كيف يخطط كليتشدار أوغلو لتنظيم استراتيجيته لجذب القوميين في الجولة الثانية؟
تركيا بالعربي – فريق التحرير
في يوم الأحد الماضي، 14 مايو، توجه الناخبون الأتراك إلى صناديق الاقتراع للاختيار برلمانيين للدورة الثامنة والعشرين والرئيس الثالث عشر لتركيا. تنافس ثلاثة مرشحين على هذا المنصب، وهم: رجب طيب أردوغان من تحالف الشعب، كمال كليتشدار أوغلو من تحالف الأمة، وسنان أوغان من تحالف الأجداد.
لم تحقق الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية اختيار رئيس الجمهورية التركية، حيث حصل الرئيس التركي الحالي على نحو 45.5% من أصوات الناخبين، بينما حصل كمال كليتشدار أوغلو، منافسه التقليدي، على نسبة تقدر بـ 44.8% من الأصوات. وعلى الرغم من التوقعات التي تشير إلى حصول سنان أوغان على نسبة تصويت تبلغ 1.5% فقط، فقد حصل على 5.2% من أصوات الناخبين.
وبموجب قانون الانتخابات التركي، يجب على المرشحين اللذين يحصلون على أعلى نسبة من الأصوات أن يتنافسوا في جولة انتخابية ثانية. ويشترط هذا القانون الحصول على 50% من الأصوات بالإضافة إلى صوت واحد لتحقيق الأغلبية المطلوبة (50+1). وسيقوم الرئيس التركي القادم بتحديد الفائز في الجولة الثانية.
ويحدث في عرف الانتخابات أن يعمل الطرفان المتبقيان في سباق الرئاسة على استمالة المرشحين الذين خرجوا من السباق من أجل الحصول على دعمهم في الدورة الانتخابية المقبلة، ويكون ذلك عبر التوصل إلى اتفاق يستند إلى نقاط وأهداف متقاطعة لكلا الطرفين.
ويعرف عن مرشح تحالف الأجداد، سنان أوغان، معاداته للاجئين السوريين خاصة والمهاجرين عامة في تركيا، وهو ما صرح عنه في مناسبات عديدة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، والوسائل الإعلامية، وضمنه في حملته الانتخابية التي دعمها زعيم حزب النصر أوميت أوزداغ الذي يتزعم أيضاً تحالف الأجداد.
خطوط أوغان الحمراء
كشف سنان أوغان عن شروطه لدعم مرشحي الرئاسة التركية خلال لقاء أجراه لصالح موقع (BBC) التركية، كان على رأسها محاربة الإرهاب والتخلي عن الأحزاب السياسية التركية “التي تدعم الإرهاب” وإعادة اللاجئين، والتي اعتبرها خطوطاً حمراء لا يمكن النقاش فيها.
وإذا ما اعتبرنا أن هذه الشروط ملائمة لتحالف الشعب بزعامة أردوغان، وخاصة فيما يخص محاربة الإرهاب، والابتعاد عن الأحزاب السياسية المتهمة بدعمها للإرهاب، مثل حزب الشعوب الديمقراطي الذي أعلن عن دعمهم كليتشدار أوغلو في الانتخابات الرئاسية، إلا أن سنان شدد على ضرورة اتخاذ حزب العدالة والتنمية إجراءاته من أجل إعادة اللاجئين إلى بلادهم من أجل الحصول على دعمه.
وعلى الرغم من تصريحات المتحدث باسم الرئاسة التركية، إبراهيم كالن، الذي أفادت بأن سنان يميل أكثر إلى تحالف الشعب، إلا أن نتائج الانتخابات تظهر أن الرئيس التركي كان يبحث عن 0.5 في المئة من الأصوات لكسب السباق الانتخابي، بينما كان ينقص كليتشدار أوغلو أكثر من 5 في المئة من الأصوات، وهي النسبة التي حصل عليها أوغان.
كليتشدار أوغلو يعيد ترتيب أوراقه
أشار الصحفي التركي إسماعيل سايماز إلى أن كليتشدار أوغلو بدأ اليوم التحضيرات للـ 28 من أيار، حيث يخطط للحصول على أصوات الناخبين القوميين عبر عكس الحملة التي تربط حزب الشعب الجمهوري بالإرهاب، مع المحافظة على تحالفه مع حزب الشعوب الديمقراطي.
ونقل سايماز عن مسؤولين من حزب الشعب الجمهوري، أن كليتشدار أوغلو سيتخلى عن شعار “أعدكم بقدوم الربيع” التي استمرت تسعة أشهر والتي كانت تعتمد على عدم التدخل في المسائل الحساسة، وسيتبنى بدلاً من ذلك لغة أكثر عدوانية حتى 28 أيار موعد الجولة الثانية.
وأوضح سايماز بأن كليتشدار أوغلو سيعمل على ضرب العدالة والتنمية عن طريق ربطها بعلاقة مع حزب الهدى الذي يعتبره البعض امتداداً لحزب الله الكردي، مع التركيز على مسألة اللاجئين السوريين في تركيا، وربما يتبنى خطاب أوزداغ وأوغان، الذي ينوي التواصل معهم خلال الأيام القليلة المقبلة.
