- سوق الفحم انتعش بعد ركود منذ جائحة «كورونا».. وسعر الخيشة وزن 15 كيلو 6 دنانير
محمد الدشيش
مع عودة فصل الشتاء، وشدة البرودة، وموسم التخييم، وبعد ركود سنوات بسبب جائحة «كورونا» وما تلاها من أحداث، عاد سوق الفحم بقوة هذا العام، حيث ارتفعت المبيعات بأكثر من 75%، حيث تعتبر «شبة النار» من أهم عوامل التدفئة خصوصا بالمخيمات والتجمعات في البر. «الأنباء» ورغبة في تسليط الضوء على مدى الإقبال عليه، ومعدلات الأسعار، قامت بجولة في سوق الفحم بمنطقة الشويخ والتقت عددا من الباعة وأصحاب المحلات والمواطنين، وفيما يلي التفاصيل:
في البداية، قال البائع علي محمد: الكويت بلد المواسم وبضائعها موسمية وأنا أعمل في سوق الفحم منذ 28 عاما ولم تمر علينا فترة ركود مثل سنة «كورونا» والسنوات التي تليها وبسبب التشدد في تراخيص المخيمات ومررنا بمواسم شتوية دافئة في الأعوام السابقة وهذا العام لمسنا زيادة الطلب على الفحم، وذلك بسبب دخول البرودة بشكل مفاجئ.
وأضاف: أكثر أنواع الفحم المطلوبة هي «الأفريقي»، وذلك بسبب سعره المناسب واشتعاله السريع وجودته.
بدوره، قال البائع جواد حسين: نعمل طوال العام واعتمادنا على أصحاب المطاعم والمقاهي، أما في فصل الشتاء فيزداد الطلب بسبب البرد والمخيمات وسوق الفحم يتأثر بجميع الأحداث والظروف الداخلية والخارجية، لافتا إلى أن الأسعار ثابتة منذ 10 سنوات ولم تتغير إلا بشكل بسيط رغم ارتفاع التكلفة وأسعار المخازن، مبينا أن الطلب على الفحم أكثر من الأخشاب لسرعة اشتعاله وقلة الدخان المنبعث منه مقارنة مع الخشب.
من جانبه، أكد فايز الشمري، أن لديه مخيما للعائلة ومخيما للشباب في شمال الكويت ويذهب إلى سوق الفحم كل أسبوع لشراء الفحم والخشب، مبينا أن أجواء الشتاء والمخيمات لا تحلو دون «شبة النار» ونفضل الفحم للتدفئة حتى لو كانت تكلفته أكبر. من جانبه، بين مانع المطيري انه في كل عشرة أيام ياخذ 10 اكياس فحم بحجم 10 كيلو للتدفئة والقهوة والشاي، لافتا إلى ان الزمن تطور وأدوات التدفئة تعددت ولكن في البر والمخيمات لا تحلو الجلسة من دون النار، وأسعار الفحم ارتفعت بشكل بسيط وذلك بسبب قلة المحلات حيث كانت بالسابق أكثر من 20 محلا.
من جهته، قال الطفل سلمان طلال السعدي: جئت مع العائلة لشراء مستلزمات البر واهمها الفحم ونحتاجه في مخيمنا ونأخذ الفحم الافريقي للتدفئة والشوي والشاي والقهوة وأعتبر كشتات البر فرصة لتجمع الأهل والأصدقاء.
من ناحيته، ذكر عبدالله التميمي أن تكلفة شراء الفحم للمخيم من 150 إلى 200 دينار كل عام في المخيم وسعر الفحم لم يتغير منذ 4 سنوات وانخفض سعره عن السابق و«وما اجمل جمعة الأهل على الدوة المجمرة وعليها الشاي والقهوة، وعسى الله يحفظ ديرتنا».
في السياق ذاته، أكد البائع عبدالوهاب محمد أن الشتاء فرحة بالكويت وفرحتنا فرحتين، لأن بيعنا بالصيف يقتصر على المقاهي وبعض المطاعم، اما في فصل الشتاء فيختلف الوضع وبيع الفحم يتراوح بين 150 و250 خيشة باليوم الواحد، وتفاءلنا خيرا بدخول موسم البرد حتى لو كان متأخرا.
وتابع: أكثر أنواع الفحم طلبا هو الأفريقي ثم الفيتنامي والتايلندي، حيث لا ينبعث منها دخان ويجمر ومن بعدها فحم الپاراغواي والإندونيسي والخيشة 15 كيلو بسعر 6 دنانير والزبون دائما يبحث عن فحم «النقوة» والذي نجمعه بأيدينا ويفرق عن السعر العادي بنصف دينار.
أما البائع رجب محمد، فقال إنه يعمل في سوق الفحم منذ 20 عاما ومهنته متعبة وأرباحها قليلة وتعتمد على المواسم الشتوية وكل ما زاد البرد والمطر والأجواء الجميلة زاد الطلب ومنذ سنوات طويلة لم يتغير سعر الفحم وزبائننا يعرفون الأسعار، مشيرا إلى أن المقيم يأخذ كمية محدودة للكشتة فقط، اما المواطن فيشتري كمية كبيرة ويقوم بتخزينها لديه.

