• المفوضية تواجه تحديات كبيرة مع ازدياد الصراعات والحروب ووصول عدد اللاجئين إلى رقم تاريخي جديد
  • الربيعان: «الأنباء» أولى الصحف التي وقّعنا معها بشكل رسمي خطاب نوايا لدعم أنشطة المنظمة

رباب الجوهري

استكمالاً للشراكة والتعاون بين المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين وجريدة «الأنباء»، قام رئيس التحرير الزميل يوسف خالد المرزوق باستقبال فريق مكتب المفوضية لدى دولة الكويت لبحث سبل التعاون بين الطرفين، وأهم الأنشطة المشتركة المتاحة لدعم أنشطة المفوضية في المنطقة، حيث استهل حوار ممثلة المفوضية لدى الكويت نسرين ربيعان بالشكر والتقدير لصحيفة «الأنباء» وإلى رئيس تحريرها على هذه المبادرة، ومن ثم بينت الدور الفاعل الذي تقوم به المفوضية في سبيل خدمة اللاجئين والنازحين داخليا ومجتمعاتهم المضيفة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا كأحد أكثر المناطق المستقبلة والمصدرة للاجئين، مشيرة إلى أهمية تعزيز أواصر التعاون بين الجهات ذات الاهتمام المشترك، خاصة الإعلام بجميع أنماطه، كأداة داعمة للاستجابة الإنسانية التي تقودها المفوضية لمساعدة الفئات الأكثر ضعفا.

وأضافت ربيعان، خلال لقاء في ديوانية «الأنباء» ضم فريق مكتب المفوضية في الكويت ومجموعة من مؤثري الإعلام الاجتماعي وصناع المحتوى والإعلاميين، أن التواصل مع الشركاء المحليين كالصحف ووسائل الإعلام المحلية يعتبر أحد أهم أدوات التوعية نجاحا، ويهدف اللقاء الى إيصال صوت اللاجئين البالغ عددهم أكثر من 100 مليون لاجئ هجروا قسرا بفعل أزمات قديمة ومستمرة وأزمات جديدة إلى جميع أنحاء العالم، كما أكدت ربيعان أهمية إيصال الحقائق والوقائع كما هي لحشد الدعم والاستجابة للاحتياجات الإنسانية.

وأضافت: «لهذا، كان لزاما علينا المساهمة في توصيل الحقيقة بالوسائل الرسمية الموثوقة، وتوثيق وتعزيز الشراكات مع الجهات الإعلامية في الكويت والتي تعد من أهم أهداف مكتب المفوضية لدى الكويت، ومن ضمنها صحيفة «الأنباء»، ولهذا كانت جريدة «الأنباء» من أولى الصحف التي وقعنا معها بشكل رسمي خطاب النوايا لدعم أنشطة المفوضية التي يتم تداول أخبارها بشكل غير مباشر بين المختصين، ولكن آن أن يتم التعرف عليها من قبل العامة».

ولفتت إلى أن أكثر من 90% من نشاطات المنظمة تتم في الميدان، أي في مناطق اللجوء والنزوح، كما دعت المجتمع الدولي إلى إيجاد حلول جذرية تفوق الاستجابة الفورية فقط لاحتياجات اللاجئين، لاسيما في ظل عدم وجود حلول جذرية حتى الآن، مؤكدة أن هناك أزمات جديدة تولدت مؤخرا مثل أزمتي أوكرانيا وأفغانستان، والأزمات المناخية في باكستان بالإضافة إلى الأزمات المستمرة منذ وقت طويل في اليمن وسورية، حيث يعتبر التعامل مع تلك الأزمات صعبا إلى حد ما، ما يتطلب التعاون مع الجهات والوسائل الإعلامية التي تكون ذات وعي بالوضع الإنساني وخصوصيته.