وتفسر التسريبات التي نقلها سايماز خطاب كليتشدار أوغلو الذي هاجم فيه الحكومة التركية، وادعى من خلاله وجود 10 ملايين لاجئ في تركيا، متهماً حكومة العدالة والتنمية بفتح الحدود أمام جميع اللاجئين لدخول البلاد، بعدما كان يتبنى خطابا “أكثر هدوءاً” فيما يخص اللاجئين السوريين خصوصاً.
مناهضة اللاجئين
وفي تسجيل مصور نشره كليتشدار أوغلو على حساباته في مواقع التواصل الاجتماعي، قال فيه: “لن نترك وطننا لهذه العقلية التي جلبت إلينا 10 ملايين لاجئ غير نظامي.. الحدود شرف”.
وتابع مهاجماً: “لن نترك الوطن لمن يتعامل مع المواطنين تارة على أنهم أكراد وتارة على أنهم حزب عمال كردستاني، ومرة على أنهم متدينون ومرة على أنهم أتباع فتح الله غولن”.
الخطاب الهجومي الذي استعمله كليتشدار أوغلو اليوم يعد مغايراً لما أدلى به قبل أيام خلال مقابلة أجراها مع تلفزيون (DRW) الألماني، حيث كشف عن وجود 4 ملايين سوري في تركيا يعملون دون تأمين صحي واجتماعي يضمن مرحلة التقاعد عند الوصول إليها بعد عدة سنوات.
واستخدم كليتشدار أوغلو خلال المقابلة كلمة “توديع” السوريين وليس إعادتهم، مشيراً إلى أن نظرته ليست عنصرية فيما يخص هذا الموضوع: “نحن لسنا مستائين منهم أبداً، لدينا روابط عائلية معهم”، وأعاد شرح خطته لعودة السوريين التي تعتمد على تهيئة سوريا من أجل سهولة استقبالهم من جديد.
وبعد يومين من انتهاء الجولة الأولى من الانتخابات، أظهر الحساب الرسمي لكليتشدار أوغلو إعجابه بتغريدة تانجو أوزجان رئيس بلدية بولو عن حزب الشعب الجمهوري، الذي قال فيها: “ستكون هناك انتخابات بين الذين يقولون لن نرسل اللاجئين في 28 أيار والذين يقولون سنرسلهم… الذين يقولون دعهم هنا سيعطون صوتهم لرجب طيب أردوغان، والذين يقولون فليذهبوا سيعطوا أصواتهم لـ كمال كليتشدار أوغلو. مثلما أريد أن أرسلهم (اللاجئين) سيقوم السيد كمال بإرسالهم بالطريقة نفسها”.
تخبط أم تلافي للأخطاء؟
خلال عملية فرز الأصوات، ظهر رئيس بلدية إسطنبول الكبرى، أكرم إمام أوغلو، برفقة رئيس بلدية أنقرة الكبرى، منصور يافاش، عدة مرات في مؤتمرات صحفية قصيرة، دعوا الناس فيها إلى عدم تصديق نتائج وكالة الأناضول فيما يخص نسب المصوتين.
وكشف الطرفان عن إحصائيات الناخبين التي تبين تقدم كليتشدار أوغلو على الرئيس التركي الحالي رجب طيب أردوغان، وبأن مرشح تحالف الأمة سيحصل على مقعد الرئاسة من الجولة الأولى.
وتبين فيما بعد، وبحسب تصريحات الهيئة العليا للانتخابات التركية، أن الأصوات التي فرزت والمتبقية دون فرز أو لم يتم البت في طعونها، لا تخول أحدا من المرشحين الثلاثة للفوز بمنصب رئيس الجمهورية، وهو ما ينقلهم إلى جولة ثانية من الانتخابات.
وألقى كليتشدار أوغلو كلمة أمام مناصريه، يعبر فيها عن استعداده دخول الجولة الثانية من الانتخابات، وعقب ذلك في اليوم التالي قرار استقالة نائب رئيس مجلس إدارة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في حزب الشعب الجمهوري التركي، ومساعد كليتشدار أوغلو في الحملة الانتخابية أونورسال أديغوزال.
وأكد أديغوزال على أن قرار الاستقالة جاء بسبب الرأي السلبي للجمهور على أدائه في نقل المعلومات ونتائج الانتخابات، إلا أن صحيفة (SÖZCÜ) المقربة من حزب الشعب الجمهوري أفادت بأن كليتشدار أوغلو هو من أقاله من منصبه.
وكشف الصحفي إسماعيل سايماز عن أن كليتشدار أوغلو قطع علاقته مع أكان أبدولا وعلي كرميدتشي أوغلو، اللذين كانا يديران حملته الانتخابية بعد أديغوزال.
