• مذكرات التفاهم الموقّعة مؤخراً بين حكومة باكستان والهيئة العامة للاستثمار ستعزز التعاون الاقتصادي وتشجع الاستثمار
  • الزيارتان الأخيرتان لرئيس وزراء باكستان ورئيس أركان الجيش إلى الكويت أضافتا زخماً جديداً للعلاقات الثنائية
  • التعاون العسكري بين البلدين يتقدم بشكل ملحوظ ويتطور ميدانياً في ظل «اتفاقية التعاون الدفاعي» الموقّعة في 2023
  • 100 ألف نسمة تعداد الجالية الباكستانية في الكويت ومليار دولار إجمالي تحويلاتهم إلى باكستان سنوياً

أسامة دياب

أكد وزير الاستثمار الباكستاني عبدالعليم خان عمق وقوة ومتانة العلاقات الكويتية ـ الباكستانية التي وصفها بالتاريخية والمتطورة على جميع الأصعدة ومختلف مجالات التعاون، موضحا أن البلدين الصديقين يجمعهما توافق في الرؤى ويتبادلان الدعم في المحافل الدولية. وقال خان إن الكويت تتمتع بسياسة خارجية متوازنة وديبلوماسية رائدة مكنتها من أن تلعب دورا محوريا في استقرار المنطقة، مشيدا بالدور الإنساني الرائد للكويت في إغاثة كل ملهوف ومد يد العون لضحايا الكوارث الطبيعية والإنسانية في مختلف أنحاء العالم، موضحا أن هذا الدور محل تقدير الأمم المتحدة والمجتمع الدولي. وأشار ـ في لقاء خص به «الأنباء» لدى زيارته إلى البلاد ـ إلى أن الزيارتين الأخيرتين لرئيس وزراء باكستان ورئيس أركان الجيش إلى الكويت أضافتا زخما جديدا للعلاقات الثنائية، لافتا إلى أن مذكرات التفاهم التي تم توقيعها مؤخرا بين حكومة باكستان والهيئة العامة للاستثمار ستسهم في تعزيز التعاون الاقتصادي وتشجيع الاستثمار. كما أوضح أن التعاون العسكري والدفاعي بين الكويت وباكستان يتقدم بشكل ملحوظ ويتطور ميدانيا في ظل «اتفاقية التعاون الدفاعي» الموقعة بين البلدين في عام 2023، مشيرا إلى أن تعداد الجالية الباكستانية في الكويت يبلغ 100 ألف نسمة حيث يبلغ إجمالي تحويلاتهم إلى باكستان مليار دولار سنويا. كل هذه الملفات وغيرها تفاصيلها في السطور التالية:

كيف تصف العلاقات الكويتية ـ الباكستانية ماضيها وحاضرها وآفاقها المستقبلية؟

٭ العلاقات الباكستانية ـ الكويتية تتسم بالعمق والقوة والمتانة ويمكن وصفها بالتاريخية والممتازة، فهي نموذج يحتذى في العلاقات بين الدول، حيث بنيت على أسس صلبة من الصداقة والثقة والاحترام المتبادل. تأسست العلاقات الديبلوماسية بين البلدين في أكتوبر 1963.

على الصعيد السياسي هناك تواصل مستمر وتشاور وتوافق في المواقف حيال العديد من الملفات والقضايا على الساحتين الاقليمية والدولية، كما يتعاون البلدان ويتبادلان الدعم في المحافل الدولية مثل الأمم المتحدة ومنظمة التعاون الاسلامي ومجموعة العمل المعنية بالإجراءات المالية ومكافحة غسيل الأموال وتمويل الإرهاب وغيرها.

كما أن مذكرات التفاهم التي تم التوقيع عليها مؤخرا بين حكومة باكستان والهيئة العامة للاستثمار الكويتية ستسهم في دعم وتعزيز التعاون الاقتصادي وستجذب العديد من الاستثمارات الكويتية إلى باكستان، علاوة على ذلك، فإن الزيارتين الأخيرتين لرئيس وزرائنا ورئيس أركان الجيش إلى الكويت قد أضافتا زخما جديدا للعلاقات الثنائية.