وحول عملها في المفوضية، قالت: «بدأت عملي في المفوضية كمتطوعة بالأمم المتحدة ثم تدرجت حتى وصلت إلى منصبي الحالي، مشيرة إلى أن المعينين في المفوضية يمرون بمرحلة تدريب دقيقة، وهناك تدريبات إلزامية على المنصات الإلكترونية وتدريبات بالإسعافات الأولية وتدريبات قانونية نظرية وعملية متنوعة منذ لحظة الانضمام إلى المفوضية لتأهيلهم لتحمل المسؤولية ومشاق العمل في الميدان، بالإضافة إلى التعامل مع اللاجئين والنازحين خاصة الأطفال منهم والنساء الذين يشكلون أكثر من النصف.

وأضافت: «نعمل في كل القطاعات الخاصة باللاجئين، خاصة حماية الحقوق القانونية، حيث إن لنا ولاية مطلقة عليهم، كما تمنح المفوضية المساعدات المنقذة للحياة بالإضافة إلى المساعدات المادية لتغطية الاحتياجات أو مساعدات عينية اعتمادا على نتائج دراسة الاحتياجات التي تقوم بها الإدارة المختصة لدى المفوضية».

من جهته، قال رئيس تحرير جريدة «الأنباء» الزميل يوسف خالد المرزوق، إن الكويت على الرغم من قلة كثافتها السكانية إلا أنها حكومة وشعبا تعتبر من أكثر الدول تقديما وإقبالا على المساعدات الإنسانية، مشيرا إلى أن الحكومة سباقة في هذا المجال، كما أن الشركات الخاصة والأفراد يبادرون دائما إلى دعم القنوات والأنشطة الإنسانية الجادة والحقيقية التي تهدف إلى مساعدة المحتاجين واللاجئين.

وحول دور الإعلام في تسليط الضوء على الأخبار الإيجابية للاجئين واستعراض النماذج الناجحة منهم داخل المجتمعات المضيفة ودحض الأخبار السلبية وغير الحقيقية في بعض الأحيان التي تطول بعضهم، قال المرزوق: اليوم نتحدث عن موضوع الإعلام، وكيف يقوم بدوره في إبراز الجانب الإنساني داخل الشارع، ولهذا نرى أن هناك تحديا كبيرا أمام المفوضية لحل إشكالية الرد على الأخبار السلبية التي تصدر بحق اللاجئين، ونرى أهمية دراسة الموضوع بشكل أكبر ودراسة التحديات القائمة، فنحن نريد حل تلك المعضلة لتسليط الضوء على الأعمال الإنسانية بطريقة شيقة، وهذا هو دوركم القادم كمفوضية أمم متحدة تسليط الضوء على الأعمال الخيرية، وأضاف: «الإعلام له دور كبير في التأثير وتسليط الضوء على دور المساعدات الإنسانية وجميع الجهات الخيرية، ولهذا نحن كإعلام سنقوم بدورنا في تسليط الضوء على أخبار اللاجئين».

وفي ختام حديثه، عبر المرزوق عن سعادته بالشراكة الاستراتيجية مع مفوضية الأمم المتحدة للاجئين، ووجه الشكر للإخوة القائمين على المفوضية، وأكد أن جريدة «الأنباء» حريصة على مواكبة ونشر أخبار الأعمال الخيرية للكويت، لاسيما أن هناك البعض ليست لديه دراية بحجم الأعمال الخيرية التي تقوم بها دولتنا الحبيبة وأهلها، ولهذا نحن كإعلام نقوم بتسليط الضوء على الجهود الخيرية المبذولة عن طريق المفوضية السامية للأمم المتحدة وأي جهة خيرية تقوم بعمل إنساني، لاسيما أن هناك العديد من الجهات تحمل أجندات غير سليمة، ونحن في حل من الحديث عن تلك الجهات ذات الأهداف السياسية، هدفنا هو الجهات التي تهدف إلى مساعدة المجتمع ككل. ولا شك أن الكويت تستحق أن تسمى دولة العمل الإنساني بقيادة الأمير الراحل الشيخ صباح الأحمد قائد العمل الإنساني، هدفنا في النهاية تسليط الضوء على الأعمال التي تقوم بها تلك الجهات والأنشطة التي تقوم بها والأطراف التي تستحق الإشادة والتشجيع، ونأمل أن يقوم إخواننا في المنصات الإعلامية الأخرى بالمضي قدما في هذا الاتجاه، ونحن كجريدة «الأنباء» قررنا المبادرة والقيام بتلك الخطوة، ونأمل أن تحقق نتائج ناجحة.