وأوضح سايماز أن “هؤلاء الاثنين هم اللذان قاما بتخطيط رحلات كليتشدار أوغلو الشائكة إلى الولايات المتحدة وبريطانيا وألمانيا، ونصحا بتعيين جيريمي ريفكين كمستشار، وهو ما أثار جدلاً”.
رابحون كثر وخاسر وحيد
ويمكن أن تدل هذه التبديلات والإقالات على رغبة كليتشدار أوغلو في تبني خط جديد وسريع لإدارة حملته قبل أيام قليلة من الجولة الثانية للانتخابات الرئاسية، وخاصة أنه قدم العديد من المقاعد البرلمانية للأحزاب التي حصل على دعمها عبر “الطاولة السداسية”.
منح كليتشدار أوغلو بعض الأحزاب مقاعد في البرلمان عبر ضمهم إلى قائمته الانتخابية، حيث حصل حزب (DEVA) على 15 مقعداً، وحزب المستقبل وحزب السعادة حصلا على 10 مقاعد لكل منهما، وحزب الديمقراطي حصل على 3 مقاعد نيابية.
وبجمع المقاعد البرلمانية التي فقدها الشعب الجمهوري، والبالغ عددهم 38 مقعداً لصالح الأحزاب في الطاولة السداسية، والذي يمكنهم أن يشكلوا كتلة نيابية مستقلة عن الشعب الجمهوري في البرلمان عند تشكيله، ضحى بهم كليتشدار أوغلو للفوز بمقعد الرئاسة.
يسعى كليتشدار أوغلو خلال الأيام القليلة المقبلة على كسب غايته وفرصته الوحيدة في أن يصبح الرئيس التركي الثالث عشر للجمهورية التركية، وهو ما حاول على مدار أشهر عديدة تحقيقه عبر توزيع المكاسب على حلفائه من الأحزاب المعارضة على الطاولة السداسية، وهو ما يحاول تطبيقه الآن في سعيه لاستدراج سنان أوغان لإعطائه مكاسب جديدة تضمن تفوقه على منافسه رجب طيب أردوغان.
المصدر: تلفزيون سوريا – حمزة خضر
وزير الداخلية التركي يكشف عن الفئات التي سيتم ترحيلها من السوريين
قال وزير الداخلية التركي سليمان صويلو إن حكومة بلاده ملتزمة بالقرارات الدولية المتعلقة باللاجئين، مؤكداً أن تركيا “لم ولن تُدير ظهرها للسوريين”.
وأضاف، في لقاء مع تلفزيون سوريا، أن تركيا ملتزمة بالقوانين الدولية ولا يوجد أي تغيير في سياستها فيما يخص اللاجئين على أراضيها، مشيراً إلى أن دائرة الهجرة تدقق “فقط في الأشخاص القادمين من دمشق الباحثين عن تحسين أوضاعهم، من دون تعرضهم للحرب والتهجير”.
وتابع: “نحن لا ندير ظهورنا لإخوتنا الذين قدموا من مناطق الحرب، لم ولن نديرها”.
المنطقة الآمنة والعودة الطوعية
وفي ردّه على سؤال حول إعادة السوريين إلى مناطق الشمال السوري والتي يصفها كثيرون بـ “غير الآمنة”، قال الوزير: “تراجعت نسبة الهجمات التي كانت تتعرض لها المنطقة، من داخلها وخارجها، بنسبة 90 في المئة، تراجعت وستتراجع أيضاً”.
واعتبر أن المشروع الجديد، الذي أعلن عنه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في وقت سابق “أصبح حقيقة (..) سننشئ منطقة سكنية في جرابلس والباب ورأس العين وتل أبيض لمن يريدون العودة طوعاً”.
ورداً على سؤال حول كيفية إعادة اللاجئين “طوعاً”، لم يتطرق الوزير إلى الآلية إلّا أنه أشار إلى أن تركيا تعمل على تأمين سُبل عيش كريمة للعائدين عبر إنشاء مناطق تجارية وصناعية ومدارس ومراكز تسوق وورش “وسُيمنحون سكناً وسيمتلكونه بعد 5 أو 10 أعوام”.
وبحسب الوزير فإنه سيكون بإمكان العائدين إلى سوريا زيارة تركيا بعد حصولهم على التصاريح اللازمة.
ترحيل اللاجئين “قسراً”
وعن الاتهامات الموجّهة إلى تركيا حول ترحيل اللاجئين السوريين وإجبارهم على التوقيع “قسراً” على أوراق العودة الطوعية، قال صويلو: “هذه الادعاءات غير منصفة وتحريضية على تركيا، من أطراف يكتفون بالمشاهدة ولا يتحملون مسؤولياتهم ويقيمون الدنيا إذا جاءهم 50 ألفاً أو 100 ألف لاجئ، في تركيا يعيش 3 ملايين و630 ألف أخ سوري هُجّروا من أراضيهم، 700 ألف من أطفالهم يدرسون في المدارس التركية”.
الفئات التي سيتم ترحيلها من السوريين
لقراءة التفاصيل أنقر على الرقم 2 في السطر التالي: