- 97 دولة تشارك في 56 صراعاً كلّفت الاقتصاد العالمي نحو 19 تريليون دولار و95 مليون نازح
دارين العلي
أحيت الجمعية الكويتية لحماية البيئة الذكرى السنوية لليوم الدولي لمنع استخدام البيئة في الحروب والنزاعات المسلحة تحت رعاية الرئيس التنفيذي لشركة نفط الكويت أحمد العيدان وبحضور ممثلين عن مختلف جهات الدولة وأعضاء السلك الديبلوماسي.
وقالت المنسق المقيم للأمم المتحدة د.غادة الطاهر إنه قبل ثلاثة عقود شهدت الكويت بشكل مباشر الآثار الكارثية للحرب على بيئتها الوطنية ومدى فداحة هذا الأثر ماديا ومعنويا، وقد بذلت الكويت جهدا عظيما للتعافي من خلال العمل الجماعي، كما أظهر رجال الإطفاء في جميع مؤسسات الكويت بطولة حقيقية في إطفاء حرائق آبار النفط بعد حرب تحرير الكويت.
وأضافت أنه ومن خلال هذه التجربة الصعبة أصبحت الكويت الصوت المؤثر وقادت المسيرة والعمل وعززت حضورها العالمي كرائدة دولية في حماية البيئة من الحروب والصراعات المسلحة، معربة عن فخر الأمم المتحدة بالوقوف إلى جانب شعب الكويت ومجتمعها وحكومتها لتعزيز هذه الأجندة.
وأكدت أن «الحفاظ على البيئة في ظل الحروب والصراعات المسلحة يشكل أولوية رئيسية للأمم المتحدة في العالم وفى الكويت بشكل خاص، حيث ينصب تركيزنا على البيئة والسلام والأمن، وكلها أمور ضرورية لتحقيق أهداف التنمية المستدامة وكذلك رؤية الكويت 2035».
وختمت: إن البيئة والسلام مترابطان بشكل عميق فإنهما يتطلبان جهودا متعددة من الجميع وفى شتى التخصصات وفى جميع القطاعات، فإنني آمل أن نخرج من حوار اليوم بشبكة موسعة من الأفكار والإلهام، الأمر الذي من شأنه أن يؤدي إلى جهود ملموسة ومشتركة في المستقبل القريب.
من جهتها، أشارت رئيس الجمعية د.وجدان العقاب إلى العدد المهول من المعارك ومنها مواقع ومواطن كانت آمنة ولكن امتدت إليها يد الحروب والمعارك والصراعات لتعبث بالسلم والأمن والموارد الطبيعية والبيئية.
وقالت إن سجلات التقارير العالمية الموثوقة المعنية بعام 2023 فقط، ومنها معهد الاقتصاد والسلام الأسترالي تؤكد أن هناك نحو 97 دولة تشارك بصورة أو بأخرى في نحو 56 صراعا وحربا كلفت الاقتصاد العالمي نحو 19 تريليون دولار، بالإضافة إلى قضية النازحين واللاجئين والمقدر عددهم بنحو 95 مليونا يمثلون ضغطا بشريا هائلا على مقدرات وموارد الدول النازحين إليها.
وشددت على السعي الى تطبيق أهداف التنمية المستدامة الـ 17 والتي تتداخل مع بعضها البعض مشكلة حياة رغدة وآمنة لكل التجمعات البشرية، مشيرة إلى أن ذلك لا يتحقق في ظل الصراعات والنزاعات والحروب والمعارك.
وقالت «على الرغم من الجهود الحثيثة نحو بناء مستقبل أفضل بممارسات بيئية سليمة ومدروسة إقليميا ودوليا وإقرار أيام دولية بأهداف بيئية واضحة أمميا كاليوم الدولي للحد من مخاطر الكوارث والذي يصادف الثالث عشر من أكتوبر واليوم الدولي لمنع استخدام البيئة في الحروب والنزاعات العسكرية فإننا نجد للأسف أن خارطة الوطن العربي هي الأكثر تشوها بتلك الحروب والنزاعات، مما أثقل البيئة العربية بالمشاكل المستعصية الممتدة على مدى أجيال والتي تحتاج حتما الى جهود عملاقة لتعافيها وإعادة تأهيلها».
وشددت على أن التعمد في اعتبار البيئة أداة للحرب يتسبب في تهديد الأمن المائي والغذائي ويسهم في تفشي الأمراض ويعطل الجهود المبذولة في مكافحة التغير المناخي وتدهور البيئات وفقدان التنوع الأحيائي والمعاناة من التلوث في كل من البر والبحر والهواء.
الكندري: الكويت مازالت تعاني من التلوث الناتج عن آثار الغزو
شاركت مدير عام الهيئة العامة للبيئة بالوكالة م.سميرة الكندري في افتتاح الفعالية، مؤكدة أنه وبالتعاون مع الجمعية الكويتية لحماية البيئة، على أهمية اليوم الدولي لمنع استخدام البيئة في الحروب والصراعات والذي تم اختياره ليصادف السادس من نوفمبر من كل عام، لافتة إلى حجم الدمار الذي تعرضت له البيئة الكويتية بعد الغزو العراقي الغاشم. وبينت أن هناك مشاريع لتأهيل البيئة الكويتية، بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة للبيئة وشركة نفط الكويت والهيئة العامة لشؤون الزراعة والثروة السمكية لتأهيل المحميات، مشيرة إلى أن «الكويت مازالت تعاني من التلوث الناتج عن آثار الغزو العراقي الغاشم وتقوم بمعالجته».
وتابعت «نجدد في هذا اليوم التأكيد على عدم استخدام البيئة في الحروب والنزاعات العسكرية».
«هدنة القمة»
لاقت مبادرة «هدنة القمة» التي طرحتها جمهورية أذربيجان رئيسة مؤتمر الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ «29 cop» المزمع انعقاده بالعاصمة باكو خلال الفترة من 11 – 22 نوفمبر إشادات واسعة خلال الفعالية، إذ تتلخص المبادرة في دعوة عالمية لوقف إطلاق النار تبدأ من أسبوع قبل انطلاق المؤتمر وتنتهي بعده بأسبوع بحيث تكون الهدنة 4 – 29 نوفمبر الجاري.
وتحدث المستشار الأذري مرداود سلطانوف ممثلا سفير بلاده في كلمة له خلال الفعالية عن المبادرة، لافتا إلى ان جمهورية أذربيجان تهدف إلى انضمام أكبر عدد ممكن من الدول والجهات غير الحكومية والمنظمات الدينية والطائفية بشكل أساسي إلى المبادرة المذكورة، مشيرا إلى انه من مبدأ علاقات الصداقة والاخوة القائمة بين جمهورية أذربيجان والكويت فإن الجانب الأذربيجاني يرجو دعم الجانب الكويتي الصديق من خلال خطاب أو مذكرة شفوية أو عن طريق إرسال رسالة دعم.