أسامة دياب

أكد السفير التونسي لدى البلاد محمد كريم البودالي قوة ومتانة العلاقات الكويتية ـ التونسية، واصفا إياها بالممتازة والتاريخية والمتطورة على كافة الأصعدة ومختلف مجالات التعاون، مشيرا إلى أن البلدين الشقيقين يجمعهما توافق في الرؤى والمواقف تجاه العديد من الملفات والقضايا على الساحتين الإقليمية والدولية ويتبادلان الدعم في المحافل الدولية.

ولفت البودالي في لقاء جمعه مع ممثلي عدد من وسائل الإعلام المحلية إلى القواسم المشتركة التي تجمع البلدين الشقيقين من حيث التمسك بالسيادة والقرار الوطني والالتزام بالمؤسسات والقانون والشرعية الدولية والاحتكام إليهم لحل النزاعات، فضلا عن الدفاع عن أمهات القضايا بنفس الثبات والقناعة والموقف المبدئي، ولعل موقف البلدين من القضية الفلسطينية أبلغ دليل على ذلك.

وأشار البودالي إلى وجود إمكانية كبيرة لتوسيع مجالات التعاون الثنائي بين البلدين واستشراف آفاق جديدة له تعود بالنفع على الشعبين الشقيقين نظرا للإمكانات الهائلة التي يمتلكها البلدان، لاسيما في مجالات التبادل التجاري والاستثمار والسياحة والصحة والتكنولوجيا والتعاون الأكاديمي، موضحا أن الكويت كانت في طليعة الدول التي استثمرت في تونس منذ فترة السبعينيات، وساهم هذا الاستثمار بدرجة كبيرة في دفع عجلة التنمية في تونس.

وكشف البودالي أن اجتماعات اللجنة المشتركة بين البلدين على المستوى الوزاري في دورتها الرابعة ستعقد في تونس قريبا، حيث يتم العمل عليها برئاسة وزراء خارجية البلدين، مشيرا إلى وجود أكثر من 60 اتفاقية ومذكرة تفاهم تغطي مختلف مجالات التعاون وتسيير العلاقات الثنائية بين البلدين وتمثل الإطار القانوني لها في مختلف المجالات من الثقافة والتعليم والاستثمار والتبادل التجاري وغيرها، إلا أن بعضها يحتاج إلى تحديث.

ولفت إلى وجود أكثر من 30 مشروع اتفاقية جاهزة للتوقيع، متطلعا إلى أن يتم التوقيع عليها خلال انعقاد اللجنة المشتركة قبل نهاية هذا العام.

واستعرض البودالي أبرز أولوياته وأهم الملفات التي سيعمل عليها كسفير لبلاده في الكويت، موضحا أن العلاقات السياسية والديبلوماسية بين البلدين على ما يرام وهي نموذج يحتذى به في العلاقات بين الدول وأن اهتمامه ينصب على دعم الاستثمار وتعزيز التبادل التجاري وجلب الخبرات التونسية إلى الكويت، وتعزيز التبادل الثقافي والإعلامي، والتبادل السياحي وغيرها من المجالات.

وأضح البودالي أن حجم التبادل التجاري بين البلدين لا يرقى إلى مستوى الطموح، نظرا للإمكانات المتاحة بين البلدين والطلب على المنتجات التونسية، مضيفا أن البلدين الشقيقين لديهما الرغبة في تطوير التبادل التجاري ورفع معدلاته، إلا أن فتح خط طيران مباشر بين البلدين سواء من الخطوط الجوية الكويتية أو التونسية أضحى ضرورة ملحة.

وأشار إلى وجود تواصل مع الناقل الوطني سواء في تونس أو الكويت وهناك بعض النقاط التقنية والفنية التي تحتاج إلى اتفاق بين الطرفين ولكن بصفة عامة هناك تواصل بين الجانبين حول هذا الامر. وأضاف «لدينا هيئات تونسية مختصة بالاستثمار مثل الهيئة التونسية للاستثمار ووزارة الاقتصاد والتخطيط وكلها على استعداد للتواصل مع المستثمرين الكويتيين، وأطمئن المستثمر والمواطن الكويتي أن تونس استعادت بريقها في مجالات الاستثمار والسياحة».

وتابع «تونس تزخر بفرص استثمارية كبيرة وهائلة والكويت الشقيقة كانت في طليعة الدول التي استثمرت في تونس والآفاق موجودة والفرص متاحة».

ولفت إلى «المجهود الكبير الذي تقوم به شركة Ekuity Capital التي تمثل الذراع الاستثمارية الكويتية في تونس، في تعزيز التعاون بين البلدين في هذا المجال، وهي تنتمي إلى هيئة الاستثمارات الكويتية، وخلال لقاءاتي مع مختلف الهيئات الكويتية والمسؤولين هناك رغبة حقيقية في تعزيز التعاون بالمجال الاستثماري، مشيرا إلى زيارة وفد استثماري من رجال الاعمال الكويتيين، بمبادرة خاصة منهم، مؤخرا إلى تونس حيث التقى أعضاء الحكومة وهيئة الاستثمار بتونس للاطلاع على الفرص الاستثمارية المتاحة.

وفيما يتعلق بالتعاون الأمني بين البلدين، قال البودالي «التعاون الأمني بين البلدين مستمر فهو قديم وعريق تضبطه أطر ثنائية وعربية».

ولفت إلى وجود مشروع اتفاقية لتعزيز التعاون الأمني، وهي في مراحلها الأخيرة من الإعداد ونتوقع أن يتم التوقيع عليها في أول زيارة في الاتجاهين سواء في تونس أو الكويت أو في اللجنة المشتركة.

وعن التعاون الأكاديمي بين البلدين، قال إن النظام التعليمي والأكاديمي في تونس مشهود بجودته وكفاءة كوادره، لافتا إلى وجود عدد من الطلاب الكويتيين الذين يدرسون في تونس في إطار التبادل الطلابي.

وأضاف «نستقبل 20 طالبا سنويا في إطار المنح الدراسية، ونعمل على تعزيز هذا التعاون ليشمل عددا أكبر، ولدينا مباحثات مع وزارة التعليم العالي في هذا الصدد».

وأضاف أن عدد أفراد الجالية التونسية في الكويت ليس كبيرا، حيث يتراوح تعدادها ما بين 3500 إلى 4000 نسمة، إلا أنها جالية نوعية وعالية التأهيل والتدريب وتحظى باحترام وتقدير السلطات الكويتية.

شاركها.
اترك تعليقاً

2024 © الإمارات اليوم. جميع حقوق النشر محفوظة.
Exit mobile version