بقلم: سفير سلطنة عُمان د.صالح الخروصي

يبدأ جلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم، حفظه الله ورعاه، اليوم زيارة رسمية إلى دولة الكويت الشقيقة تصنف بأنها «زيارة دولة»، يلتقي خلالها بأخيه صاحب السمو الأمير الشيخ مشعل الأحمد، حفظه الله ورعاه، وهي الزيارة الرسمية الأولى لجلالته إلى الكويت، بعد زيارتين سابقتين في أكتوبر 2020 وديسمبر الماضي.

تأتي هذه الزيارة السامية الكريمة في إطار التواصل المباشر بين القيادتين الرشيدتين، وتهدف إلى تعزيز العلاقات الثنائية المميزة بين البلدين الشقيقين في مختلف المجالات، فأوجه التعاون بينهما متعددة منها في الجانب السياسي والديبلوماسي، حيث يتم التنسيق في المواقف من القضايا الإقليمية والدولية. ومن يتابع سياسة البلدين يجدها تكاد تكون متطابقة، فهما ينطلقان من الرؤى والتقاليد ذاتها، التي تعمل من أجل إحلال السلام والبعد عن التوتر والصراع، والعمل على تقريب وجهات النظر.

وفي الإطار ذاته، ترتبط وزارتا الخارجية في البلدين بمذكرة تعاون في مجالات العمل الديبلوماسي، وتترأسان اللجنة المشتركة التي تأسست في العام 2003، وقد عقدت 9 دورات آخرها في مارس من العام الماضي في مسقط.

أما التعاون الاقتصادي فهو أحد أهم جوانب هذه العلاقة، وقد شهدت الزيارة الكريمة التي قام بها صاحب السمو الأمير الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح في فبراير الماضي، افتتاح مشروع مصفاة الدقم الذي يبلغ حجم الاستثمار المشترك فيه نحو 9 مليارات دولار، ويعد أكبر مشروع استثماري خليجي مشترك في قطاع الطاقة.

وهناك الكثير من المشاريع في قطاعات اقتصادية أخرى منها في الصناعات الغذائية والمعادن والاستثمار العقاري وغيره.

كما تعمل سلطنة عُمان من أجل تعزيز مكانتها كوجهة سياحية جاذبة في المنطقة، لما حباها الله من مزايا طبيعية فريدة ومن تنوع التضاريس والبيئات، فضلا عن تراثها الحضاري العريق، ونطمح إلى زيادة عدد السائحين من الكويت من 40 ألف سائح حسب إحصائيات 2023 إلى عدد أكبر في الموسم الحالي والمواسم المقبلة، حيث يتم التنسيق في هذا الشأن مع جهات الاختصاص في البلدين.

وكدلالة على اهتمام القيادتين وحكومتي البلدين بالشق الاقتصادي للعلاقات، فإن هذه الزيارة التاريخية تتزامن مع انعقاد الملتقى الاقتصادي العماني- الكويتي الذي سيستعرض فيه الجانبان فرص الاستثمار وتعزيز التبادل التجاري، وتوقيع مذكرات تعاون وبرامج تنفيذية في عدد من القطاعات.

وختاماً، لا يسعني إلا أن أرفع أكف الضراعة إلى المولى العلي القدير أن يحفظ عاهلي البلدين الشقيقين، وأن يبارك في جهودهما لما فيه الخير والصلاح.

شاركها.
اترك تعليقاً

2024 © الإمارات اليوم. جميع حقوق النشر محفوظة.
Exit mobile version