفر الإلكتروني ETA والذي سهل من الإجراءات وجعلها اكثر يسرا وتوفيرا للوقت، حيث لا يستغرق اكثر من بضع دقائق وهذا انعكس كذلك على زيادة أعداد المتقدمين، حيث جعل خطط السفر أكثر مرونة.

وماذا تخبرينا عن خطط ما تبقى من العام 2024 بمناسبة الذكرى الـ 125 للشراكة الكويتية- البريطانية؟

٭ نعمل الآن على العديد من الأفكار المختلفة وأغلبها في مجال التبادل الثقافي بين البلدين، وستكون هناك أنشطة مشتركة بين السفارة البريطانية هنا والسفارة الكويتية في المملكة المتحدة، ونفكر في تقديم كل ما يمكن أن يدخل البهجة على شعبي البلدين الصديقين، ونفكر أيضا في إصدار وعمل بعض التذكارات التي تخلد هذه الذكرى والعام المميز، كما نسعى لأن تكون الاحتفالات مميزة ومتنوعة بين الفن والموسيقى والأنشطة الأكاديمية من مؤتمرات ومحاضرات لتكون مناسبة لمختلف الأعمار والاهتمامات.

التعاون الدفاعي

ما آخر المستجدات على أجندة التعاون العسكري بين البلدين؟

٭ التعاون الدفاعي بين البلدين قديم وعريق ويعكس مدى قوة ومتانة العلاقات الثنائية بين البلدين.

وخلال عام 2024 كان لدينا 30 فريق تدريب قصير المدى، جاؤوا إلى الكويت بعضهم يتمركز في المنطقة وأغلبهم جاؤوا من المملكة المتحدة، ما أقصده أن التعاون العسكري بين البلدين على ما يرام ويحقق الجانبان منه الاستفادة القصوى.

كيف ترين الدور الذي تلعبه المرأة الكويتية في مجتمعها؟

٭ أنا محظوظة جدا كوني سفيرة، حيث إنني ألتقي العديد من الزملاء النساء والرجال، وإذا نظرنا إلى الإحصاءات سنجد أن المرأة الكويتية أكثر تعليما من غيرها من نساء المنطقة، كما أن لديها العديد من النجاحات سواء في القطاع الحكومي أو الخاص، وللمرأة في الكويت حضور مميز على مستوى المناصب القيادية.

وماذا عن تقييمك للدور الذي تلعبه الكويت في حل النزاعات وإحلال السلام؟

٭ الكويت تحافظ على تقاليدها العريقة في عدم التدخل في شؤون الدول الأخرى، بالإضافة إلى ديبلوماسيتها الهادئة ووساطاتها الرائدة وتهتم بمختلف شؤون المنطقة.

من أجواء اللقاء

من 4 إلى 5 ديوانيات يومياً

كشفت السفيرة البريطانية لدى البلاد بليندا لويس أنها كانت تحرص على زيارة الدواوين خلال شهر رمضان، ولكن عدد الديوانيات التي تزورها يوميا يعتمد على الازدحام المروري وحالة الطقس.

وأشارت إلى أنها كانت تزور من 4 إلى 5 ديوانيات يوميا، إلا أن الأهم من العدد هو التواصل مع الناس وإجراء نقاشات وحوارات مفيدة وتبادل الرؤى، فهي منابر للرأي تعكس حالة الغنى والتنوع الذي يتحلى بها المجتمع الكويتي.

موقف طريف.. ود وأمان

ذكرت السفيرة البريطانية لدى البلاد بليندا لويس أنها تعرضت لموقف طريف خلال شهر رمضان، حينما دخلت ديوانية بالخطأ، إلا أنها استقبلت استقبالا حارا وحظيت بكرم ضيافة غير مسبوق، موضحة أن الديوانيات تظهر حالة الود والأمان التي تتمتع بها الكويت، فلا يوجد مكان في العالم يستقبل الغريب في بيته ويرحب به ويقدم له أفضل الطعام دون أن يعرفه.

«مجبوس اللحم» و«الهريس»

قالت السفيرة البريطانية لدى البلاد بليندا لويس إنها تحب المطبخ الكويتي المتنوع واللذيذ، مشيرة إلى أنها تعشق «مجبوس اللحم» و«الهريس» و«أم علي» إذا كانت قليلة السكر.

أنشطة مشتركة وقت الفراغ

قالت السفيرة البريطانية لدى البلاد بليندا لويس إنها تستمتع بوقت فراغها في أنشطة مشتركة بصحبة أطفالها الذين يحبون اللعب مع كلبيها في الحديقة، مشيرة إلى أنها تستمتع بحياة أسرية بسيطة وآمنة في الكويت، وتحب أن تمشي مع أطفالها على شاطئ الخليج.

شاركها.
اترك تعليقاً

2024 © الإمارات اليوم. جميع حقوق النشر محفوظة.
Exit mobile version