تحسين البنى التحتية للدول المضيفة

من جهته، استعرض المسؤول الإقليمي لمفوضية الأمم المتحدة في دول الخليج خالد كبارة، آلية عمل المفوضية في المنطقة، وتطرق إلى كيفية توظيف الموارد المتاحة للمفوضية في خدمة الإنسانية والنواحي الخيرية.

وقال إن المفوضية تقدم المساعدات العامة أو العينية، وهناك المساعدات المرتبطة بتأمين الاحتياجات الأساسية للاجئين، بالإضافة إلى الاحتياجات المتعلقة بالمجتمعات المضيفة، لأننا نعي أن وجود عدد إضافي من اللاجئين في أي منطقة من العالم سيؤدي إلى ضغط على البلد المضيف، وبالتالي الضغط على الموارد الأساسية للدولة، لذلك نناقش دائما تحسين البنى التحتية لتلك المناطق والأزمات مثل أزمة لبنان واللاجئين السوريين والأوبئة، لاسيما ان هناك أكثر من مليون لاجئ سوري مسجل في لبنان.

التحول الرقمي مع الطباعة الورقية

على هامش اللقاء، تطرق رئيس التحرير الزميل يوسف خالد المرزوق إلى الإعلام والتكنولوجيا ومستقبل الصحف الورقية، حيث قال: إن التقدم التكنولوجي الحادث في العالم يجبرنا، كإعلام عربي ومؤثر، على أن نتجه إلى الرقمنة والسوشيال ميديا، لذلك نحن كجريدة «الأنباء» نعتبر الوحيدين سواء في منطقة الخليج العربي أو المنطقة العربية الذين قمنا بالتحول الرقمي مع الإبقاء على الطباعة الورقية ونجحنا في هذا الأمر بشكل كبير وحققنا انتشارا، بيد أن الأمر كان شاقا وبحاجة إلى الكثير من الجهد المبذول سواء في القنوات الرقمية أو السوشيال ميديا، حيث نبذل جهدا مضاعفا مقارنة بالجهد المبذول في الصحيفة الورقية، واليوم نحن وعدة صحف زميلة نحاول السير في اتجاهين، الرقمي والورقي، في الوقت ذاته، لكن نأمل أن يستمر المطبوع إلى أكثر مدى ممكن.

وحول كيفية التأكد من صحة المعلومة في ظل تدفق المعلومات وتزايد أعداد وسائل السوشيال ميديا، أشار المرزوق إلى أن الخبر ينتشر اليوم بسرعة كبيرة في كل الدول العربية، والقارئ لديه دائما شك في المعلومة، واليوم الكل أصبح صحافيا، لكن حينما تصدر الجريدة الرسمية سواء عن طريق السوشيال ميديا أو المطبوع يتم التأكد من صحة الخبر وجديته.

وعن مستقبل الجرائد الورقية، أفاد المرزوق بأن «الأنباء» لديها الجاهزية نحو أي تحول حادث في الكويت، وقد اجتمعت مع الزملاء وقررنا إنشاء موقع إلكتروني في أوائل العقد الماضي، ولم يكن هذا شيئا شائعا حينها، واستطعنا مواكبة التطور بفضل أبناء «الأنباء» ومنافسة أكبر المنصات الإلكترونية في الوطن العربي، ولهذا نحن جاهزون في حال حدوث أي شيء يطرأ على الساحة.

في ختام اللقاء، قدم المسؤول الإقليمي للاتصال لدى المفوضية خالد كبارة ورشة عمل عن التعامل مع أوضاع الطوارئ الإنسانية، تضمنت لمحة عامة حول الواقع الإنساني ودور الإعلام في الأزمات الإنسانية، وقواعد اختيار القصة الإنسانية الملهمة والمؤثرة، والاعتبارات المهنية والأخلاقية الواجب مراعاتها عند تغطية القصص الإنسانية ومن ثم فتح باب الأسئلة.

شاركها.
اترك تعليقاً

2024 © الإمارات اليوم. جميع حقوق النشر محفوظة.
Exit mobile version