كذلك فإن التعاون العسكري والعلاقات الدفاعية بين البلدين تتقدم بشكل ملحوظ وتتطور ميدانيا مع وجود «اتفاقية التعاون الدفاعي» التي وقعها البلدان في عام 2023، كما أن أبناء الجالية الباكستانية في الكويت يبلغ تعدادهم 100 ألف نسمة وتقدر تحويلاتهم إلى باكستان بمليار دولار سنويا.

لقد ساندت الكويت مقترح باكستان بشأن مكافحة الإسلاموفوبيا وتحديد يوم 15 مارس من كل عام (اليوم الدولي لمكافحة الإسلاموفوبيا) والتحيز ضد المسلمين من خلال القرارات المعتمدة خلال الدورة السابعة والأربعين لمجلس وزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي التي عقدت في النيجر عام 2020. كما ساهمت باكستان في عمليات إزالة الألغام وفي جزيرة بوبيان الاستراتيجية بعد الغزو العراقي في عام 1991، وقد نال تسعة جنود باكستانيين الشهادة أثناء العملية.

وأود أن أشير الى الحاجة الماسة إلى تعزيز العلاقات الشعبية بين البلدين الصديقين من خلال تخفيف قيود التأشيرة للمواطنين الباكستانيين. ولعل دعم التبادل الثقافي وتعزيز الروابط التجارية من ابرز سبل تقوية أواصر العلاقات الثنائية التاريخية بين البلدين الصديقين واستشراف آفاق جديدة لها.

كيف ترى نتائج الاجتماع الخامس للجنة المشتركة؟

٭ لقد كان انعقاد اللجنة الباكستانية ـ الكويتية المشتركة في دورتها الخامسة على المستوى الوزاري خلال الفترة من 28 إلى 30 مايو الماضي في الكويت، بمنزلة خطوة مهمة في تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين، حيث كانت الاجتماعات مثمرة، واتفق الجانبان على الالتزام المشترك بتعزيز التعاون في كل القطاعات ومختلف مجالات التعاون.

الوفد الباكستاني رفيع المستوى كان يمثل الوزارات الرئيسية بما في ذلك الشؤون الاقتصادية، والشؤون الخارجية، والتجارة، والباكستانيين في الخارج وتنمية الموارد البشرية، والداخلية، ومجلس الاستثمار، وقسم البترول وارتكزت المناقشات على سبل تحقيق كل ما من شأنه تحقيق المنفعة المتبادلة للبلدين الصديقين.

وخلال اجتماع اللجنة، تم التوقيع على اتفاقيات في مجالات التعاون الصناعي والهندسة والزراعية والملاحة البحرية والموانئ وتجنب الازدواج الضريبي ومعايير الجودة والسلامة وهيئة التعليم العالي، كما اتفق الجانبان أيضا على إنشاء مجموعة عمل مشتركة بشأن التجارة، إجمالا لقد شملت المشاورات الثنائية خلال اجتماعات اللجنة المشتركة على المستوى الوزاري في دورتها الخامسة قطاعات عريضة ومتنوعة منها التجارة والأمن الغذائي والثروة الحيوانية، وغيرها.

حدثنا عن أبرز الاستثمارات الكويتية في باكستان.

٭ العديد من الشركات الكويتية لديها استثمارات في باكستان تجني منها أرباحا هائلة. وتمتلك الشركة الباكستانية ـ الكويتية للاستثمار حصصا كبيرة في بنك ميزان. وتمتلك الشركة الكويتية للاستكشافات البترولية الخارجية عمليات استكشاف وإنتاج كبيرة في باكستان، وقد خطت هذه الشركات مؤخرا خطوات كبيرة في الحصول على مشاريع في مجالات الطاقة المتجددة والأمن الغذائي وإمدادات المياه.

ما التسهيلات التي تقدمها بلادكم للمستثمرين الأجانب؟

٭ شكلت حكومة باكستان، بموجب خطة الإنعاش الاقتصادي، مجلسا خاصا باسم المجلس الخاص لتسهيل (SIFC) الاستثمار في يونيو 2023. والغرض من ذلك هو تحسين مناخ الاستثمار وترشيد النظام التنظيمي وتقليل تكلفة ووقت ممارسة الأعمال من خلال نظام «النافذة الواحدة» لإنهاء كل الإجراءات المتعلقة بالاستثمار.

كما رسمت الحكومة خارطة طريق طويلة المدى للنمو والتنمية، الوعي بإمكانيات باكستان الكامنة، استكشاف فرص جديدة لتوسيع التعاون، وتحسين سهولة القيام بذلك.

كيف تصف بيئة الاستثمار في باكستان، وما أبرز المجالات التي يمكن أن توفر الفرص لرجال الأعمال الكويتيين؟

٭ تتمتع باكستان بموقع استراتيجي مميز يؤهلها لتصبح الممر الرئيسي للتجارة والطاقة والنقل في آسيا. كما أنها بوابة إلى دول آسيا الوسطى الغنية بالطاقة، ودول الخليج، ونمور الشرق الأقصى المتقدمة اقتصاديا، وهذا ما يجعل من باكستان سوقا مليئة بالإمكانات والفرص.

خلال الأزمة المالية العالمية، أظهر الاقتصاد الباكستاني مرونة في مواجهة الصدمات وحافظ على الأنماط العالمية والإقليمية وكان أداؤه أفضل من بعض البلدان المجاورة. وقد أظهرت التقارير الدولية ذات السمعة الطيبة أن باكستان تحتل مرتبة متقدمة على دول المنطقة.

لقد تم وضع وتبني سياسات اقتصادية توفر إطارا شاملا لخلق بيئة أعمال مواتية ومحفزة لجذب الاستثمارات الأجنبية المباشرة، ولعل تحرير الاقتصاد، وإلغاء القيود التنظيمية، والخصخصة، وحزمة مميزة من التسهيلات للمستثمرين أبرز وأهم الركائز الأساسية لهذه السياسة.

كما تم وضع قانون المناطق الاقتصادية الخاصة لمواجهة التحديات العالمية المتعلقة بالقدرة التنافسية لجذب الاستثمار الأجنبي المباشر. ويسمح القانون بإنشاء تجمعات صناعية ذات حوافز ليبرالية وبنية تحتية وخدمات تسهيل الاستثمار لتعزيز الإنتاجية وخفض تكلفة ممارسة الأعمال التجارية من أجل التنمية الاقتصادية. وينص القانون أيضا على تقليل العمليات من خلال المناطق الاقتصادية الخاصة في باكستان. تقوم حكومة باكستان بوضع كل الآليات لتسهيل الإجراءات ومساعدة المستثمرين بصفة عامة، والخليجين بصفة خاصة.

كيف ترى الدور الذي تلعبه الكويت في حل الأزمات وحفظ السلام في إقليميا ودوليا؟

٭ الكويت تتمتع بسياسة خارجية متوازنة وديبلوماسية رائدة مكنتها من أن تلعب دورا محوريا في استقرار المنطقة، فضلا عن أنها لها خبرة عريضة وانجازات مشهودة في جهود الوساطة، حيث لديها تاريخ طويل من المساهمة في حل الأزمات الإقليمية والدولية.

وأود ان اشيد بالدور الانساني الرائد للكويت في إغاثة كل ملهوف ومد يد العون لضحايا الكوارث الطبيعية والانسانية في مختلف أنحاء العالم والذي هو محل تقدير الأمم المتحدة والمجتمع الدولي. ولا ننسى الدور السخي المميز والداعم للكويت خلال الفيضانات المدمرة التي ضربت باكستان عام 2022.

شاركها.
اترك تعليقاً

2024 © الإمارات اليوم. جميع حقوق النشر محفوظة.
Exit mobile version